تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بعيد الصعود فى نهاية فترة الخماسين المقدسة التى تبدأ بعد عيد القيامة المجيد.
عيد الصعود هو واحد من الـ 12 عيدًا الرئيسية التي تحتفل بها الكنيسة الأرثوذكسية، وهذا العيد يخلد ذكرى المرة الأخيرة التي ظهر فيها المسيح لتلاميذه بعد قيامته من الموت، وخلال هذه الأيام الأربعين، ظهر المسيح لتلاميذه في عدة مناسبات، بما في ذلك ظهوره عند بحيرة طبرية وعلى جبل الزيتون.
يحتفلون بهذا اليوم بإقامة القداسات والصلوات الخاصة، مستحضرين بذلك الحدث الذي يرمز إلى اكتمال رسالة المسيح الأرضية وعودته إلى السماء ليجلس عن يمين الآب.
ويحمل عيد الصعود معاني روحية عميقة تتعلق بالإيمان، الأمل، والرجاء بالمجيء الثاني للمسيح، مما يجعله مناسبة مهمة للتأمل في الدور المستمر للإيمان في حياة المؤمنين.
وقال الكاهن لوكاس حلمي الفرنسسكاني في تصريح للبوابة : "نحن نعيش على الأرض لكن لدينا داخلنا طموح الوصول إلى السماء والحياة الأبدية مع المسيح".
وعن مفهوم الصعود في الكتاب المقدس قال فكرة الصعود في الكتاب المقدس تشير إلى انفصال السماء عن الأرض وارتفاع يسوع المسيح من الأرض إلى العالم السماوي بعد قيامته، وبالتالي، فإن هذا المفهوم يعني أن المسيح الذي كان يعيش على الأرض مع تلاميذه، أصبح الآن في العالم السماوي عند الله، وبصعود المسيح إلى السماء فإن الطبيعة البشرية قد ارتفعت معه وأصبح لدينا إله في السماء يدرك ويشعر بكل ما يحدث لنا على الأرض.
وعن نظرة التلاميذ لهذا الصعود قال وفقًا للكتاب المقدس، بادئ الأمر لم يكن التلاميذ يفهمون بشكل كامل معنى وأهمية صعود المسيح إلى السماء، فقد كان هذا الأمر بالنسبة لهم أمرًا غريبًا ومحزنًا في نفس الوقت؛ حيث شعروا بالحزن لأن المسيح سيتركهم ويصعد إلى السماء، وتساءلوا كيف سيستطيعون العيش وحدهم دونه. ولكن بعد ذلك ظهر لهم المسيح وأرشدهم إلى ضرورة الذهاب إلى أورشليم وتهيئة الناس لفهم معنى صعود المسيح وما يعنيه الكتاب المقدس، وأكد لهم أنهم سيتلقون قوة الروح القدس لُيفهموا الناس معنى صعود المسيح وليبشروا بالمسيح وتعاليمه، متحلين بالإيمان والمحبة والقوة.
وحول معنى الصعود قال بالنسبة لنا فإن صعود المسيح إلى السماء له معان عميقة ومهمة:
أولاً، فإنه يعبر عن حالة الإنسان المشدود بين قطبي الأرض والسماء، الحياة المادية والحياة الروحية ، فنحن نعيش على الأرض لكن لدينا داخلنا طموح الوصول إلى السماء والحياة الأبدية مع المسيح.
ثانياً، صعود المسيح إلى السماء يُعلِّمنا أننا كبشر يجب أن نتعلم القيم والمبادئ السامية التي جاء بها المسيح والمدونة في الإنجيل. فهذا الصعود يدفعنا إلى التمسك بهذه التعاليم السماوية وليس الغرق في الأمور الأرضية فقط.
و يشير صعود المسيح إلى حقيقة أن هدفنا الأسمى ليس مجرد الحياة على الأرض، بل الوصول إلى السماء والحياة الأبدية مع الرب. وهذا ما يجب أن يوجه حياتنا ويشكل أولوياتنا وتطلعاتنا.
وعن مجيئ العيد دائماً يوم الخميس قال يأتي عيد الصعود يوم الخميس لأن الإنجيل يذكر أن المسيح صعد إلى السماء بعد أربعين يومًا من عيد القيامة، والذي يكون في أحد الأحد.
فبعد قيامته، ظهر المسيح لتلاميذه وأتباعه لمدة أربعين يومًا، شجعهم وعلمهم خلال هذه الفترة، وفي اليوم الأربعين، صعد إلى السماء، وهذا اليوم هو عيد الصعود الذي يحتفل به في يوم الخميس.
وكما ذكرت، بعض الكنائس تحتفل بعيد الصعود يوم الأحد القادم، وذلك لتمكين المزيد من الناس من المشاركة في هذه الاحتفالية الروحية المهمة ، فالأحد هو اليوم الأكثر مناسبة لانعقاد الصلاة والاحتفالات الدينية.
وأوضح الفارق بين عيد الصعود وعيد العنصرة بقوله إن عيد الصعود:
- يشير إلى صعود المسيح إلى السماء بعد قيامته وظهوره للتلاميذ لمدة 40 يومًا، هذا الصعود إلى السماء كان انفصال المسيح عن تلاميذه وعن الأرض.
- كان التلاميذ ينتظرون أن يبقى المسيح معهم على الأرض.
أما عيد العنصرة:
- يشير إلى نزول الروح القدس على التلاميذ في هذا اليوم.
- نزول الروح القدس كان بمثابة إرسال قوة إلهية من السماء لتمكين التلاميذ ومساعدتهم في نشر تعاليم المسيح على الأرض.
- هذا النزول للروح القدس كان امتدادا وحضورا روحيا للمسيح بين تلاميذه على الأرض.
إذن، عيد الصعود هو انفصال المسيح عن الأرض، بينما عيد العنصرة هو امتداد حضوره الروحي بين تلاميذه. هما عيدان مرتبطان ببعضهما البعض .