شيعت اليوم الجمعة جنازة أول رئيسة للحكومة في تاريخ النمسا وهي المستشارة الفيدرالية بريجيت بيرلين والتي توفيت عن عمر ناهز ٧٥ عاما.
وكانت بيرلين قد تولت رئاسة الحكومة في فترة دقيقة بين عامي 2019 و2020 على رأس حكومة خبراء على أثر انهيار الائتلاف الحكومي حينئذ بعد فضيحة فساد سياسي مدوية.
وشارك في مراسم تشييع الجنازة، الرئيس النمساوي ألكسندر فان دير بيلين، والمستشار الفيدرالي كارل نيهمر، وأعضاء الحكومة وقيادات الأحزاب وقيادات الطوائف الدينية.
وقد حرصت رئاسة الجمهورية النمساوية على إقامة جنازة رسمية لأول مستشارة للبلاد حيث يتم تشييعها من كاتدرائية القديس ستيفن ثم يتم دفنها في المقبرة المركزية في فيينا.
ووُصفت المستشارية النمساوية، بريجيت بيرلين بأنها قيادة مخلصة خدمت البلاد لما يقرب من خمسة عقود. وقد قدمت خدمات متميزة لبلدنا وتستحق الشكر والتقدير وكل الأوسمة الرفيعة من الجمهورية والتي منحت إلى اسمها رسميا اليوم الجمعة وقد شغلت من قبل منصب رئيسة المحكمة الدستورية العليا في البلاد.
وقال رئيس أساقفة النمسا الكاردينال كريستوف شونبرن، والذي ترأس الصلاة على جثمان بريجيت بيرلين، إنها قيادة نسائية يندر تكرارها وترأست الحكومة الفيدرالية لمدة سبعة أشهر، من يونيو 2019 إلى يناير 2020 وكانت أول مستشارة وأكثر شعبية من أي مستشار قبلها.
وأضاف الكاردينال أن "بيرلين تولت المهمة في ظروف لم تكن سهلة على الإطلاق فقد هزت فضيحة إيبيزا الثقة في السياسة وانهارت حكومة المستشار الأسبق سيباستيان كورتس ولم يكن أحد يعلم ماذا يجب أن يحدث بعد ذلك في ظل الفوضى والمكائد السياسية وغياب المصداقية، وفي موقف ساخن، تمكنت بريجيت بيرلين، بأسلوبها الرصين والهادئ والذكي، من إعادة السياسة اليومية إلى النظام واستعادة الكثير من الثقة".
وتابع أرفع مسئول ديني في النمسا أن أكثر ما يثير إعجابي هو أن بريجيت بيرلين كانت تعتبر مهامها بمثابة خدمة. لم تكن تريد أن تكون في دائرة الضوء، بل خدمة النمسا وشعبها وكانت حياتها كلها في خدمة الصالح العام والعدالة وسيادة القانون والإنسانية.
وأشار الكاردينال إلى أن وفاتها حدثت في الذكرى الخامسة لتنصيبها كمستشارة هي بمثابة تذكير بأنه حتى اليوم يجب على جميع القوى في البلاد أن تعمل معًا من أجل الصالح العام ولقد أظهرت لنا كيفية القيام بذلك.
وكانت بريجيت بيرلين، في كثير من الأحيان، الأولى في مناصبها - بما في ذلك أول امرأة ترأس النيابة العامة والمحكمة الدستورية النمساوية وأول مستشارة حيث تمثل حياتها اختراقًا للحواجز وتؤكد الحقوق المتساوية للمرأة في جميع جوانب المجتمع.