أكد الدكتور عائد ياغي، مدير جمعية الإغاثة الطبية الفلسطينية في غزة، ومنسق القطاع الصحي في شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، أن الوضع في قطاع غزة خطير للغاية وليس مقلقا فقط جراء القصف الإسرائيلي المتواصل على القطاع.
وقال الدكتور ياغي، في مداخلة هاتفية لقناة القاهرة الإخبارية: إن هناك 40 طفلا حتى الآن قد ماتوا جوعا في شمال القطاع وهذا ليس الرقم الحقيقي للوضع فهذا العدد للأطفال الذين تم تسجيلهم في المشافي ولكن هناك أطفال آخرون يعانون من هذه المشكلة وتوفوا دون أن يسمع عنهم أحد.
وأضاف، أن اليوم تم التحذير من قبل مدير مستشفى كمال عدوان في شمال قطاع غزة بأن هناك 200 طفل أيضا يعانون من أعراض سوء التغذية في ظل هذا الوضع من انعدام الإمكانيات الطبية والأدوية وعدم إمداد القطاع بأي من المواد الغذائية اللازمة وبدون توافر طواقم طبية كافية لعلاج هذه الحالات، لذلك هناك خوف على حياة هؤلاء الأطفال وغيرهم من الآلاف من الأطفال خاصة من هم دون الخمس سنوات فهم يعانون الأمرين.
وأوضح، أن الكل يدرك أن قطاع غزة بالإضافة الى العدوان المتواصل منذ السابع من أكتوبر وحتى اليوم أيضا يقع تحت حصار مشدد حيث تمنع قوات الاحتلال إدخال المساعدات الغذائية والطبية إلى القطاع، مشددا على أن المساعدات التي تدخل عبر كرم أبو سالم أو غيره لا تفي بالغرض وهى نقطة في محيط الاحتياجات اللازمة للقطاع لذلك الخوف شديد على حياة الأطفال وحياة جميع سكان القطاع من المجاعة التي نعيشها اليوم في قطاع غزة.
وتابع: "هناك غياب تمام بالنسبة اللقاحات والتطعيمات لأطفال قطاع غزة، فاليوم وفي ظل العدوان المتواصل وتدمير غالبية المرافق الصحية من مستشفيات ومراكز رعاية صحية أولية ونزوح العديد من العائلات من مكان لأخر وعدم توفر الثلاجات الكافية اللازمة لحفظ اللقاحات وعدم إدخال اللقاحات والتطعيمات في أوقاتها نحن أمام خلل كبير في برنامج التطعيمات للأطفال وهو شيء خطير وسيؤدي إلى مشاكل صحية على الآلاف من الأطفال في المستقبل".
وأضاف أنه ليس هناك أيضا سولار لتشغيل المولدات الكهربائية، حيث أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أمس عن تخوفها من توقف المولد المتبقي لعمل سواء محطة الأكسجين أو للثلاجات التي تحفظ اللقاحات والتطعيمات والأدوية، فنحن أمام كارثة حقيقية.
وأشار إلى أن ما تقوم به قوات الإحتلال هى إبادة جماعية لأبناء الشعب الفلسطيني، وعندما تقوم بإدخال المساعدات تكون ذرا للماء في العيون أمام المجتمع الدولي وللإعلام فقط ولا تعمل من أجل إنقاذ حياة المواطنين في القطاع بل تعمل على تصعيب الحياة اليومية للمواطن الفلسطيني العادي، هذا بالإضافة الى زيادة عدد الجرحى والشهداء الذي يخلف عبء إضافي آخر على الطواقم الطبية والمرافق الصحية التي ليس لديها أي إمكانيات لتقديم الخدمات الطبية سواء للجرحى أو للأطفال الذين يعانون من سوء التغذية.