قال يوسف أبو كويك، مراسل قناة "القاهرة الإخبارية" من خان يونس، إن ما جرى في مخيم النصيرات هو دخول لقوة إسرائيلية خاصة استغلت حاجة الناس للمساعدات ودخلت من المنطقة الشمالية الغربية للمخيم عبر شاحنة ظهرت على أنها شاحنة مساعدات ترافقها أيضًا سيارة مدنية أخرى توجد فيها عناصر القوة الإسرائيلية الخاصة الذين على ما يبدو انطلقوا من مقربة على ساحل البحر وتحديدًا عند الرصيف البحري الذي أقامه الجيش الأمريكي.
وأضاف أبو كويك، اليوم السبت، خلال مداخلة مع قناة "القاهرة الإخبارية"، أن هذه القوة التي وصلت إلى منطقة مستشفى العودة بالنصيرات وخاضت اشتباكا مع محتجزي الأسرى الإسرائيليين، وصلت مباشرة في ذات التوقيت آليات إسرائيلية عبر مداخل النصيرات المختلفة من منطقة مسجد الدعوة في المنطقة الشمالية الشرقية ومن عنده مفترق أبو سرار في المنطقة الغربية الشمالية من مخيم النصيرات، مؤكدًا أن هذه الآليات كان يرافقها غطاء جوي كثيف من قبل الطائرات الحربية الإسرائيلية التي أطلقت عدة صواريخ باتجاه أهداف مدنية وباتجاه المارة في مخيم النصيرات، كما أطلقت المدفعية الإسرائيلية عشرات القذائف باتجاه المدنيين في المخيم.
وأوضح أن هناك عشرات الشهداء وعشرات الجرحى الذين لم تتكشف الأرقام الدقيقة حولهم نظرًا لفداحة الجريمة وصعوبة وصول سيارات الإسعاف إلى بعض المناطق في مخيم النصيرات، موضحًا أنه لابد من الإشارة إلى أن المجزرة كانت في النصيرات وملامح الجريمة الإسرائيلية بدأت تتضح أكثر مع انكشاف تفاصيلها وارتفاع عداد الشهداء لأكثر من 90 وإن كانت هذه ليست الحصيلة النهائية.
وأكد أنه حسب مصادر رسمية فلسطينية اليوم هناك قرابة 200 ألف شخص في هذا المخيم لأن عشرات الآلاف من النازحين الذين غادروا مدينة رفح في الأيام الأخيرة والمناطق الشرقية من مخيم المغازي والبريج ودير البلح عدد كبير منهم توجه نحو مخيم النصيرات، موضحًا أنه “حينما نقول إن العملية تركزت في منطقة السوق ومنطقة مستشفى العودة الذي يوجد أيضًا في منطقة السوق هذا يعني أن العملية الإسرائيلية وقعت في أكثر المناطق ازدحامًا سكانيًا في مخيم النصيرات”.
وأردف: “الطريق الرئيسي في مخيم النصيرات في هذا التوقيت عندما نقول الحادية عشرة صباحًا حتى بعد الظهيرة نتحدث عن عشرات الآلاف في هذا الطريق هو سوق عام فيه الكثير من البسطات كل من أراد التسوق في مخيم النصيرات يجب أن يأتي إلى هذه المنطقة في المخيم، لذلك نحن نتحدث عن أعداد كبيرة جدًا من الشهداء والجرحى”.
وتابع: "ما جرى استهدافهم هم المدنيون، فالمدفعية الإسرائيلية أطلقت القذاف بشكل عشوائي نحو شارع السوق ومحيط مستشفى العودة واستهدفت منازل بشكل مباشر من أجل على ما يبدو تشتيت المقاومة الفلسطينية، لأن الغارات الإسرائيلية استهدفت منازل بصورة مباشرة في منطقة المخيم الجديد شمال غرب مخيم النصيرات، كما استهدفت منطقة مسجد الدعوة في أقصى المناطق الشمالية الشرقية لمخيم النصيرات".
وأكد أن ما جرى اليوم في المخيم مجزر مكتملة الأركان بغض النظر عن أن الاحتلال الاسرائيلي يحاول الظهور بالمنتشي والمنتصر كونه حرر أربعة كما يقول أو استعاد أربعة من الأسرى لدى المقاومة الفلسطينية، لكن الحقيقة أن إسرائيل اقترفت اليوم جريمة بحق المدنيين، عشرات الأطفال اليوم قتلوا بفعل هذه الجريمة، باعة في السوق ومتجولون في سوق النصيرات قتلوا بفعل هذه الجريمة لذلك ما جرى في مخيم النصيرات جريمة كبرى.