تواصل الحكومة الفرنسية الإجراءات التي اتخذتها ضد جماعة الإخوان منذ فترة، تلك القرارات تهدف لتقييض دور جماعة الإخوان في فرنسا، خاصة بعد توغلهم هناك في جميع مناحي الحياة بشكل مثير للخوف والقلق.
والسياق ذاته قننت الحكومة الفرنسية أوضاع عدد كبير من المساجد، بسبب أكثر من واقعة عنف وتحيز من قبل بعض الأئمة، كما قامت بشطب عدد كبير من أئمة المساجد وقننت اوضاعهم، كما ضعت بعض منهم تحت الإقامة الجبرية مثل " عبد الرحمن رضوان"، أمام أحد المساجد الكبرى في جنوب غرب فرنسا، وبدأت في البحث بإجراءات ترحيلة من دولة فرنسا يوم 22 يونيو الجاري، بسبب القائه الخطب المحرضة على العنصرية والتي تحمل تحريض بالعنف.
وأتت تلك الإجراءات عقب إعلان وزارة الداخلية الفرنسية في مايو الماضي، فتح تحقيق ضد نشاط جماعة الإخوان وجماعات الإسلام السياسي في بلادها، بسبب النشاط الكثيف والمخيف من قبل الجماعة.
وصرحت وزارة الداخلية، أن هذه الإجراءات من أجل حماية دولة الألعاب الأولمبية القادمة، والتي من المقرر أن تقام في فرنسا 2024، خاصة بعد تهديدات داعش بشن هجمات عليها.
وكان قد أكد وزير الداخلية الفرنسي، "جيرالد دارمانينوبين"، أن جماعة الإخوان استطاعت الفترة الماضية، التسلل لجميع قطاعات المجتمع، منها الرياضة والتعليم والطب وحتى العدالة والمنظمات الطلابية والنقابية والمنظمات الحكومية والغير الحكومية وتدخلت في الحياة السياسية وحتى الثقافية والاقتصادية، بالإضافة عن استخدامهم خطابات مناهضة لفرنسا.
تكوين إمبراطورية كبيرة
وكان في وقت سابق قد قال المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات في تقرير له، إن جماعة الإخوان حرصت منذ قدومها لفرنسا على تكوين إمبراطورية مالية وفكرية كبيرة منذ عام 1978، لتعميق وجودها وتعزيز نفوذها فرنسا، كما ارتبط التنظيم بعلاقة مصالح مع عدد من الأحزاب السياسية داخل فرنسا.
وأشار المركز في تقريره، إلى أن فرنسا تضم أكثر من 300 جمعية إسلامية اغلبها مملوكة للإخوان،وتابع: "وتحاول هذه الجمعيات منذ بداية نشأتها، التمدد داخل أوساط المسلمين الفرنسيين من أجل إنشاء نظام خلافة لهم في فرنسا.
وأوضح المركز، أن الحكومة الفرنسية منذ أكثر من عام وهي تُحاول تتعقب تلك الجمعيات، وتبحث سبل وآليات مواجهتها مع متخصصين في الإسلام السياسي، بسبب قلقلها من تمدد الجماعة.
2019 عام الزيادة
وكانت قد أكدت الكاتبة والباحثة الفرنسية " هيلين دي لوزون" في تقرير لها، نشرته على موقع "يوروبيان كونسيرفاتيف"، أن منذ عام 2019 زاد عدد اعضاء جماعة الإخوان في فرنسا ما بي 50 إلى 100 ألف عضو.
وأوضحت الباحثة الفرنسية، أن تغلغل جماعة الإخوان في الحياة الفرنسية تزايد بشكل شبه يومي، وأصبح مقلق ومخيف، لأنه خلال 10 أعوام فقط، تضاعفت نسبة النساء المسلمات ودخلوا في الأوساط الفرنسية بشكل مخيف، فأصبح هناك حديث عن تدخلهم في الثقافة الفرنسية، وأصبحت هناك مطالب إسلامية كبيرة في الملابس والأنشطة الرياضية، كما نمت بشكل كبير تجارة "الحلال" التي يسيطر عليها الإخوان.