عززت روسيا وكوريا الشمالية تحالفهما هذا الأسبوع، في ضربة جديدة للولايات المتحدة، حيث تعهد قادة البلدين بزيادة التجارة والدفاع عن بعضهم البعض في حالة وقوع هجوم.
وتعد معاهدة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التي تم التوصل إليها مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون، خلال زيارة بوتين لكوريا الشمالية والتي استغرقت يومين، أكبر اتفاق وقعته موسكو منذ سنوات.
يأتي ذلك في الوقت الذي تحاول فيه الولايات المتحدة تخفيف حدة العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا وردع بيونج يانج عن اتخاذ إجراءات أكثر عدوانية ضد كوريا الجنوبية، بحسب ما ذكرت صحيفة "ذا هيل" الأمريكية.
وحاولت الولايات المتحدة عزل كلا البلدين، لكن زيارة الرئيس الروسي الأولى لكوريا الشمالية منذ 24 عاما كانت بهدف التصدي لنفوذ واشنطن، حيث عمق هو وكيم تحالفا تم تشكيله العام الماضي بعد أن بدأت بيونج يانج في تزويد روسيا بالذخائر مقابل التكنولوجيا الهامة، والغذاء والنقود.
وقال نائب رئيس شؤون آسيا وكوريا في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية فيكتور تشا، في تصريحات نشرتها الصحيفة، إن روسيا وكوريا الشمالية ربطتا معا منطقتين في العالم، أوروبا وآسيا، ويشكلان تهديدا فريدا للنظام الدولي الذي تدعمه الولايات المتحدة والحلفاء الغربيين.
وأضاف: "إنه أمر سيئ بأي شكل من الأشكال،" متابعا أن معاهدة الدفاع، في رأي بوتين، هي تجديد للقوة الروسية. وأوضح: "لا أعتقد أن هناك علاقة ثنائية واحدة اليوم أكثر تهديدا مما نراه بين كوريا الشمالية وروسيا."
يتضمن الاتفاق الذي تم التوصل إليه يوم الأربعاء الماضي، والذي قالت وسائل الإعلام الروسية إنه يتجاوز المعاهدات السابقة، التزاما بزيادة التجارة وتعزيز مجال الدفاع والتكنولوجيا، بالإضافة إلى اتفاقية الدفاع المشترك، وهي خطوة نادرة لروسيا لتقوم بها مع دولة أخرى.
كما أعرب كل من بوتين وكيم علنا عن إحباطاتهما المشتركة، ودفعا باتجاه ما يسميانه نظاما عالميا متعدد الأقطاب، مما يعني نهاية الهيمنة الأمريكية، ورفع العقوبات والقيود المفروضة على الدول.
ووصف بوتين المعاهدة بأنها "وثيقة رائدة" خلال تصريحات له في بيونج يانج. كما تعهد بالمساعدة في الدفاع عن كوريا الشمالية ضد أي "عدو غادر وخطير وعدواني."
وقال كيم عن المعاهدة خلال تصريحات له بإنها "معاهدة قوية."
ونقلت وسائل إعلام رسمية روسية عن كيم قوله "ليس لدي شك في أنها ستكون قوة دافعة من شأنها تسريع العمل لإنشاء عالم جديد متعدد الأقطاب."
وأثارت الزيارة رد فعل عنيف في الولايات المتحدة التي حاولت تفكيك آلة الحرب الروسية. وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، يوم الثلاثاء الماضي، إن روسيا "في حالة يأس" وتحاول دعم حربها في أوكرانيا.
وأضاف: "نحن قلقون للغاية بشأن هذا، لأن هذا هو ما يحافظ على استمرار الحرب،" في إشارة إلي تعزيز العلاقات الدفاعية بين روسيا وكوريا الشمالية.
وقد تساعد تجارة التكنولوجيا الروسية مع كوريا الشمالية أيضا في تعزيز طموحات كيم النووية لبناء أسطول من الأسلحة النووية، بما في ذلك الغواصات والصواريخ الباليستية العابرة للقارات التي يمكن أن تهدد التحالف الثلاثي بين كوريا الجنوبية واليابان والولايات المتحدة بطرق غير مسبوقة.