حذر مرصد الأزهر في دراسة له أصدرتها وحدة رصد اللغة الإنجليزية، من تنامي اليمين المتطرف وتأثيره في الواقع العالمي، لا سيما الأوروبي منه، وذلك تزامنًا مع انتخابات البرلمان الأوروبي لعام ٢٠٢٤ والتي تمثل تحديًا كبيرًا للأحزاب المعتدلة في أوروبا؛ لأنه سيكون لصعود اليمين آثار في عملية صنع القرار في بروكسل لأن الاتحاد الأوروبي يعمل من خلال آلية التوافق.
تعقيد مواقف الاتحاد
قال المرصد، إنه من المؤكد أن الشخصيات اليمينية المتطرفة ستعمل على تعقيد مواقف الاتحاد الأوروبي بشأن قضايا مثل الهجرة، والحرب الروسية الأوكرانية، والعلاقات مع الصين، والتحول الأخضر. كما أن اليمين المتطرف يكتسب أرضًا جديدة وتتزايد شعبيته باطراد، وهو ما يهدد أوروبا و"القيم" التي تتبناها وأجندتها السياسية على الصعيدين الداخلي والخارجي على السواء؛ إذ تطالب الكثير من الأحزاب اليمينية المتطرفة بوضع قيود على حقوق المقيمين من غير المواطنين، كما تستهدف أيضًا تقييد الحقوق المدنية وحقوق الأقليات.
مواءمات سياسية
تابع المرصد أنه رغم أن جميع الدلائل والتوقعات تشير إلى فوز اليمين المتطرف في الانتخابات وتوليه مقاليد الحكم في بعض الدول، فإن هذا لا يعني -بصفة مطلقة- أن هذه الأحزاب ستسعى إلى تنفيذ أجندتها بالكامل؛ ذلك بأن المسئولية السياسية وتولي السلطة الفعلية قد يفرضان عليها التنازل عن بعض السياسات أو عدم تنفيذها بحذافيرها بغرض تحقيق مواءمات سياسية، أو الحصول على دعم فئات إضافية من الجمهور، أو غير ذلك من الأسباب.
كما دعا المرصد إلى أهمية تعزيز التعاون والشراكة التي يمكن إقامتها مع الدول الغربية بما من شأنه المساعدة في حملها على التخلي عن سياساتها شديدة التطرف تجاه المهاجرين، لا سيما المسلمين منهم. ويمكن أن يحدث هذا في صورة اتفاقيات بشأن الحد من الهجرة أو تقنين الهجرة المؤقتة بما يراعي المصلحة المشتركة للأطراف كافة.
وأردف: أنه من ذلك النظر في تمويل الدول المتقدمة برامج تساعد الشباب في الدول المصدرة للمهاجرين على الحصول على فرص تدريب وعمل، وتحقق التنمية الاقتصادية الجاذبة، وتقضي على شبكات تهريب البشر والهجرة غير الشرعية، وتنصف دول العالم النامي التي تتكبد أشر أضرار تغير المناخ والاضطرابات الدولية على الرغم من كونها أقلها إسهامًا في إحداث تلك الأضرار.
ولفت إلى أنه يواكب ذلك ضرورة ارتقاء حكومات الدول المصدرة للمهاجرين بتعزيز مهارات المهاجرين، وتنظيم هجرتهم المؤقتة إلى الدول المستقبلة للهجرة، والمساعدة في التوعية بصحيح الدين الإسلامي في الأوساط الغربية، وتقديم النموذج الصحيح للتعايش الذي لطالما اتسمت به دول الشرق على مر التاريخ والأزمان.