أكدت صحيفة "الجارديان" البريطانية أنه يجب أن تضع الحرب في قطاع غزة أوزارها بعد ما يزيد على ثمانية أشهر من معاناة الفلسطينيين في القطاع، مشيرة الى أن الحرب حصدت العديد من الأرواح مع زيادة حدة التصعيد وغياب أي بارقة أمل في التوصل الى إتفاق وقف إطلاق نار بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني.
وقالت الجارديان، في مقال إفتتاحي اليوم، " على الرغم من أن اتفاق وقف إطلاق النار في الوقت الحالي لا يزال بعيد المنال إلا أنه يمثل ضرورة قصوى لوضع حد لمعاناة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة"، مشيرة الى أن هذه الحرب تسببت في مقتل ما يزيد على 36 ألف فلسطيني حتى الآن، طبقا لبيانات وزارة الصحة الفلسطينية في غزة.
وتطرقت إلى الممارسات الإسرائيلية خلال هذه الحرب، وسلطت الضوء على قصف القوات الإسرائيلية مدرسة تابعة للأمم المتحدة في وسط قطاع غزة مما تسبب في مقتل 33 فلسطينيا من ضمن آلاف النازحين الفلسطينيين الذين لجأوا إلى المدرسة فرارا من القصف الإسرائيلي في جميع أرجاء القطاع.
وأضافت الصحيفة " بات من الواضح أن القوات الإسرائيلية تستهدف مناطق في قطاع غزة من المفترض أنها أنهت وجود حركة حماس فيها، مما دفع النازحين الفلسطينيين إلى اللجوء إليها هربا من القصف الإسرائيلي في مدينة رفح جنوب القطاع"، ولفتت إلى أن الحكومة الإسرائيلية أعلنت أن الحرب في غزة سوف تستمر حتي العام القادم، وهو ما تراه العديد من الأوساط داخل إسرائيل أمرا كارثيا.
وتناولت الجارديان، في مقالها الإفتتاحي، التداعيات الدولية لتلك الحرب وعواقبها على الجانب الإسرائيلي، وأشارت إلى أن إسرائيل بدأت تخسر الكثير من التأييد الدولي جراء هذه الحرب، لافتة إلى أن أسبانيا أعلنت أول أمس الخميس عزمها الإنضمام إلى دولة جنوب إفريقيا في دعواها المنظورة أمام محكمة العدل الدولية والتي تتهم فيها إسرائيل بارتكاب جريمة إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني في غزة.
ونوهت، في هذا الخصوص، إلى زيادة عدد الدول التي أعلنت إعترافها بدولة فلسطينية، في الوقت الذي بدأت فيه إسرائيل تخسر نصيبا كبيرا من تأييد الولايات المتحدة الأمريكية حليفتها الكبرى بسبب ممارساتها في قطاع غزة.
واستشهدت الصحيفة، في ختام افتتاحيتها، بتقارير صادرة عن منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة منذ بضعة أيام تحذر فيها من أن ما يربو على مليون فلسطيني في قطاع غزة، أي ما يقرب من نصف سكان القطاع، سوف يواجهون خطر الموت جوعا بحلول منتصف الشهر القادم في ظل استمرار الأوضاع المأساوية الحالية.