أعظم تطبيق لمقولة "سيجموند فرويد" عالم النفس الشهير فى انه أمضي أربعين سنة فى دراسة نفسية النساء فلم يتوصل بعد إلى جواب السؤال الأكبر وهو ماذا يريد بالضبط؟
هذا السؤال مازال مطروحا بدون إجابة والدليل الحاضر هو تصرفات هذه السيدة الإيرلندية "كاثرين" زوجة ضابط البوليس محمود عبد الظاهر بطل رواية "واحة الغروب" للكاتب المبدع بهاء طاهر.
الحقيقة أن الكاتب أجاد بِإِتقان تقديم شخصية المرأة ومشاعرها وتقلباتها وتأثير هرموناتها الأنثوية وقد ذكر ذلك فى أكثر من موقف طوال الرواية.
مثلا... شعرت "كاثرين" في شهورها الأولى من زواجها الثاني بضابط البوليس محمود انها ليست وحدها في حياته وانها كانت تشم وهو معها في فراشها امرأة أخرى وتحس بطيفها فاجتاحتها غيرة لا تحتمل وقضت نهارا كاملا تستجمع نفسها وترتب أفكارها لتواجه زوجها بما شعرت به وحين عاد من عمله سألته فور دخوله: هل تخونني؟.. فرد عليها بسؤال: تقصدين هل أعرف نساء غيرك؟ ثم قال بهدوء: نعم.
فانفجرت وجسمها كله ينتفض قائلة وماذا لو عرفت أنا رجالا غيرك وكان رده ببساطة أقتلك على الفور!.
فكان ردها إذن لماذا لا أقتلك أنا الآن؟
لاحظ هنا أن هذا قد حدث بعد عدة شهور من زواجها وكان رد زوجها قاسيا والأشد قسوة هو أن زوجها أخرج مسدسه وقدمه لها لكى تقتله لانه عرف نساءً وهى معه لكنها اندفعت إلى غرفتها صائحه بانها لن تعيش مع مجنون وبدأت تجمع ثيابها واشياءها استعدادا للرحيل.
لكنها هل رحلت؟ لم ترحل!.
قاطعته أربعة أيام وفي اليوم الخامس كان معا فى فراشهما من جديد وقال لها وهو يضمها: الكذب أسهل الاشياء لكنه لا يكذب، ومن هنا أراد الكاتب الكبير بهاء طاهر ان يقول أن الرجل صريح جدا ويعبر عما في داخله بجرأة شديدة حتى انه برر ما يفعله بأن جسده هو المشكلة لا تكفيه امرأة واحدة والطلاق ليس مشكلة أبدا، وهنا كان السؤال الذي طرحته "كاثرين" ولكن في كل ذلك أين الحب؟
وفُوجئتُ برد زوجها على سؤالها انه قبلها فقالت بعد هذه القبلة انها قبلت هذا النوع من الحب وهذا النوع من الزواج وتساءلت بينها وبين نفسها هل هي حياة في قلب الحقيقه؟ ام في قلب الكذب؟ المهم ان كلينا يحتاج الآخر.!
كان هذا قبل أن يصدر قرار بنقل زوجها مأمورا الى واحة سيوة لكن عندما بدأ فى تنفيذ نقله لاحظت انه انسحب داخل نفسه لأنها مهمة كرهها منذ ان سمع عنها وبذل كل المساعى لاعفائه منها ولم ينجح.!
وعندما ذهب زوجها لينهى إجراء سفره توقعت ان مستشار النظارة الانجليزي لن يوافق على سفرها معه الى واحة سيوة بعد أن ذهبت إلى القنصلية الإنجليزية لتسجل زواجها وشاهدت نظرات الاستغراب منهم وقالوا لها تتزوجين مصريا؟ وتتزوجينه أيضا على حسب شريعتهم؟ وقبل الرجوع الينا؟ هل تعرفين حقوقك التي ضاعت؟ ردت عليهم بان شريعتهم تعجبها اكثر من شريعة الانجليز في ايرلندا.. وسخرت منهم بقولها إنها على الأقل تم زواجها باختيارها ولم يفرض احد عليها ذلك بالقوة ملمحة على ما يحدث فى أيرلندا مما جعلهم يسرعون بانتهاء الإجراءات لكي لا يطول بقاؤها في القنصلية.
لكنهم لماذا وافقوا لزوجها على أن يصطحبها معه فى رحلته إلى واحة سيوة بكل سرور؟ لانهم ارادوا لها الهلاك فى الواحة فى أسرع وقت.. "هذا ما تخيلته"
شيء آخر عن شخصية "كاثرين" هى عكس زوجها قرأت كل شيء عن واحة سيوة كتبه المؤرخون والرحالة وتعرف كل شيء عن تاريخها القديم والحديث وكانت تتمنى منذ زمن هذه الرحلة في الصحراء وحلمت بان ترى الواحة التي خطا فوق رمالها الإسكندر الأكبر وعاش فيها قصته المثيرة التى لازمته حتى الموت.
هذا عن "كاثرن" السيدة الأيرلندية صانعة أحْدَاثُ الرواية..أما "مليكة "المرأة الوحيدة فى رواية "واحة الغروب" التى رجوتك الا تنساها سترى ماذا فعلت بفتنتها وجمالها الأخَّاذ وبركان أنوثتها فى واحة سيوة الاسبوع القادم باذن الله"