الإثنين 23 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

وماذا تفعل الفاتنة مع فاتِر القُوَّة، خائر الهِمَّة؟!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

من أجمل الآراء التى تذكرتها  عندما قرأت ما كتبه المبدع بهاء طاهر عن "مليكة" فى الرواية الشيقة والممتعة "واحة الغروب" هو رأى الدكتور عادل صادق أستاذ الطب النفسى فيما يخص جمال الانثى  الذي يتجاوز الحد فيفقدها توازنها النفسي تماما  ويجعلها تنسى انها زوجة، كما أن كثرة المعجبين الذين يلاحقونها بعبارات الإعجاب، أينما كانت وحيثما حلت يؤثر عليها فيجعلها ترى زوجها غير جدير بها أو كفء لها  حتى لو كان زوجها مشهورا  أو مليونيرا...!

ومن هذا المنطلق  تبدأ في الإساءة إلى زوجها  دون قصد منها في الوقت الذي يكون زوجها  قد "ملَّ" من  هذا الجمال، الذي تحول إلى مصدر إذلال له، وكان يريده مصدرًا للمتعة والاستمتاع...!

لكن لاحظ هنا أن هذا الرأى  كان عن الجميلة المتزوجة برجل قادر على تلبية احتياجات انوثتها واشباع رغباتها وليس بعاجز أو فاتِر القُوة،أوخائر الهِمَّة كما كان زوج "مليكة" الهالك العاجز...!

 ومن هنا كانت مأساة "مليكة" سيدة واحة سيوة وصراعها النفسى  حتى أن  من يقرأ حكايتها فى "واحة الغروب" يتوقف عن القراءة للحظات ليتساءل بينه وبين نفسه بالفعل ماذا تفعل  هذه الأنثى الفاتنة مع زوج غير قادر...!

لقد حول هذا الزوج العاجز حياة "مليكة" الى جحيم فهى فى كل دقيقة بل فى كل ثانية تموت وتحيا وتتألم وتسكت وتصرخ وتهمس وتلمح وتصرح ولامستمع لها ولا  مجيب فكبحت جماح نفسها  لكنها فى النهاية انهارت بعد ان فقدت الامل فى ان تجد  من يهواها ويطفأ لهيب انوثتها.

هى وجدت فقط رجلا فى داخله أعظم هزيمة يعيشها أى  زوج عاجز فأصبحت أشقى نساء الأرض  لكن الغريب أن  كل من عرفها تلذذ بعذابها.

"مليكة" كان جمالها  لعنة لها منذ صغرها اسمع ما قاله خالها الشيخ يحيى والذى تحدث بصدق عن الفاجعة المريعة التى عاشتها أجمل جميلات واحة سيوة -هكذا حدد الكاتب المتألق  بهاء طاهر اوصافها- قال الشيخ يحيى:

"عذبتِ أمَّك يا مليكة وعذبتْكِ؛ عذبتِها أولًا بجمالك الذي كسف كل جميلات الواحة.. ظلت، امك خديجة في طفولتك تُلطخ وجهك بالهباب، وتلبسك أقذر الثياب، لكنك ظللت مع ذلك أجمل البنات...

 

 يتوقف الكبار في الطريق ليتطلعوا إلى ملامحك الفاتنة وهم يقولون: ما شاء الله...!فتزيد أمك هلعًا عليك، وتحاول أن تسجنك في البيت لا تخرجين منه.. لكنك ما إن كبرت قليلًا حتى تعلمت الهرب من البيت... تلبسين جلابيب الصبيان، وتخفين شعرك الناعم تحت طاقية، ثم تتجولين في البلدة على راحتك".

واسمع ما قالته السيدة الأيرلندية كاثرين زوجة مأمور الواحة فى أول مرة رأتها فيها عندما زارت هيكل المعبد  وفوجئت  بباب من أبواب القرية  يفتح ببطء وحرص وهمس نداء خافت فالتفت فظهر وجه بهرها جماله وقالت بصوت هادئ أنا "مليكة" بعدها امتدت يد نسوية عجفاء جذبتها  وأغلقت الباب بهدوء وظلت كاثرين واقفة مكانها متساءلة من أين يأتي جمال هذا الوجه... بشرة ناعمة بيضاء وملامح دقيقة متسقة،عينان رماديتان،وشفتان ممتلئتان،شعر كستنائى تتدلى منه خلصة غزيرة بعرض الجبين،ثم ينسدل على الجانبين فى مئات الضفائر الرفيعة المزينه بحلى من الفضة كاطار يبرز ذلك الوجه الصبوح...

هذا ما قالته كاثرين السيدة الأيرلندية!.

والسؤال الذى يمكن أن تطرحه وهو  لماذا تزوجت  "مليكة" جميلة جميلات واحة سيوة من هذا الزوج العاجز ولماذا وافقت امها عليه وما هو موقف خالها الشيخ يحيى منه.

هذا ما ستعرفه الأسبوع القادم باذن الله