تفاقمت أزمة انتشار مرض الكوليرا والإسهال المائي في اليمن بشكل كبير للغاية نتيجة للصراع المستمر وتأثيراته السلبية على البنية التحتية والخدمات الصحية.
كما تلعب جماعة الحوثي دورًا كبيرًا في هذه الكارثة الصحية، حيث تسببت سيطرتها على مناطق واسعة من البلاد في تعطل إمدادات المياه النقية وانهيار نظام الصرف الصحي. بالإضافة إلى ذلك، تمنع الجماعة وصول المساعدات الإنسانية والطبية إلى المناطق المتضررة، مما يعمق الأزمة ويزيد من معاناة السكان.
وتم الإبلاغ عن أكثر من 63,000 حالة في 20 محافظة من أصل 22 محافظة يمنية، وأكدت منظمة الصحة العالمية أن اليمن يواجه أكبر تفشٍ للكوليرا في العالم كله، إذ بلغ عدد حالات المشتبه بها 368,207 حالة و 1,828 حالة وفاة منذ أبريل 2017 وحتى الآن .
و"الكوليرا"، هي عدوى معوية حادة تنتشر عن طريق الطعام والماء الملوث ببكتيريا ضمة الكوليرا، ويمكن أن تؤدي إلى الوفاة خلال ساعات في حالة لم يتم علاجها.
المضادات الحيوية
وفي وقت سابق كان قد اكتشف فريق علمي دولي أدلة على أن السلالة المقاومة للأدوية التي تسببت في أكبر وباء كوليرا في تاريخ اليمن، ظهرت في عام 2018 بعد الاستخدام الواسع للأزيثروميسين ومضادات حيوية مثل ماكرولايد، بحسب مجلة Nature Microbiology.
وأظهر التحليل أن السلالات المحصنة من الكوليرا لم يتم نقلها إلى اليمن من الخارج، لان الحوثي منع تلك الشحنات.
توصل إلى هذا الاستنتاج مجموعة من العلماء من اليمن وأوروبا بقيادة البروفيسور "نيكولاس طومسون"، من مدرسة لندن للصحة والطب الاستوائي، ان بعد تحليل الجينوم لـ 260 عينة من العامل المسبب لمرض الكوليرا، خلال عامي 2018-2019، وهو عام بلوغ وباء الكوليرا ذروته في اليمن، و سلالة VcH.9.g انتشرت بسرعة كبيرة في جميع أنحاء اليمن عام 2019، حتى حلت محل جميع سلالات ضمة الكوليرا ، هذا الأمر أدى إلى تفشي مرض الكوليرا بشكل غير عادي وطويل الأمد.
وبحلول عام 2021 تحديدًا في شهر نوفمبر، بلغ عدد المصابين نحو 2.5 مليون، وتوفي أكثر من 4 آلاف يمني بسبب هذا المرض.
ووفق تقرير لمنظمة الصحة العالمية، أن ربع الحالات المصابة بهذا الوباء هم من الأطفال دون سن الخامسة.
أسباب التفشي
ويقول مدير مكتب الصحة العامة في مديرية "بروم ميفع" بحضرموت، أنه من ضمن أسباب تفشي وباء الكوليرا في اليمن ، أن الحوثي يفتح أبوابه لعدد كبير من المهاجرين الافارقة، وهؤلاء يأتون اليمن وبهم العديد من الأمراض والاوبئة منها الكوليرا، وغالبيتهم مهاجرين غير شرعيين، لأن الحوثي يستخدمهم مرتزقة ودروعًا بشرية.
وأضاف في تصريحات إعلامية، أنه من بين الأسباب تفشي الكوليرا هو القصور في إتاحة مياه الشرب غير النظيفة، وغير المكررة، مع عدم صيانة شبكة مياه الشرب، وضعف البنى التحتية مع الظروف المعيشية الصعبة.
فيما قال الصحفي اليمني، صدام الحريبي، إن السبب الرئيسي في تفشي تلك الأمراض هو جماعة الحوثي الانقلابية، فهم تعمدوا منع دخول الأدوية و في حالة دخولها يقومون بغشها واللعب فيها، وبالتالي عندما تصل المستشفيات تكون فسدت ولا يصلح استخدمها، وللأسف الشديد يتم اعطاؤها للأطفال، هذا بجانب التلوث البيئي الذي تعيش فيه اليمن.
وأكد الحريبي في تصريح خاص لـ "البوابة نيوز"، أن الحوثي تواصل الانتهاكات ضد الأطفال وأهل اليمن، والمجتمع الدولي يظل صامتًا تجاه تلك الانتهاكات وكان الأمر يثير إعجابه.