تمر علينا اليوم الأحد الموافق يوم 9 يونيو، ذكري قضاء المسلمين بقيادة عمرو بن العاص، على آخر معاقل الروم في الإسكندرية، في 9 يونيو عام 641.
وذلك عقب نحو عام من فتح أغلب مناطق مصر وخاصة حصن بابليون الذي كان يشكل عاصمة الحكم الرومي في مصر، وحدث ذلك فى مثل هذا اليوم 9 يونيو من عام 641.
الحصار
جاء ذلك عقب حصار دام لمدة تقرب السبعة أشهر، وكان سقوطه إيذانا بدخول الإسلام مصر، واختار بن العاص مكانا صحراويا يعتبر عسكريا وموقعا استراتيجيا شمال حصن بابليون وأقام فيه مدينة الفسطاط فوق عدة تلال يحدوها جبل المقطم شرقا وخلفه الصحراء.
حصن بابليون
كان "حصن بابليون" الذي كان يشكل عاصمة الحكم الروماني في مصر. ويعتبر فتح الاسكندرية نهاية القوة البحرية للامبراطورية الرومانية الشرقية، لتفوقها الاقتصادي .
الزحف إلى الإسكندرية
عقب سقوط حصن بابليون في أيدي المسلمين أقاموا به، ثم كتب عمرو بن العاص إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنهما يستأمره في الزحف إلى الإسكندرية، فكتب إليه عمر يأمره بذلك.
خرج عمرو بن العاص بالمسلمين حين تمكنوا من الخروج، وخرج معه جماعة من رؤساء القبط، وقد أصلحوا لهم الطرق وأقاموا لهم الجسور والأسواق، وصار القبط لهم أعوانا على ما أرادوا من قتال الروم، وسمع بذلك الروم فاستعدوا واستجاشوا.
وقدم عليهم مراكب كثيرة من أرض الروم فيها جموع كثيرة منهم بالعدة والسلاح، فخرج إليهم عمرو بن العاص من بابليون متوجها إلى الإسكندرية، فلم يلق منهم أحد.
لقت بها طائفة من الروم فقاتلوه فهزمهم ، ومضى عمرو بن العاص بمن معه حتى لَقيَ جمع الروم بكوْم شَريك فاقتتلوا به ثلاثة أيام ثم فتح الله للمسلمين، وهرب الروم .
وتجمع الروم والقبط دون الإسكندرية ببلدة كِريون، وفيهم من أهل وغيرهم، وهذا يخالف الروايات الصحيحة التي ط وحشرهم ليد، وأثخن المسلمون الروم. وقتلوا منهم مقتلة عظيمة، وطاردوهم حتى بلغوا الإسكندرية فتحصنوا بها. وكانت عليهم حصون لا ترام؛ حصن دون حصن، فنزل المسلمون ما بين حلزة إلى قصر فارس إلى ما وراء ذلك، ومعهم رؤساء القبط يمدونهم بما احتاجوا إليه من الأطعمة.
الإسكندرية قبل الفتح الإسلامي
وكانت الإسكندرية عاصمة لمصر منذ أنشأها الإسكندر الأكبر في شتاء عام 331- 332 قبل الميلاد عند بلدة راكوتيس ،و التي يرجع تاريخها إلى 1500 قبل الميلاد، كما أضاف ضاحية نيوبوليس إلى غربها، كمركز للثقافة اليونانية في مصر، وفي العصر الروماني ، صارت المدينة الثانية بعد روما، وبقيت تحت سلطان الرومان أكثر من قرن من الزمان، ثم نما حجم الإسكندرية .
وأنشأ البطالمة المتحف والمكتبة بالاسكندرية، وصارت الإسكندرية مركزا للتجارة بين دول أوروبا والشرق.
واستمر ذلك الحال حتى دُمِرَ المتحف والمكتبة خلال الحرب الداخلية في القرن الثالث الميلادي، كما أحرق المسيحيون مكتبة فرعية عام 391 ميلادي.
وأنشأ أوكتافيوس مدينته المنافسة قريبًا من الرمل، وأخذت أهمية خاصة في عصرها المسيحي من ناحية الفكر اللاهوتي للحكومة، وفي عام 616 ميادي استولى عليها الفرس من البيزنطيين، واستعادها البيزنطيون حتى فتحها المسلمون عام 642 هجري.