الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

غزة الصامدة.. والعالم المجرم

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

ثمانية أشهر من الإبادة الجماعية للسكان العُزل في قطاع غزة نتيجة العدوان الإسرائيلي الإجرامي، ولا حياة لمَن تنادي؛ حيث وصل عدد الضحايا حتى الآن 37124 شهيدًا و84712 مصابًا، كما تم تدمير قطاع غزة -عن بكرة أبيه- جرَّاء غارات الاحتلال الإسرائيلي المُستمرة منذ الـ7 من أكتوبر.

كل هذه الجرائم التي شاهدها العالم بالصوت والصورة، وما زالت الولايات المتحدة الأمريكية تخوض غمار هذه الحرب القذرة مع القوى الغربية، وتدعم الاحتلال بالطائرات والقنابل المُحرَّمة دوليًّا والأسلحة الفتاكة، والمعلومات الاستخباراتية ودعم بقوات على الأرض غير مبالية بأرواح الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة في دولته المُستقلة.

واشنطن طرف رئيس في هذه المعركة، ولا يمكن على الإطلاق اعتبارها طرفًا مُحايدًا، فقد استخدم الاحتلال الإسرائيلي القنابل الأمريكية المُوجهة من على "جي بي يو- 39"(GBU- 39)، التي تزن الواحدة منها 250 رطلًا في الغارات الجوية على غزة منذ بداية العام الجاري، وبسببها استشهد الآلاف من الفلسطينيين بحسب الإعلام الأمريكي نفسه.

ما يثبت تورط أمريكا العلني أيضًا عملية تحرير الأسرى الأربعة الأخيرة، والتي ارُتكب بسببها مذبحة راح ضحيتها أكثر من 200 مواطن، بينهم نساء وأطفال، كانت واشنطن المُخطط الرئيس لها، حيث أوهمتهم أنها قادمة لهم بشاحنة مساعدات ولكنها في الحقيقة شاحنة الموت بديلًا عن الغذاء، والمُفجع في الأمر أنَّ هناك أسرًا بأكملها أُبيدت في هذه المجزرة.

غزة المكلومة المُحاصرة -جوًّا وبرًّا وبحرًا- كشفت وعرت الدول الغربية التي صدعت رؤوسنا بالدفاع عن حقوق الإنسان كذبًا وبهتانًا، بينما لم تحرك ساكنًا حتى كاد الحجر ينطق من شدة الظلم والطغيان في أرض العزة والكرامة غزة الأبية.

الحقيقة أنَّ النظام العالمي يُدافع عن مُجرمي الحرب بنيامين نتنياهو وحكومته المُتطرفة، التي سفكت الدماء ودمرت البلاد في جرائم بشعة ستُسجل في التاريخ الأسود لهذا الكيان، ولن يتم محوها من ذاكرة كل حر يعيش على ظهر هذا الكوكب.

 

الازدواجية التي يتعامل بها العالم تجاه غزة تثبت ما قاله سابقًا المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان أن أحد القادة الكبار قال له إن المحكمة الجنائية بنيت من أجل أفريقيا ومن أجل البلطجية مثل بوتين وليس من أجل الغرب وحلفائه.

 

وهذا الأمر ظهر جليًا وبشكل وقح في وقوف الولايات المتحدة في وجه المحكمة الجنائية الدولية عندما صرح كريم خان المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية بمقابلة خاصة مع شبكة CNN، أن المحكمة تسعى لإصدار مذكرات اعتقال بحق بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت بتهمة ارتكاب جرائم حرب.

 

بعد حديث كريم خان انتفضت الولايات المتحدة وهاجمت على لسان رئيسها جو بايدن المحكمة الدولية، والذي قال نصًا "إن طلب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية إصدار أوامر اعتقال بحق قادة إسرائيليين أمر مشين واسمحوا لي أن أكون واضحا بالقول إنه ما من مجال للمساواة بين إسرائيل وحركة حماس على الإطلاق وبأي شكل من الأشكال، بغض النظر عما يُحاول هذا المدعي العام أن يلمح إليه وسنقف دائمًا إلى جانب إسرائيل في وجه التهديدات لأمنها.

 

لم تكتفِ الولايات المتحدة بذلك فقد صوت مجلس النواب الأمريكي لمصلحة فرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية، فبدلًا من أن تحاكم المحكمة مجرمي الحرب والإبادة الجماعية وضعتها أمريكا في موضع المتهم وأصدرت قانونا لمعاقبتها في مشهد كاشف لحقيقة القوى العالمية التي ترقص -ليل نهار- على أنغام الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان.

 

ومع وقوف العالم حتى الآن متفرجًا وداعمًا لمجرمي الحرب وقتلة الأطفال نقدم التحية لكل أبناء غزة ومقاومتها الباسلة أنتم الذين وقفتم في وجه الطغيان العالمي وقوى الشر من كل حدب وصوب وقدمتم الغالي والنفيس للدفاع عن تراب بلدكم لتعلموا العالم معنى التضحية من أجل الأوطان، وأنه لا خيار ثالث عن النصر أو الشهادة.