الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

منير أديب يكتب: تحرير أسرى أم سقوط استخباراتي؟

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

نجحت إسرائيل في تحرير 4 أسرى لها ولكن بعد ثمانية أشهر من الحرب التي استخدمت فيها كافة الأسئلة واستعانت فيها بكل الحلفاء وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الأمريكية، وهو ما يعكس حجم الفشل الاستخباراتي للدولة التي طالما تغنت بقوة أجهزة الأمن والمعلومات فيها.

نجاح إسرائيل في إطلاق سراح 4 من الأسرى هو عين الفشل، حيث لم تنجح في تحريرهم إلا بعد ثمانية أشهر من الحرب؛ فضلًا عن تأثير هذا التحرير على بقية الأسرى المتبقين وعددهم قد يصل إلى مائة وخمسين أسيرًا لا تعرف إسرائيل عنهم شيئًا.

نجحت حماس قبل أيام في إيقاع عدد من الضباط والجنود الإسرائيلين في الأسر، فضلًا عن أنها مازالت تحتفظ لنفسها بالعدد الحقيقي للأسرى، الأحياء منهم والأموات، وللمفارقة جيش الدفاع الإسرائيلي قام بتشييع جنازة بعض من اعتقد أنهم قد قتلوا بعد الأسر حتى أعلنت حماس بأنهم مازالوا أحياء، وتبقى المفارقة الحقيقية فيمن تعود جثامين من تم دفنهم.

فكل من الشاباك والموساد فشلا في مجرد معرفة أسماء الأحياء والأموات من هؤلاء الأسرى، ولذلك حاولا خلال جولات مفاوضات تمت خلال الشهور الماضية التعرف على أسماء الأسرى، تخيلوا الأسماء!

فحركة حماس احتفظت لنفسها الانتصار على الأجهزة الأمنية السيادية داخل إسرائيل؛ 7 أكتوبر عام 2023 كانت عملية "نظيفة" بنسبة مائة في المائة، فضلًا عن أنها حققت كل أهدافها، وهنا يمكن أنّ نتحدث عن قوة الحركة التي استطاعت أنّ تبنيها على مدار السنوات الماضية.

ويُضاف لهذا وذاك، التخطيط للعملية والاستمرار في مواجهة جيش الدفاع الإسرائيلي رغم أسلحته الذكية والمتطورة، ورغم ذلك لم يصل إلى بعض من أسراه إلا بعد شهور طويلة، وهو يُدرك أنّ عودة بقية الأسرى لن يكون إلا من خلال عملية تفاوض تملك حماس جميع أوراقها.

ما كان لإسرائيل أنّ تنجح في تنفيذ هذه العملية إلا بمساعدة الأمريكان، الذين سقطوا هم كذلك في وحل الانحياز لإسرائيل؛ وهنا يبدو السقوط مركبًا، تل أبيب التي فشلت في الوصول إلى أسراها، وعندما حدث كان ذلك من نصيب أربعة من هؤلاء الأسرى، وواشنطن التي اضطرت في النهاية لدخول الحرب ضد الفلسطيينين سواء من خلال دعم إسرائيل بالسلاح أو المشاركة في العمليات العسكرية، ومنها العملية الأخيرة بالتحرير، وهو ما سوف تدفع ضريبته أمريكا بكل تأكيد!

العملية الإسرائيلية الأخيرة هي دليل فشل وليس نجاح؛ فمن يظن أنّ تل أبيب قد نجحت في تحرير هؤلاء الأسرى قد غاب عنهم أنّ ما حدث قد يُؤدي لوفاة عدد أكبر من الأسرى وربما جميعهم، إذا افترضنا طفره استخباراتيه قد تغير الصراع والحرب، وهو ما يُريده نتنياهو حتى يهرب من المحاكمة التي تنتظره أو على الأقل لا يدخل في تفاوض مع الحركة فيظهر وكأنه مهزومًا.

ربما نجحت عملية تحرير عدد قليل من الأسرى ولكن فشلت تل أبيب في نفس الوقت استراتيجيًا؛ فنجاحها يحمل في طياته فشلًا استخباراتيًا؛ فرغم اجتياحها لغزة وإمكانية دخولها لأي مكان في القطاع إلا أنها لم تصل لأي من الأسرى إلا على أنقاض البنايات التي هدمتها فوق رؤوس الفلسطينيين.

فأي نجاح استخباراتي يمكن أنّ نتحدث عنه؟ خاصة وأنّ المتحدث باسم الجناح العسكري لحركة حماس قد أعلن وفاة عدد آخر من الأسرى دون أنّ يُحدد أسمائهم أو حتى عددهم، وهو ما يؤكد الفشل الاستخباراتي.

فالأولى للشاباك والموساد الوصول إلى قادة حماس في الأنفاق وبخاصة محمد الضيف ويحيى السنوار؛ فلن يمكن الوصول إلى الأسرى إلا بالقضاء على قوة الحركة وقادتها، خاصة وأنّ مؤشرات كثيرة تذهب إلى أنّ عددًا ليس بالقليل من هؤلاء الأسرى وبخاصة الجنود والمجندات في أنفاق قريبة من هذين القياديين وبعيدين قي نفس الوقت عن الاستخبارات الإسرائيلية.

فنظرًا لوجود عدد كبير من هؤلاء الأسرى لدى حماس، أعطت عددًا منهم لبعض المحسوبين على حركات المقاومة ووضع بعض منهم في مبان سكنية، وعلى الأرجح لن تجد إسرائيل أسرى آخرين في مناطق سكنية بعد هؤلاء الـ 4، وإذا وجدتهم فسوف يتم تحزيم هذه المباني بالمفرقعات، وبالتالي سوف يتم تفجيرها في حال وجود أي هجوم، ولا أظن أنّ الأنفاق قد ضاقت بهؤلاء الأسرى.

حماس مازالت قادرة على المواجهة وإحراز أهداف في شباك الموساد والشابات وجيش الدفاع الإسرائيلي، وخلال أيام، وقد يكون ساعات سوف تُفرج عن بعض المعلومات التي تُحرج هذه الأجهزة وتكشف مدى هشاشتها.

رئيس وزراء إسرائيل أراد أنّ يحول السقوط الاستخباراتي له بتحرير هؤلاء الأسرى إلى فوز، فرد عليه الشارع الإسرائيلي في نفس اليوم بمظاهرات لعشرات الألاف يُطالبون بإنهاء صفقه التبادل سريعًا، فهؤلاء أدركوا بأن خروج ذويهم لن يتم إلا بصفقة مع الحركة، كما أكد الخبراء الإسرائيليين بأنّ معركة غزة في طريقها للاشتعال، وما أراد أنّ يحققه نتيناهو من انتصار سوف تدفع ضريبته كل إسرائيل.