الثلاثاء 05 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

العالم

اليمين المتطرف الفائز الأكبر في الانتخابات الأوروبية في فرنسا

فرنسا
فرنسا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

فاز اليمين المتطرف بأكثر من 31 مقعدا كما توقعت استطلاعات الرأي ، وأكدتها نتيجة التصويت في مساء الانتخابات الأوروبية، شهدت قائمة الأغلبية التي تضم النهضة والمودم والآفاق و(UDI) والراديكاليين بقيادة فاليري هاير فشلًا ذريعًا.  لقد وصلت بالكاد إلى نسبة 15٪ من الأصوات. أصبح من الصعب على معسكر الرئيس إيمانويل ماكرون أن يتقبل هذا الأمر، ومن المرجح أن تظل الهزات الارتدادية السياسية محسوسة لفترة طويلة بعد فشل جهود ثلاثة أشهر من الحملة الشاقة.  منذ إطلاقها، لم تنجح قائمة الأغلبية قط في مواجهة صعود قائمة حزب التجمع الوطني بزعامة جوردان بارديلا، التي وصلت نتيجتها النهائية إلى أكثر من ضعف نتيجة فاليري هاير.
أعلنت وزارة الداخلية الفرنسية أن نسبة المشاركة في الانتخابات البرلمانية الأوروبية بلغت 45.26%، من نحو 49 مليون ناخب فرنسي، وذلك حتى الساعة الخامسة مساء بتوقيت باريس، بزيادة نقطتين مقارنة بالفترة نفسها خلال الانتخابات السابقة في عام 2019. وأشارت وزارة الداخلية في بيان، اليوم الأحد -حصلت البوابة نيوز على نسخة منه-  إلى زيادة في نسبة المشاركة في انتخابات 2024، حيث وصلت إلى 45.26% في تمام الساعة الخامسة مساء، وهو أعلى مما تم تسجيله خلال الانتخابات الأوروبية الأخيرة، والتي بلغت 43.29% في عام 2019، و35.07% في عام 2014. فيما كانت نسبة الامتناع عن التصويت في فرنسا قدرت بـ 48,6 % عند الساعة السادسة واثنين وعشرين دقيقة مساء بتوقيت باريس وفق وزارة الداخلية.

فتحت مراكز الاقتراع صباح اليوم في فرنسا أبوابها أمام أكثر من 49 مليون ناخب مسجلين على القوائم الانتخابية، لاختيار 81 نائبا في البرلمان الأوروبي، من بين عدد قياسي من القوائم الانتخابية بلغ حسب وزارة الداخلية 38 قائمة لعدة أحزاب سياسية، من بينها "التجمع الوطني" (يمين متطرف)، وحزب "النهضة" الحاكم (وسط)، وحزب "الجمهوريون" (يمين)، و"فرنسا الأبية" (يساري راديكالي).
واستمر التصويت حتى الساعة السادسة مساء بتوقيت باريس في أغلب البلديات، وحتى الساعة الثامنة مساء في المدن الكبرى.. ودُعي أكثر من 360 مليون ناخب أوروبي إلى مراكز الاقتراع في دول الاتحاد الأوروبي من أجل انتخاب النواب الجدد لاختيار 720 عضوا في البرلمان الأوروبي الواقع مقره في مدينة ستراسبوغ،
وتنظم الانتخابات كل خمس سنوات، ويختلف موعدها بين دول الاتحاد الأوروبي؛ حيث بدأت الخميس الماضي في هولندا ثم يوم الجمعة في أيرلندا، والسبت في كل من لاتفيا ومالطا وسلوفاكيا، في حين صوت الناخبون في بقية دول الاتحاد الأوروبي، ومن بينها فرنسا اليوم الأحد، في ختام ماراثون انتخابي الذي حتما سيعيد تشكيل التوازنات السياسية بعد صعود اليمين المتطرف.
جرى تصويت اليوم في حوالي 20 دولة من إجمالي 27 عضو بالتكتل بعد أن انتهى الاقتراع في بقية البلدان.
افتتحت اليونان هذا اليوم الانتخابي تلتها معظم دول الاتحاد الأخرى وبينها فرنسا وألمانيا.
 


[النتيجة الصادمة والمتوقعة]

 

حقق اليمين المتطرف الفرنسي اليوم الأحد نتائج تاريخية في الانتخابات الأوروبية، في الواقع لم تكن مفاجأة وفق التقديرات الأولية لاستطلاعات الرأي التي رأت بأنه يتفوق على حزب النهضة الحاكم منذ الاسابيع الأولى للحملة. فقد حصلت قائمة جوردان بارديلا اليميني المتطرف على نسبة 31.5 من الأصوات فيما جاءت مرشحة الائتلاف الحاكم فاليري أيير في المركز الثاني بـ15.2% في ختام الماراثون الأوروبي الانتخابي.
كما إن المحافظين يتقدمون بفارق كبير في ألمانيا. فيما حقق اليمين المتطرف انفراجة تاريخية في النمسا. فيما حل
المحافظون في المقدمة في كرواتيا حيث حصل يمين الوسط بزعامة رئيس الوزراء أندريه بلينكوفيتش على 33.74% من الأصوات، وهو ما سيترجم إلى ستة أعضاء في البرلمان الأوروبي، وبذلك سيحصل الاتحاد الديمقراطي الكرواتي على مشرعين إضافيين.  ويأتي تحالف يسار الوسط للحزب الاشتراكي الديمقراطي، الذي يمزج بين الليبراليين والاشتراكيين، في المركز الثاني بنسبة 27.81% وأربعة نواب.

[خيبة أمل الرئيس ماكرون]

فشل الرئيس إيمانويل ماكرون في محاربة حزب الجبهة الوطنية، بعد دعوته على قناة France 2 للرد على نتيجة الانتخابات الأوروبية، قدر المنسق الوطني لحزب فرنسا الأبية  مانويل بومبارد أن نتيجة التجمع الوطني هي نتيجة فشل ماكرون في حربه ضد حزب اليمين المتطرف.  ورأى بومبارد أن الدرس الأساسي من هذه النتيجة هو "هزيمة المجموعة الرئاسية"، ودعا رئيس الدولة إلى أخذها بعين الاعتبار والتخلي عن العديد من مشاريعه، ولا سيما إصلاح المخصصات والبطالة. وأوضح: “يجب أن نأخذ ذلك في الاعتبار ونفهم الدرس السياسي”.
فيما أعلنت نائبة حزب فرنسا الأبية مانون أوبري : "نعتبر نتيجة هذا المساء بإنها الهزيمة والهزيمة الساحقة للماكرونيين والماكرونيين. إن درجاتهم المنخفضة تاريخياً تؤكد سياسة غير عادلة وسلطوية".  "بالنظر إلى نتائجهم، من الواضح أن البلاد تريد طي صفحة عهد ماكرون. [...] في كل مرة يحشد فيها الشباب وأحياء الطبقة العاملة، ندفع الشباب اليميني المتطرف في هذا البلد إلى الخلف. أنت الذي نقاتل من أجله!  وأضافت: "اليوم، النتائج الأولى تعطينا تقدما واضحا مقارنة بعام 2019. نعم، سيكون لدينا المزيد من المسؤولين المنتخبين لقيادة معاركنا من أجل القوة الشرائية، ومن أجل السلام في غزة...". 
وفي أول تفاعل أعلن  ماكرون أنه يستدعي الفرنسيين إلى صناديق الاقتراع بعد أن قرر حل الجمعية الوطنية ( البرلمان).
وبالتالي سيكون على الفرنسيين أن يخوضوا حملة خلال ثلاثة أسابيع للاستعداد للانتخابات التشريعية المبكرة والتي ستشكل وجه الحكومة الفرنسية حيث يتوقع أن تفوز مارين لوبن برئاسة الحكومة لأول مرة في تاريخ البلاد على غرار ما حدث في إيطاليا.
هذا وفي سياق جيوسياسي متوتر بشكل خاص،  سيكون لهذه الانتخابات تأثير كبير على سياسات الاتحاد الأوروبي في السنوات الخمس المقبلة، وخاصة في مجالات المناخ والهجرة والتجارة.