البحث عن الأصناف الزراعية المقاومة للتأثيرات التغيرات المناخية وفي الوقت ذاته تكون لها جدوي اقتصادية، هو شعار المرحلة الحالية في السياسية الزراعية المصرية، ومن هذا المنطلق، وجه السيد القصير وزير الزراعة واستصلاح الأراضي بناء على توصيات القيادة السياسية المصرية بزيادة الاهتمام بزراعة بعض المحاصيل التى لها مردود اقتصادي كبير مثل نباتات الجوجوبا الذي ينتج منه الوقود الحيوي ويدخل زيوته في صناعة مستحضرات التجمل في كل دول العالم وعلى رأسها دول الاتحاد الأوروبي.
وعلى هذا قام مركز البحوث الزراعية وقطاع الزراعة الآلية بزراعة حقل تجربة من نبات الجوجوبا في منطقة غرب المنيا تحت اشراف باحثي معهد البساتين ومشروع غرب المنيا؛ الذي يتميز بمقاومته العالية للأمراض والآفات واحتياجه القليل للماء، لذا يعتبر نبات مثالي لزراعته بكثرة في الصحراء للاستفادة من إنتاجه في الزيوت لتحويلها إلى وقود نباتي رخيص ومستدام.
ويعد نبات الجوجوبا من أهم النباتات الصناعية الجديدة التي تناسب طبيعة الصحراء المصرية والظروف المناخية القاسية مثل ارتفاع درجات الحرارة والبرودة المنخفضة "المناخ المتطرف" ويمكن أن ينمو في الأراضي الهامشية غير القابلة للاستزراع و احتياجاته المائية قليلة وله قدرة على تحمل العطش، بحسب ما ذكره الدكتور ياسر دياب، عميد كلية الزراعة بجامعة أسوان في ورقة بحثية منشورة .
وبحسب "الورقة المنشورة"، بلغ متوسط المساحة المزروعة خلال الفترة "2010- 2017" نحو 435 فدانا بإنتاجية الفدان الواحد نحو 383 كجم وبمتوسط إنتاج قدر بنحو 168 طن، كما يباع كيلو البذور بسعر يتراوح بين 40 و 70جنيهاً ليقترب الطن الواحد من 70 ألف جنيه. كما ينتج الفدان حوالى طن ونصف الطن تنتج عند عصرها بمعاصر الزيتون العادية نحو750 كيلو زيت.
كما وجه وزير الزراعة الشكر للقائمين على التجربة وطالبهم بإجراء قياسات مستمرة لنتائجها من حيث درجة ملوحة المياه والتربة واحتياجات المياه وبدرجات مختلفة والمتابعة المستمرة لها على الأرض وعرض تقرير دوري بالنتائج التى وصلت اليه .
من ناحيته يقول حسين أبوصدام، نقيب الفلاحين: تزرع الجوجوبا منذ التسعينات ولكن بمساحات قليلة وتعتبر من الأشجار المهمة التي تزرع في الصحراء وتتحمل العطش وتتماشي مع العجز المائي، كما تنمو في البيئة المالحة وتتحمل العطش وذات عائد اقتصادي كبير جدا وبالتالي هي محصول مناسب جدا مع الأراضي الصحراوية المصرية التي تعاني من الجفاف والشح المائي.
ويضيف "أبو صدام": تدخل زيوتها في صناعات مستحضرات التجميل ولها عائد اقتصادي كبير من العملة الصعبة التي يمكن تعويضها في استيراد المحاصيل الأساسية مثل القمح والذرة، كما نحتاج لتوسيع رقعة الإرشاد الزراعي لها وتشجيع الفلاحين على زراعتها وتعريفهم بطريقة الزراعة وتوفير الشتلات اللازمة ، كما تتم زراعتها عن طريق مياه الصرف الزراعي بعد تحليتها بدرجة معينة أو المياه الجوفية
وكان السيد القصير وزير الزراعة واستصلاح الأراضي خلال اجتماعه الأسبوعي الماضي بالباحثين في مركز البحوث الزراعية ومركز بحوث الصحراء كان قد وجه الاهتمام بالبحوث التطبيقية لأنها هي الحل لزيادة الإنتاجية من نفس وحدة المساحة وكمية المياه والعمل على استنباط اصناف جديدة تتأقلم مع التغيرات المناخية وكذلك البحث في مدى إمكانية زراعة محاصيل لم يتم زراعتها من قبل وذلك لتقليل فاتورة الاستيراد من الخارج لبعض السلع التي تستنزف العملة الصعبة أو لإنتاج محاصيل ذات جدوى عالية مطلوبة للتصدير.