في ظل تصاعد التوترات بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وحزب الله اللبناني، حث المسئولون الأمريكيون حلفاءهم الإسرائيليين على تفادي تصعيد الصراع الحالي الذي استمر منذ أشهر، وقد حذروا من أن استمرار الاقتتال قد ينجم عنه تفاقم الصراع إلى نزاع إقليمي أكثر خطورة وتعقيدًا.
ووفقًا لصحيفة "الإندبندنت" البريطانية، أعربت سابرينا سينج، نائبة المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"، عن قلقها بشأن التصاعد الناشط في منطقة الشمال، محذرة من تصعيده إلى صراع إقليمي واسع النطاق، وداعية إلى وقف التصعيد، خلال مؤتمر صحفي عقد يوم الأربعاء.
في سياق آخر؛ أعلنت القوات الإسرائيلية عن مقتل القيادي البارز في حزب الله، طالب سامي عبد الله المعروف بـ"أبو طالب"، بالقرب من الحدود اللبنانية الإسرائيلية يوم الثلاثاء.
وأثار هذا الهجوم ردود فعل عنيفة من حزب الله، حيث شن هجومًا بأكثر من ٢٠٠ صاروخ على إسرائيل في اليوم التالي، في أكبر هجوم من نوعه منذ اندلاع الصراع بين إسرائيل وحماس في ٧ أكتوبر.
وأكد هاشم صفي الدين، المسؤول البارز في حزب الله، خلال تشييع جنازة أبوطالب يوم الأربعاء، أن رد الحزب سيتمثل في تكثيف عملياته بشدة وقوة وبأعداد كبيرة من العمليات وأنواعها، داعيًا العدو إلى استعداد لهذه المواجهة.
من جانبها؛ شنت إسرائيل غارات جوية مكثفة على مناطق في جنوب لبنان، يوم الأربعاء.
وحذر خبراء من أن هذا التصعيد قد يجذب بسرعة تدخلًا إقليميًا آخر إذا لم يتم احتواؤه، نظرًا للتحالفات المعقدة والتنافسات في المنطقة. وتدعم إيران عدة حلفاء من اليمن إلى لبنان وسوريا ضد إسرائيل ومشاركة مختلفة في النزاعات بين إسرائيل وحماس.
في إبريل الماضي، دمرت غارة إسرائيلية مشتبه بها قنصلية إيرانية في سوريا، مما أدى إلى مقتل جنرالين إيرانيين.
وفي وقت لاحق من نفس الشهر، دعم تحالف عسكري دولي، يضم الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا، إسرائيل في صد هجوم إيراني غير مسبوق بمشاركة مئات الطائرات بدون طيار وصواريخ.
وقد استهدف الحوثيون في اليمن السفن التي تمر عبر ممر الشحن في البحر الأحمر، احتجاجًا على النشاط العسكري الإسرائيلي في غزة وانتشرت القوات البحرية الأمريكية والبريطانية في المنطقة لتنفيذ ضربات إضافية ضد الحوثيين.
وقال مهند الحاج علي، الباحث في مركز كارنيجي للشرق الأوسط في بيروت: "تشكل هذه التطورات معًا وصفة لعدم الاستقرار، حيث إن النزاع مع لبنان، قد يسفر عن تورط الحوثيين في اليمن، وزيادة الهجمات من العراق وسوريا، وربما تدخل أمريكي في المرحلة المقبلة، مما يمكن أن يجذب مزيدًا من الأطراف الإقليمية ويزيد من عدم الاستقرار".
وشهد هذا الشهر تصاعد التوترات بين إسرائيل ولبنان، حيث أدت سلسلة من هجمات حزب الله الأسبوع الماضي إلى حرائق كبيرة في غابات شمال إسرائيل، مما دفع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى التعهد بإجراءات "قوية للغاية" للرد على ذلك.
وفيما يتعلق بجهود التهدئة، أعرب وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الأربعاء الماضي، عن أمله في أن يساهم وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس في تهدئة التوتر مع لبنان.
وأشار إلى أن حل الصراع في غزة وتحقيق وقف دائم لإطلاق النار يمثل أفضل طريقة لحل التوتر في الشمال، لبنان، مشددًا على أهمية مزيد من الضغط لتحقيق هذا الهدف.
على الرغم من ذلك، تظل هناك خلافات كبيرة بين إسرائيل وحماس والولايات المتحدة حول اتفاق وقف إطلاق النار المقترح.
وأعلنت الولايات المتحدة عن خطة تشمل وقف إطلاق النار لستة أسابيع وتبادل الأسرى، تليها عملية إعادة إعمار غزة ومفاوضات أخرى للتسوية السياسية، لكن بنيامين نتنياهو لم يعلن بعد عن موقفه الرسمي بشأن هذه الخطة، مواجهًا ضغوطًا داخلية لتدمير حماس بشكل كامل قبل الموافقة على الاتفاق.