هوس الثراء السريع مازال يحصد أرواح ضعاف الأنفس الذين يلجأون للحفر فى باطن الأرض والتضحية بأنفسهم وأرواحهم طمعا فى البحث عن “الكنز الوهمي” ويقومون بالتنقيب عن الآثار بعدما خدعوا بأكاذيب الدجالين والنصب على المواطنين بالقدرة على استخراج الآثار من باطن الأرض ورصد أماكن الكنوز الزائفة.
فى هذا السياق؛ ألقى الحزن بظلاله على محافظة سوهاج، وتحديدًا مركز أخميم، عندما لقى ٤ أشخاص من أسرة واحدة مصرعهم، إثر تعرضهم للاختناق حال تنقيبهم عن الآثار ببئر صرف صحي، بمنزل جدهم، بنجع الخلوة بمركز أخميم شرق محافظة سوهاج، وجرى نقلهم إلى مشرحة المستشفى المركزي.
تلقى اللواء محمد عبدالمنعم شرباش، مساعد وزير الداخلية، مدير أمن سوهاج، إخطارًا من مركز شرطة أخميم، يفيد بورود معلومات بقيام «طلعت خ م ا» ٢٢ عامًا، عامل، ونجل عم الأول «عبدالحميد ك ع ا» ٢٢ عامًا، سائق، وشقيق الثانى «محمد ك ع ا» ٣٥ عامًا، سائق، ونجل عمهم «مجدى ح ع ا» ٣٤ عامًا، سائق- ومقيمين بذات الناحية، بالحفر والتنقيب عن الآثار داخل بئر صرف صحى بمنزل ملك «عبدالحميد ا د» جد من الأول للرابع، وحال ذلك حدثت لهم حالة اختناق.
تم استخراج المذكورين بمعرفة قوات الحماية المدنية ونقلهم لمستشفى أخميم المركزى وتوفوا عقب وصولهم، وضبط «السيد ح م م» ٣٨ عامًا، نجار ومقيم دائرة المركز وهو نجل خالتهم وشريكهم بالمنزل، وكذلك أدوات الحفر.
وبسؤال السابق أقر باشتراكه والمذكورين فى الحفر والتنقيب عن الآثار، وأيد عم المتوفين «عزت ع أ د» ٧٢ عامًا، عامل ومقيم بذات الناحية، ما سبق ونفى الشبهة الجنائية، وتحرر المحضر بذلك.
وتعليقا على هذا الموضوع؛ قالت الدكتورة سما نصار، أستاذ علم النفس، إن أهم أسباب لتنقيب بعض الأشخاص عن الآثار، منها: الرغبة فى الحصول على الأموال خاصة فى ظل الظروف الاقتصادية الحالية والغلاء وصعوبة المعيشة، وحلم هؤلاء الأشخاص بالحصول على ثروات طائلة فى وقت سريع وبمجهود محدود.
وأوضحت خبيرة علم النفس، أن حب المال والرغبة فى الثراء السريع ومع الظروف الاقتصادية المحيطة تحفز هؤلاء الأشخاص للقدوم على هذا الأمر حتى لو تطلب الأمر أى تضحيات أو تنازلات، مبينة أن الدور الأساسى لتفجير الاضطراب النفسى الكامن لدى الفرد الذى يهوى البحث عن الآثار هى الظروف المعيشية الصعبة التى تجعل الفرد مستعدًا للاضطراب وتجعله يدعم الفكرة وتحفزه، وتأتى أعمال السينما والدراما فى المرتبة التالية للظروف المجتمعية.
فى السياق نفسه؛ قال الخبير الأثرى والمتخصص فى علم المصريات الدكتور أحمد عامر، إن اعتقاد بعض الأشخاص فى الثراء السريع جراء التنقيب عن الآثار أصبح يراود الكثير من الأشخاص، وقد رأينا الكثيرين يقومون بالحفر أسفل منازلهم مهما يكلفهم الأمر.
وأوضح "عامر"، أن هذا السلوك يمثل خطراً كبيراً على التراث الثقافى والتاريخى للبلاد، ويجب تكثيف جهود تطبيق القوانين وتشديد العقوبات على الحفر بالطرق غير المشروعة وتهريب الآثار، إلى جانب زيادة الوعى الثقافى وتغيير النظرة نحو الآثار لتكون مركزة أكثر على قيمتها التاريخية والحضارية.
