الثلاثاء 05 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة لايت

الأكثر سمية في العالم.. تعرف إلى شجرة المنشينيل

شجرة المنشينيل
شجرة المنشينيل
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

شجرة المنشينيل من أكثر الشجر خطورة في العالم، حيث عرفت بأنها أكثر الأشجار سمية في العالم، حيث تصل سميتها لدرجة أن الدخان المنبعث من خشبها المحترق يكون مزعجا للعينين وقد يصل للعمى، كما أن مادة اللاتكس المنبعثة من أوراقها ولحائها تسبب التهاب الجلد، والمنشينيل شجرة مستديرة الشكل يصل ارتفاعها إلى 12 م، ويبلغ سمك جذعها 60 سم، وتتميز بأوراقها الطويلة البيضاوية اللامعة ذات الملمس الجلدي واللونين الأصفر والأخضر.

تمتلك شجرة المنشينيل رائحة جميلة شبيهة بالتفاح ولكنها شديدة السمية، حيث تحتوي ثمارها على نواة صلبة بداخلها 6 إلى 9 بذور، ويستخدم خشبها في صناعة الأثاث وذلك بعد تنظيفه وتجفيفه تحت أشعة الشمس بشكل جيد للتخلص من آثار السم، ويعود أصل شجرة المنشينيل في الغالب إلى الشواطئ الرملية في منطقة البحر الكاريبي وخليج المكسيك، ومن المحتمل أن الشجرة كانت معروفة للشعوب الأصلية في الأمريكتين لعدة قرون، ولكن مع عدم وجود سجلات من هذه الشعوب يصعب تأكيد طول الفترة الزمنية.

كانت المرة الأولى التي تدخل فيها الشجرة السجل التاريخي في أواخر القرن الخامس عشر وأوائل القرن السادس عشر مع وصول الغزاة الإسبان، ففي عام 1521 م قاد المستكشف خوان بونس دي ليون أول رحلة استكشافية أوروبية إلى فلوريدا، ثم عاد بعد ثماني سنوات لاستعمارها، وللتصدي لذلك الهجوم كان هنود الكاريبي في أمريكا الجنوبية يقومون بتغميس سهامهم وتسميم إمدادات المياه باستخدام عصارة شجرة المانشينيل، وذلك محاولةً لعرقلة التقدم الإسباني، حيث أصيب بونس من إحدى السهام المسممة في فخذه خلال المعركة ومات متأثرًا بجراحه.

يطلق الإسبان على شجرة المنشينيل اسم "تفاحة الموت الصغيرة"، وبالرغم من أن الغزاة الأوائل كانوا يتجنبون أكل ثمار الأشجار، إلا أنهم بقوا يعانون من تأثيرها السام في الاشتباكات مع هنود الكاريبي، بسبب سمية شجرة المنشينيل صنفت بأنها من أخطر الأشجار وأشدها سمية في العالم وذلك حسب موسوعة جينيس للأرقام القياسية، كما أن السمية لا تقتصر على ثمارها فقط، بل تشمل أجزاء الشجرة بأكملها، فمن هذه الأجزاء ما يمتلك درجة سمية سريعة المفعول تظهر آثارها في لحظة، بينما يستغرق السم في أجزاء أخرى بعض الوقت حتى تظهر آثاره.

تفرز الشجرة عصارة حليبية كثيفة تخرج من أوراقها وساقها وثمارها، ويؤدي ملامسة هذه العصارة إلى ظهور تقرحات والتهاب شديد في الجلد، ويمكن أن يؤدي تناول ثمارها أو أوراقها إلى آلام في البطن وقيء ونزيف وتلف في الجهاز الهضمي، ويسبب الدخان الناتج عن احتراق خشبها أو فرك العينين بعد لمس أوراقها العمى المؤقت، كما أن الوقوف بالقرب من الشجرة يتسبب في الاختناق، حيث يغلق مجرى التنفس نتيجة لرائحة الشجرة السامة، فعند استنشاق سموم شجرة المنشينيل أو دخول السم في مجرى الدم فمن المحتمل أن يؤدي ذلك إلى الوفاة.

استخدامات شجرة المنشينيل بالرغم من درجة السمية العالية في شجرة المنشينيل إلى أنها يمكن أن تكون مفيدة ويمكن استخدامها في عدة أمور، في "التقليل من آثار تآكل السواحل حيث تنمو شجرة المنشينيل عادة في الغابات الكثيفة في المناطق الساحلية والمستنقعات، وتوفر حصنًا مهمًا يمنع من تآكل التربة والشواطئ وذلك من خلال جذورها العميقة وكثافتها التي تجعلها مناسبة تمامًا لتقليل آثار التآكل، حيث يسبب خسارة مالية كبيرة وخسارة في الممتلكات الساحلية، صناعة الأثاث لطالما استخدم سكان جزر الكاريبي شجرة المنشينيل في صناعة خشب الأثاث، وبالرغم من غرابة صناعة الأثاث من شجرة سامة، إلا أنها يمكن أن تنمو إلى ما يقارب 15.2 مترًا، كما يمكن أن توفر كمية وافرة من الخشب في الأماكن التي تندر فيها هذه الموارد، ومع ذلك يجب تجفيف الخشب لعدة أيام تحت الشمس لجعل النسغ غير ضار وقابل للاستخدام في صناعة الأثاث".

كما يمكن استخدامها في علاج بعض الأمراض في التقاليد الأصلية، مثل تقاليد هنود الكاريبي، استخدم صمغ شجرة المنشينيل كمدر للبول، وثمارها المجففة تحت أشعة الشمس استخدمت في علاج الوذمات، مصدات للرياح بفضل ارتفاع شجرة المنشينيل الشاهق والذي يصل إلى 15 م، تعمل شجرة المنشينيل كمصدات رياح طبيعية، حيث إنها تقدم خدمة مفيدة في مواجهة ارتفاع مستويات سطح البحر والعواصف الأطلسية الكبيرة.