بعدما شرع الله الزواج أبرز أهميته كميثاق غليظ ذى قدسية عظيمة، وذلك فى قوله تعالى: "وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِى ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ"، ومع ذلك، فى أيامنا هذه، نلاحظ عدم اكتراث الكثيرين بهذه القدسية، حيث باتت العلاقات الزوجية تُعامل بغلظة ولامبالاة.
يعنف الزوج زوجته دون النظر إلى الأضرار النفسية التى قد تتسبب لها، مما يحول روحها إلى جثة هامدة فى جسد على قيد الحياة، وبالمثل، تقوم الزوجة بالتقليل من رجولة زوجها، مما يجعله يشعر بأنه "شبه رجل" غير قادر على الاستمرار فى الحياة.
وشهدت منطقة كرداسة فى الجيزة حادثة مأساوية، حيث أقدم سائق على إنهاء حياته شنقًا بعد أن تركت زوجته المنزل إثر خلافات أسرية. تلقى المقدم محمد الجوهري، رئيس مباحث مركز شرطة كرداسة بمديرية أمن الجيزة، إشارة من غرفة عمليات النجدة تفيد بالعثور على جثة السائق مشنوقًا داخل منزله، حيث كان معلقًا بحبل مربوط فى جنش المروحة.
وبسؤال أسرته، أفادوا بأنه أقدم على هذا الفعل المأساوى بسبب مغادرة زوجته المنزل نتيجة خلافات أسرية، وتم نقل الجثة إلى ثلاجة المستشفى تحت تصرف النيابة العامة.
وفى واقعة أخرى بالهرم، أقدمت ربة منزل على إنهاء حياتها شنقًا بعد مرورها بأزمة نفسية إثر مغادرتها منزل زوجها قبل ٥ أشهر وانتقالها للإقامة فى منزل والدها.
وتلقى المقدم أحمد عصام، رئيس مباحث قسم شرطة الهرم بمديرية أمن الجيزة، إشارة من غرفة عمليات النجدة تفيد بالعثور على جثة ربة منزل مشنوقة داخل منزل والدها بدائرة القسم.
انتقلت الأجهزة الأمنية على الفور إلى موقع البلاغ، وبالفحص تبين وجود جثة ربة المنزل مشنوقة بحبل مربوط بجنش المروحة.
وبسؤال أسرتها، أفادوا بأنها أقدمت على إنهاء حياتها شنقًا نتيجة أزمة نفسية حادة مرت بها بعد مغادرة منزل زوجها بسبب خلافات أسرية. كما أكدوا عدم اتهامهم لأحد بالتسبب فى الحادث ونفوا وجود شبهة جنائية.
وتم نقل الجثة إلى ثلاجة المستشفى تحت تصرف النيابة العامة، واتخذت السلطات كافة الإجراءات القانونية اللازمة حيال الواقعة، بينما تولت النيابة العامة مباشرة التحقيقات.
وكان الأزهر الشريف نوه بأنه لا يوجد أى مبرر لجريمة قتل النفس مطلقًا، سواء كانت هذه الجريمة تتعلق بقتل الإنسان لأخيه الإنسان أو بانتحار الشخص نفسه. وأضاف أن تبرير الجرائم يُعتبر جريمة كبرى كذلك. وأكد الأزهر أن الإسلام كرّم المرأة وأوصى بها خيرًا، كما قال النبى محمد صلى الله عليه وسلم.
وأشار الأزهر إلى أن المجتمع لا يجنى من محاولات تسليع المرأة فى المحتويات الترفيهية إلا مزيدًا من انتهاك حقوقها، كما أن الخوض فى أعراض المسلمين، وخاصة من أسلم روحه لبارئه سبحانه وتعالى، يُعتبر سلوكًا محرمًا وإيذاء مذمومًا للأحياء والأموات. وقد ذم الله صاحبه فى القرآن الكريم، حيث قال تعالى: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا}. [الأحزاب: ٥٨].
وأضاف الأزهر أن الانتقاص من أخلاق المحجبة أو غير المحجبة يُحرّمه الدين ويرفضه أصحاب الفطرة السليمة، واتخاذ ذلك ذريعة للاعتداء عليها يُعتبر جريمة كبرى ومنكرة. وأكد الأزهر على دور المجتمع الإيجابى فى وأد الجرائم والتخلص من العناصر المفسدة والمخرّبة، وذلك بالاتحاد والفاعلية والحفاظ على القانون.
أما السلبية مع القدرة على منع المعتدى والاكتفاء بتصوير الجرائم عن بُعد، فهى أمور تساعد على تفاقم الجريمة وتجرؤ المجرمين.
حوادث وقضايا
خطر إنهاء الحياة.. أزمات نفسية أو خلافات أسرية؟ الأزهر: لا مبرر لقتل النفس مطلقًا
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق