التقت مجموعة من المشرعين الأمريكيين بالزعيم الروحى التبتى الدالاي لاما في الهند، الأربعاء الماضي، في خطوة من المرجح أن تثير غضب الصين، بحسب ما ذكرت شبكة "إن بي سي نيوز" الأمريكية.
وجاءت الزيارة في الوقت الذى يعتزم فيه الرئيس الأمريكى جو بايدن أن يوقع على مشروع قانون يضغط على بكين لحل التوترات مع التبت وحماية الثقافة البوذية في المنطقة.
ووصل الوفد المكون من سبعة نواب من الحزبين، الجمهورى والديمقراطي، والذى قاده النائب مايكل ماكول، جمهورى من ولاية تكساس الأمريكية، وضم أيضا رئيسة مجلس النواب السابقة نانسى بيلوسي، ديمقراطية من ولاية كاليفورنيا الأمريكية، يوم الثلاثاء الماضى إلى دارامشالا، وهى بلدة في جبال الهيمالايا في شمال الهند، حيث عاش الدالاي لاما، البالغ من العمر ٨٨ عاما، في منفى منذ فراره من الصين في عام ١٩٥٩، بعد انتفاضة تبتية فاشلة ضد الحكم الصيني.
ونقلت "رويترز" عن ماكول قوله بعد لقائه الدالاي لاما: "ما زلت آمل أن يعود الدالاي لاما وشعبه يوما ما إلى التبت بسلام".
وقال ماكول، يوم الثلاثاء الماضي، إن بايدن سيوقع قريبا مشروع قانون أقره الكونجرس، الأسبوع الماضي، يضغط على بكين لاستئناف المفاوضات مع الدالاي لاما وزعماء التبت الآخرين، التى تم تجميدها منذ عام ٢٠١٠، ومعالجة مخاوف شعب التبت بشأن استقلاليتهم الثقافية والدينية واللغوية.
ونقلت "رويترز" عن بيلوسي، التى أدت زيارتها في عام ٢٠٢٢ لجزيرة تايوان التى تطالب بها بكين، الصين إلى تطويق الجزيرة بتدريبات عسكرية بالذخيرة الحية بعد مغادرتها، قولها يوم الأربعاء الماضي، "هذا القانون يقول للحكومة الصينية: لقد تغيرت الأمور الآن، استعدى لذلك".
ومن المرجح أن يزعج اجتماع المشرعين الأمريكيين مع الدالاي لاما، بكين في وقت تحاول فيه الولايات المتحدة والصين تحسين العلاقات بينهما. وتنظر بكين إلى الدالاي لاما، الحائز على جائزة نوبل للسلام في عام ١٩٨٩، على أنه "انفصالي" مناهض للصين، وهو ما ينفيه، وتعارض أى اتصال معه من قبل مسؤولين أجانب.
وقالت وزارة الخارجية الصينية، يوم الثلاثاء الماضي، إن الشؤون المتعلقة بالتبت هى شأن صينى داخلى وأن الصين ستتخذ "إجراءات حازمة" للدفاع عن سيادتها وأمنها ومصالحها الإنمائية.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية لين جيان، في إفادة صحفية في بكين، "نحث الجانب الأمريكى على التقيد بالتزاماته بالاعتراف بالتبت كجزء من الصين وعدم دعم استقلال التبت،" مضيفا: "يجب ألا توقع الولايات المتحدة على مشروع القانون ليصبح قانونا".
وأعلن مكتب الدالاي لاما، في وقت سابق، أنه سيسافر إلى الولايات المتحدة، هذا الشهر، لتلقى العلاج الطبى لركبتيه. وليس من الواضح إذا كان سيلتقى بأى مسؤول أمريكى خلال فترة وجوده في الولايات المتحدة.
والتقى الدالاي لاما بكل رئيس أمريكى منذ جورج بوش الأب إلا دونالد ترامب، والذى انتقده بايدن، خلال الحملة الانتخابية الرئاسية في عام ٢٠٢٠ بسبب فشله في لقاء الزعيم التبتي، وبالرغم من ذلك لم يلتق بايدن بالدالاي لاما منذ توليه منصبه كرئيس للولايات المتحدة.
وقال أستاذ الدراسات الاستراتيجية بمركز أبحاث السياسة في نيودلهي براهما تشيلاني، في تصريحات نشرتها الشبكة، إن لقاء المشرعين الأمريكيين مع الدالاي لاما هى محاولة للتعويض عن تردد إدارة بايدن عن التحدث عن التبت.