المصريات نساء قويات ناجحات أثبتن أنفسهن على مر التاريخ في شتى المجالات، تحدت الكثير من نساء مصر العمر والعوائق والعادات والتقاليد، وأثبتت نفسها ونجحت في مجالات ودول مختلفة لم تكن الفرصة سهلة فيها، ولم تكن الإمكانيات متاحة بل احتاجت كل سيدة العزيمة والإرادة والتحدي الذي ورثته كل مصرية داخلها على مر آلاف السنين فهم أحفاد المصريين القدماء أصحاب أعظم حضارة وتطور في التاريخ.
ومن ضمن القصص المشرفة للسيدات المصريات، قصة "رشا فاروق" التي شقت طريقها من شبرا مصر إلى لندن واحدة من أكبر مدن العالم.
رشا فاروق سيدة في الأربعينات من عمرها تخرجت من الجامعة عام ١٩٩٨ حيث درست العلوم الزراعية لحبها في النباتات والطبيعة، وهذه الشهادة لم تساعدها في الحياة العملية؛ لذلك لجأت لدراسة أخرى وهي الحاسوب والبرمجة وعدة شهادات أخرى لتجد مكانة مريحة لها، وتمتلك شغف لها في الحياة العملية، فبدلت العمل في إحدى الشركات وكان تعاملها مع هذه الشركة كأنها ابنة لها سعت لأن تكبر فيها وترى تقدم الشركة أمام عينيها وظلت تعمل فيها لمدة ١٥ عاما ثم قررت تقديم استقالتها؛ نظرًا لما تبذله من وقت ومجهود في هذه الشركة أكثر من أي شيء آخر.
وقررت الانطلاق نحو حلمها الأكبر السفر وأن تعيش شغفها خارج مصر، فتقول رشا: قررت السفر لأول مرة وخرجت في دولة غريبة عنها وعن عملي وأهلي وأصدقائي وغاب كل شيء عرفته لسنوات طويلة وجربت الغربة وكنت في صمت ابحث عن نفسي ولدي شعور عميق بالوحدة تدفعني للتحرك فبدأت في تعلم الكتابة التي حررت أفكاري السلبية التي كانت تلاحقني وبدأت اكتشاف نفسي وبدأت رحلتي الحقيقية في التعلم الذاتي، الاستماع لحدسي، تأليف القصص القصيرة والمواقف الحياتية، كتابة اضاءات للأمهات للتعامل مع المراهقات، وتخطيت هذه المرحلة بسلام فكتبت قصص للأطفال تم تحويلها لعروض مرئية جذبتهم وكان ضمن عمل مجتمعي".
وفي رحلات متكررة بين القاهرة ولندن للدراسة والتعلم انتقلت للعيش في إنجلترا، وبدأت مشروعها لتدريس اللغة العربية كلغة ثانية بما تحمله من ثقافة عربية، ولكن بطريقة شيقة حصلت بسببها على جائزة المدرس المبدع من اتحاد مدرسي اللغة العربية في لندن من جامعة جولدسميث.
وتابعت "رشا" أن السعي نتيجته النجاح والنتيجة حتمية مهما تأخرت، وإن الشغف والحلم لا يوقفه عمر وأن كل إنسان لابد أن يجعل السعي الملاذ الوحيد له، وأن يسير نحو حلمه بطريقة ثابتة ومستمرة حتى لو كانت الخطى صغيرة في البداية.