يحتفل المصريون اليوم الأحد، بأول أيام عيد الأضحى المبارك، المعروف عنه بالطقوس المميزة والثابتة، تبدأ من يوم عرفات التاسع من شهر ذي الحجة، والذي يعتبر من أفضل الأيام، حيث يقف الحجاج في هذا اليوم على جبل عرفة، الذي يعد أهم أركان الحج، ويقع على الطريق الرابط بين مكة والطائف، يبدأ الحجاج وقت الوقوف بـ«عرفة» في الوقت الذي تزول فيه شمس التاسع من ذي الحجة، إلى فجر يوم النحر، وهو أول أيام العيد.
يوافق يوم 10 من شهر ذي الحجة من كل عام عيد الأضحى المبارك أو «العيد الكبير» أو «يوم النحر» نسبةً إلى نحر أو ذبح الأضاحي بعد صلاة العيد مباشرةً، وهناك من يطلق عليه «عيد الحجاج» لقيام بعض المسلمين من المقتدرين بالذهاب لأداء مناسك الحج في هذه الأيام، والذي يعود بالفرح والبهجة والسرور بين المسلمين أجمع في كل بقاع العالم، فضلًا عن العطاء والعطف على الفقراء والمحتاجين في أيام العيد.
نصائح قبل شراء اللحوم أو الأضحية
يوضح الدكتور فهيم شلتوت، أستاذ الرقابة الصحية على اللحوم، عضو مجلس قسم مراقبة الأغذية كلية الطب البيطري جامعة بنها، أن ما يهم المواطن عند شراء اللحوم أن تكون من مصدر موثوق ومعروف ومشهود له بالسمعة الطيبة، ولابد أن تكون اللحوم مختومة وأن يكون الختم واضح ومكتوب عليه اسم المجزر ونوع اللحمة ويوم الذبيح للحيوان، ويكون به علامة سرية تكون معلومة للأطباء البيطريين داخل المجزر والجهات الرقابية التفتيشية، مما يعطي انطباع أكيد أن الحيوان تم فحصه بيطريًا، وأن اللحمة صالحة للاستهلاك الآدمي، ولابد أن تكون اللحمة أيضًا ذات اللون الأحمر الوردي وذات رائحة طيبة وطازجة، ويعرفها المواطنين ذات الخبرة في مجال شراء اللحوم منذ سنوات تتعرف عما إذا كانت ريحتها طيبة أم فاسدة.
ويواصل «شلتوت»، في تصريح خاص لـ«البوابة نيوز»، أن اللحوم لابد أن تكون ذات قوام متماسك، ففي حالة الحصول على شريحة منها ووضعها في كوب ماء يكون لون المياه أحمر قرمزي خفيف، وفي حالة تحول المياه إلى لون أحمر مدمم تكون غير صالحة للاستهلاك الآدمي، مشيرًا إلى أن اللحمة المجمدة تكون صلبة مثل الحجر، وفي حالة كونها غير مجمدة لا ينبغي على المواطن شرائها، إذا كان لونها أحمر مدمم مما يعني أن اللحمة فكت وجمدت مرة أخرى، واللحمة المجمدة يكتب عليها تاريخ الإنتاج والصلاحية، ويفضل أن تكون في المدة الأولى من تاريخ الإنتاج، وتكون محفوظة في درجة تبريد من 1: 4 درجة مئوية، لأن مدة حفظها مرتبطة بظروف التخزين، وأن تكون مكان معروف وموثق.
الأضحية السليمة وطريقة تخزينها بعد الذبح
ويضيف، أنه فيما يخص الأضاحي "المواشي"، فلابد أن تكون الأضحية من مكان معروف أو موثوق، ويرى المواطن الأكل المقدم للحيوان، وهل أكل طبيعي أم أنه عبارة عن مواد مرفوضة، وأن تكون حالته الصحية سليمة، وهناك علامات الصحة العامة للحيوان وهي أن يكون جلده لامع ولا يسقط شعره وعينه لامعة سليمة وخالية من مرض الصفرا وفمه رطب، وعند فتحة الشرج لا يعاني من الإسهال، وأن يكون به كمية لحم، وهذه علامات الصحة العامة التي يعرفها المواطن عند شراء الحيوان، كما أن ذبح الحيوان يتطلب ذكر الله "بسم الله.. الله أكبر" ثم يتم ترك الحيوان ينزف لمدة ما بين 5 : 10 دقائق، ثم يتم سلخ الحيوان وإزالة الأحشاء منه.
يؤكد، أنه لابد يتجنب شرائه من أماكن مجهولة كي لا يقع ضحية في فخ النصب والحصول على أضحية مريضة، ولابد من الذبح داخل المجزر أيضًا، لأنه يسمح بخروج الذبائح السليمة، ويمنع الطبيب البيطري خروج الأضاحي المصابة، وعند حفظ اللحمة بعد الذبح تكون اللحمة ساخنة، وبالتالي لابد من وضعها في الثلاجة ثم وضعها في الفريزر للتجميد لضمان عدم فساد اللحمة، لأن درجة حرارة الحيوان قبل الذبح 37 درجة مئوية، ولابد من وصول درجة حرارة اللحوم لـ 1 درجة مئوية، موضحًا أنه بعد الشراء فإن تخزين اللحوم في «الفريزر» يحتاج إلى التنظيم لعدم إفساد اللحوم بعد مرور فترة زمنية، وذلك من خلال وضع ورقة بتاريخ التخزين على كل "كيس لحم" تم وضعه بالفريزر، وألا يتم وضعها أشبه بترتيب الملابس داخل الدولاب، بل يتم وضعها بما يسمح بوصول تيارات الهواء للحوم لتبريدها وخفض درجة حرارتها.
ويتابع، أنه في حالة عدم وصول تيارات الهواء داخل الفريزر للحوم سيؤدي إلى فسادها سريعًا، وإتباع قاعدة «ما يتم وضعه أولاً يتم إزالتها أولاً»، كي لا تُفسد نتيجة التخزين الخاطئ ويمر عليها وقت صلاحيتها للاستخدام وتتحول إلى لحوم فاسدة منتهية الصلاحية، فضلًا عن ضرورة تجنب فتح وغلق الفريزر كثيرًا، لأنها تؤدي إلى تذبذب في الحرارة مما يقلل من فترة صلاحية اللحوم.
الأختام الرسمية على اللحوم
كما يؤكد الدكتور شعبان درويش، مدير عام الطب البيطرى السابق بالجيزة، ضرورة شراء اللحوم من مصدر موثوق منه، وتحمل الأختام الرسمية حيث أنها دليل على كونها مذبوحة داخل المجازر الحكومية، قد يكون الختم دائري صغير أو ختم مربع كبير الحجم، مشيرًا إلى أنه هناك لحوم بقري يكون لونها أحمر، ولحوم جاموسي لونها بني، فإن اللحوم في المنافذ الحكومية مكسب كبير جدًا للمواطنين، مشددًا على ضرورة شراء اللحوم من مصادر معروفة لدى المستهلكين سواء الرسمية أو الخاصة.
ويواصل «درويش»، في تصريح خاص لـ«البوابة نيوز»، أن اللحوم في الأرياف تحديدًا يتم ذبحها خارج المجازر، وبالتالي لم يتم الكشف عليها والتأكد من خلوها من الأمراض مثل السل على وجه الخصوص، باعتباره من الأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان، مؤكدًا أن اللحوم الفاسدة تكون ذات رائحة كريهة ولون متغير، والتي يمكن استخدامها في اللحوم المفرومة أو البرجر، والتي تظل فترة خارج الثلاجات مما يعمل على فسادها، مضيفًا أن الحكومة توفر اللحوم الجيدة داخل المجمعات الاستهلاكية والسوبر ماركت، وكذلك هناك لحوم يتم بيعها في منافذ القوات المسلحة وهي لحوم بلدي أسعارها أرخص بكثير مقارنةً باللحوم المباعة في الخارج، فهي لحوم جيدة جدًا ونسبة الدهون بها قليلة للغاية.
