توصل فريق من العلماء من فرنسا والولايات المتحدة إلى اكتشاف مثير قد يغير فهمنا لأصول الحياة على كوكب الأرض. الصخرة الفضائية "أروكوث"، الواقعة على مشارف نظامنا الشمسي خلف كوكب بلوتو، تحتوي على سكريات تعتبر "لبنات البناء الأساسية" للحمض النووي الريبوزي (RNA).
الأروكوث: صخرة فضائية فريدة
- الموقع: تبعد أروكوث حوالي 4 مليارات ميل عن الشمس وتقع في حزام كويبر، وهو منطقة تحتوي على أجسام جليدية صغيرة.
- الشكل: تتكون أروكوث من جسمين متصلين يبلغان قطرهما 13 و9 أميال، ويشبهان رجل الثلج، ويعتقد العلماء أنهما اجتمعا منذ مليارات السنين.
الاكتشافات العلمية
- السكريات المكتشفة: تم العثور على الجلوكوز والريبوز على سطح أروكوث، وهما من السكريات الأساسية التي تشكل الحمض النووي الريبوزي (RNA)، الجزيء الذي يلعب دورًا حاسمًا في جميع أشكال الحياة المعروفة.
- الأبحاث والتجارب: قام الباحثون بتبريد عينات من الميثانول المجمد إلى -233 درجة مئوية لمحاكاة الظروف القاسية على أروكوث. أظهرت التجارب أن الميثانول يتحول إلى سكريات تحت تأثير الأشعة الكونية، مما ينتج عنه اللون الأحمر المميز لأروكوث ويخلق مركبات عضوية ذات أهمية بيولوجية.
الأهمية العلمية
تشير هذه النتائج إلى أن المذنبات الصغيرة قد تكون قد نقلت جزيئات السكر الضرورية لأصل الحياة إلى الأرض المبكرة. يعزز هذا الاكتشاف الفرضية القائلة بأن بعض المكونات الحيوية للحياة قد تكون قد نشأت في الفضاء وتم نقلها إلى الأرض عبر المذنبات والكويكبات.
خلفية أروكوث
- الاكتشاف والتسمية: تم اكتشاف أروكوث بواسطة تلسكوب هابل الفضائي في عام 2014، وكان يُعرف رسميًا باسم 2014 MU69. الاسم "أروكوث" يعني "السماء" في لغتي بوهاتان وألغونكويان الأمريكية الأصلية.
- استكشاف نيوهورايزنز: في عام 2019، قامت مركبة الفضاء نيوهورايزنز بتحليق قريب من أروكوث، مما سمح بجمع بيانات تفصيلية عن شكلها غير المعتاد ولونها الأحمر.
تأثير الاكتشاف على فهم نشأة الحياة
يساهم اكتشاف السكريات على أروكوث في تعزيز فهمنا لكيفية ظهور الحياة في النظام الشمسي. على الرغم من أن أروكوث بارد جدًا لدعم الحياة كما نعرفها، فإن وجود المركبات العضوية البسيطة يعزز الاحتمال أن المذنبات والكويكبات لعبت دورًا في نقل الجزيئات الأساسية للحياة إلى الأرض المبكرة.
هذا الاكتشاف يفتح آفاقًا جديدة لدراسة أصول الحياة في النظام الشمسي وفهم العمليات الكيميائية التي قد تؤدي إلى نشوء الحياة في الكون. مع استمرار الأبحاث، قد نجد المزيد من الأدلة التي تساعد في حل لغز نشأة الحياة على الأرض وكيفية نقل المكونات الحيوية من الفضاء إلى كوكبنا.