اعتبرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن موجات الصواريخ وقذائف المدفعية التي أطلقها حزب الله اللبناني تجاه إسرائيل أمس الأربعاء تمثل تصعيدا خطيرا في الأزمة المتصاعدة عبر الحدود حتى مع دخول المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار في غزة في لحظة فارقة.
وقالت الصحيفة: إن هذا التصعيد، والذي جاء ردا على غارة جوية إسرائيلية في جنوب لبنان أدت إلى مقتل قائد كبير في الحزب يأتي في وقت صعب بالنسبة لإسرائيل حيث تواجه ضغوطا عالمية متزايدة لإنهاء حربها في قطاع غزة ويبدو أن المفاوضات من أجل وقف إطلاق النار قد وصلت إلى مفترق طرق إذ قدمت حماس أمس الأول الثلاثاء ردا على اقتراح وقف إطلاق النار الذي تدعمه الولايات المتحدة حيث طلب ردها وجود تطمينات بشأن نهاية الحرب، بحسب مسؤول مطلع على المحادثات.
ونقلت الصحيفة الأمريكية عن المسؤول - الذي اشترط عدم الكشف عن اسمه - قوله: "إن رد حماس يتضمن تعديلات على الاقتراح الإسرائيلي بما في ذلك وجود جدول زمني لوقف دائم لإطلاق النار والانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة".. مشيرة إلى أن وزيرالخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن اتهم حماس بتقديم مطالب غير قابلة للتنفيذ خلال مفاوضات وقف إطلاق النار.
وقال بلينكن، في مؤتمر صحفي في قطر،: "حان الوقت لوقف المساومات وبدء وقف إطلاق النار"..مضيفا: "إن حماس اقترحت العديد من التغييرات على الخطة التي أعلنها الرئيس بايدن أواخر الشهر الماضي".
وأضاف وزيرالخارجية الأمريكي، في تصريحاته،: "إن بعض التغييرات قابلة للتطبيق والبعض الآخر ليس كذلك"..موضحا أن الاتفاق المطروح على الطاولة "مطابق تقريبا" للاتفاق الذي اقترحته حماس في 6 مايو الماضي لكن الحركة تطالب الآن بعدد من التغييرات.
ومن جانبه..قال مستشار الأمن القومي جيك سوليفان للصحفيين إن الولايات المتحدة راجعت محتويات رد حماس وستعمل الآن مع الوسطاء وتحديدا مصر وقطر من أجل سد الفجوات النهائية..مضيفا: "أن العديد من التغييرات المقترحة طفيفة وليست غير متوقعة، يختلف البعض الآخر بشكل جوهري عما تم تحديده في قرار مجلس الأمن".
وقالت الصحيفة: إن إسرائيل، من جانبها، بدت أنها تماطل في تنفيذ الصفقة..موضحة أن الرئيس الأمريكي جو بايدن أعلن عن الاقتراح باعتباره اقتراحا إسرائيليا لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نأى بنفسه عنه، وذلك تحت ضغط من جناحه اليميني لعدم قبول الصفقة.
وقال آرون ديفيد ميلر الدبلوماسي الأمريكي السابق والذي يعمل الآن في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي: إن الوسطاء يخشون أن تنظر إسرائيل إلى أي تعديلات تقوم بها حماس على الاتفاق الحالي على أنها رفض.. مضيفا: "إذا لم ترفض حماس الصفقة فإن نتنياهو يعول على أن تقول حماس نعم ولكن بطريقة تعتبر غير معقولة".
وأشارت الصحيفة إلى أن الوسطاء يأملون في تأخير المحادثات بشأن المسائل الأكثر تعقيدا والتي تتعلق بكيفية إنهاء الحرب في غزة من خلال إقناع الجانبين بالموافقة على الأقل على المرحلة الأولى من الصفقة والتي ستشمل وقف إطلاق النار لمدة ستة أسابيع وانسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق المكتظة بالسكان في غزة وإطلاق سراح جميع النساء وكبار السن والأطفال المحتجزين مقابل إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية وعودة النازحين الفلسطينيين إلى منازلهم في جميع أنحاء غزة وزيادة في المساعدات الإنسانية للجيب الذي يعاني من المجاعة.
وقال ميلر:"منطق إدارة بايدن هو أنه إذا تمكن الجانبان من الاتفاق على المرحلة الأولى، فإن الأسابيع الستة من الهدوء ستكون حافزًا للاستمرار".