الثلاثاء 05 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

صُنع في الثلاثين من يونيو

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

 قالوا: "يمكنك أن تسجن الثائر ولكن ليس بمقدورك سجن الثورة"، ارتبط اسم  ثورة الثلاثين من يونيو في أذهاننا بكثير من المشروعات القومية والأنفاق والمحاور الحيوية، وكأن تلك الثورة صنعت مقدرات اقتصادية جديدة للأمة، صنعت جمهورية جديدة، صنعت حياة جديدة لوطن كادت الهزيمة أن تنال منه وتنهش في مفاصله وأطرافه.

 ولكن ما لا تعرفه عزيزي القارئ إن ثورة الثلاثين من يونيو ناهضت صناعات عدة بل قضت على صناعات أكثر!.. نعم، فقد قضت على صناعة الإرهاب بشكل تام وقاطع، تلك الصناعة التي بدأت بدعوة المسلحين وتحويل سيناء إلى ساحة معركة يتدرب على أرضها كافة الفصائل المسلحة من أفغانستان والشيشان وسوريا ومن كافة التنظيمات المختلفة وكأن تلك الأرض الطاهرة التي رواها المصريون بدماء زكية لتطهيرها من الاحتلال الصهيوني، كادت أن تتحول إلى جمرات من النيران الملوثة لتغتال روح تلك الأرض الطيبة فتنتهي بين رحى الحرب حكايتها، وتنطلق منها كل الفصائل المسلحة كالجراد لتدمر الأخضر واليابس في إفريقيا والوطن العربي منفذة مخطط الشرق الأوسط الجديد كما رسمته أجندات الغرب، ولكن يا لحكمة الله! فبثورة الثلاثين من يونيو تحولت سيناء إلي بؤرة هادئة وعادت أرضها الزكية الطاهرة لتكون خيرًا لكل قاطنيها وأهلها الشرفاء وتتحول إلى مشروعات تنموية  لتخلد في تاريخ العصر الحديث أكبر حكاية تنمية تتم على أرضها، تثمر الخير وتحكى عن التجلي الأعظم ؛ المشروع السياحي الديني الأضخم على الإطلاق وتبرز جمال جبال سانت كاترين وأديرتها الطاهرة.

ليس هذا فحسب، بل أن تلك الثورة ناهضت صناعة الفتنة والانقسام التي حاولوا إقامتها وإتقانها وإنتاج منها أقوى الحروب الداخلية الأهلية فينشغل أهل الأرض في تلك الحرب الآثمة وينسون وطنهم وحدود وطنهم وثرواته التي كانت تُنهب.

كما أوقفت صناعة الفوضى؛ الفوضى الخلاقة التي تثير الفوضى في كل مكان داخل ربوع الدولة وتفكك المؤسسات وتكسر هيبة الدولة، فما أسهل أن يصل السارق إلى مبتغاه في الفوضى والعبث والمشهد المبُعثر ! وكأن تلك الثورة أغلت يد الفوضى الخلاقة بل قطعت ذراعها ورتبت أوراقها وصنعت الرأي ونشرت الاستقرار والأمان حتي أصبحت مصر ملاذا أمنا لكل الضيوف من كل أنحاء الإقليم.

أمّا عن صناعة طمس الهُوية، فحدث ولا حرج، حيث كانت الفاشية الدينية تحاول طمس الهوية المصرية سنوات عديدة حتى تصبح كل شعوب المنطقة تشبه بعضها البعض، بلا تاريخ ليس بهدف التكامل بل التشابه حتى يسهُل السيطرة على تلك الشعوب، فشعب بلا تاريخ أو حضارة أو هوية يُساق وينقاد كيفما شاءوا ! ولكن حرصت الدولة المصرية على توطيد الهوية المصرية، وتاريخ وحضارة مصر وإحياء الجذور وإحياء الحضارة الفرعونية القديمة وإبراز كل القيم الدينية والمواطن والرموز الدينية القديمة من أجل تثبيت تاريخ وحضارة هذا الشعب العريق.

كل تلك الصناعات الآثمة تم إبادتها إلى الأبد يوم 30- 06- 2013 لنعيش واقعًا جديدًا، صُنع في الثلاثين من يونيو.