حذر مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان "فولكر تورك"، من تفاقم الوضع الإنساني في السودان وأعرب عن الصدمة العميقة لوقوع عمليات قتل وحشية للمدنيين في قرية ود النورة بولاية الجزيرة في السودان، التي تعرضت لهجوم من قبل قوات الدعم السريع، التي استخدمت خلال الهجوم أسلحة ذات آثار واسعة النطاق، بما في ذلك قذائف المدفعية.
وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، قال "فولكر تورك":"إن عمليات القتل هذه تضاف إلى مخاوفي الكبيرة أصلا بشأن التزام الجهات المنخرطة في القتال بمبادئ التمييز والتناسب والحيطة بموجب القانون الدولي الإنساني. كما أنها تثير تساؤلات حول التسليح المستمر لجماعات محلية في سياق الأعمال العدائية المستمرة".
ودعا "تورك" قوات الدعم السريع وجميع الأطراف المعنية إلى إجراء تحقيق مستقل سريع بما يتماشى مع التزاماتها بموجب القانون الدولي، مشددا على وجوب محاسبة المسؤولين عن عمليات القتل غير المشروع.
يأتي هذا في وقت حذر فيه عاملون في المجال الإنساني تابعون للأمم المتحدة من أن العنف المروع وخطر المجاعة لا يزالان يلاحقان شعب السودان، مرددين إدانة الأمين العام للهجوم على قرية ود النورة.
بدوره، أشار رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة في السودان "محمد رفعت"، إلى مقتل 100 شخص بمن فيهم 35 طفلا على الأقل، بسبب الهجمات العنيفة على قرية ود النورة في ولاية الجزيرة، بينما لا يزال نحو 800،000 مدني في مدينة الفاشر عاصمة شمال دارفور في خطر وسط تصاعد القتال بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع.
ودعا رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة في السودان، جميع الأطراف إلى تسهيل وصول المساعدات دون عوائق إلى المنطقة من خلال جميع الطرق المتاحة، مؤكدا أن أسعار المياه والوقود هناك "ارتفعت بشكل كبير"، مما جعل الاحتياجات الضرورية باهظة الثمن.
وأكد رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة في السودان، أن عدد النازحين داخليا في السودان منذ بدء الصراع في 15 أبريل 2023 وصل إلى ما يقرب من 10 ملايين شخص، مشيرا إلى أن انعدام الأمن الغذائي بات عاملا متزايدا في قرار الناس بالفرار. ويعاني نحو 18 مليون شخص في البلاد من الجوع الشديد بينما يعاني 3.6 مليون طفل من سوء التغذية الحاد.
وأضاف "رفعت" أن أكثر من مليوني شخص فروا عبر حدود السودان إلى البلدان المجاورة، وخاصة تشاد وجنوب السودان، "وغالبا ما يصلون في ظروف بالغة الضعف ومصابين بصدمات نفسية بالغة.
ومن جانبه، أكد المتحدث الإقليمي للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في غرب ووسط أفريقيا، "ألفا سيدي"، أن الوضع صعب في تشاد، حيث وصل أكثر من 600،000 لاجئ من السودان منذ بداية الأزمة. وأوضح أن تشاد كانت تستضيف بالفعل أكثر من 400،000 لاجئ من السودان قبل هذه الأزمة.
وقال المسؤول الأممي "نحن نُقدر حقا أن السلطات أبقت حدودها مفتوحة"، لكن الاستجابة للاحتياجات الأساسية للاجئين مثل المأوى والغذاء والوصول إلى التعليم للأطفال والدعم النفسي أصبحت صعبة بشكل متزايد بسبب نقص التمويل.
بدوره، حذر المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية، "كريستيان ليندماير"، من أن النظام الصحي في السودان ينهار، مضيفا أن حوالي 65 في المائة من السكان يفتقرون إلى الوصول إلى الرعاية.
وأضاف "كريستيان ليندماير": "كانت الرعاية الصحية في السودان تعتمد بشكل كبير على الخرطوم، حيث تم تدمير النظام الصحي. لا يتوفر في البلاد سوى نحو 25 في المائة من الإمدادات الطبية اللازمة. وفي المناطق التي يصعب الوصول إليها، لا يزال ما بين 20 و30 في المائة فقط من المرافق الصحية تعمل، وحتى مع ذلك، تعمل بالمستوى الأدنى".
وكانت منظمة الصحة العالمية حذرت كذلك من أن الكوليرا والملاريا وحمى الضنك آخذة في الارتفاع. وأعربت عن قلقها إزاء نقص العلاج للأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل مرض السكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والفشل الكلوي.