في كتابه "مصر والطرق الحديدية"، الذي يصدر قريبًا عن مؤسسة "بيت الحكمة" للثقافة، يستعرض الدكتور "محمد أمين حسونة"، وهو أديب ومترجم، أحد أبرز مظاهر الحداثة، وأهم منتجات الآلة البخارية التي هي عماد الرأسمالية الأوروبية، وهو القطار، والسياق التاريخي لإنشاء مشروع السكة الحديد في مصر.
وقد قدَّم الكتاب الدكتور "خالد عزب" ووضع دراسة له توضح الأبعاد السياسية والاجتماعية لمشروع السكة الحديد في مصر.
ورغم أن الحديث عن القطارات والطرق الحديدية يستدعي كتابة تقنية محضة؛ فقد عرضها المؤلف بشكل مبسَّط تستسيغه الأذهان ولغة سلسة تُرضي الأذواق؛ فيمضي القارئ في قراءته دون ملل أو إجهاد. وجدير بالذكر أن مؤلف الكتاب عمل موظفًا في السكة الحديد؛ مما وفّر له مادة غنية لهذا الكتاب.
وتعد سنة 1836 حادثًا مهمًا في تطور السكك الحديدية؛ إذ ظهرت فيها أول محاولة لربط بعض المراكز الرئيسية ببعض، وكان الانقلاب الصناعي قد أنتج ثروات هائلة في أوروبا فأقبل أصحابها على استثمارها في شركات السكك الحديدية حتى بلغت أطوال الخطوط في إنجلترا ألف ميل وفي أنحاء العالم نحو 11500 ميل... والمهم أنه في الوقت الذي قاومت فيه إنجلترا فكرة إنشاء السكك الحديدية، رحَّبت مصر بها، وسخَّرت أبناءها في إنشاءاتها، وكلنا يعرف حكاية المأدبة التي أدبها نفر من أهل الشرقية للقطار، حتى إنهم لم يبخلوا بتقديم كمية من التبغ في المأدبة!".
وقد عمل محمد أمين حسونة موظفًا في سكك حديد مصر حتى تقاعده عن العمل، وقد ترقى في وظيفته حتى أصبح ناظر سكة حديد ميت غمر، وهو، بخلاف المسار الوظيفي، له أشعار ومقالات في العديد من الدوريات المصرية.