بيّنت دراسة حديثة لجامعة كاليفورنيا في بيركلي أن تعرّض الأشخاص لمناخات شديدة الحرارة يعزز ميولهم إلى الأعمال العدائية.
وهو ما يجعل البعض مترقبا ليس فقط لدرجات الحرارة ولكن لمعدل الجريمة في الصيف وكيف يصعد وتصبح كلمة واحدة قادرة على الفتك بأعصاب البعض.
ضبط النفس.. صيف حار عن ما مضى
في 20 يونيو المقبل سيكون الموعد الرسمي لموسم الصيف، وسط توقعات من علماء الطقس والمناخ بأن يكون صيف حار عن ما مضى.
نعم ما مضى كان بالفعل حرارته الأعلى ولكن يتوقع الباحثون الآن أن تتجاوز حرارة الأرض حاجز 1.5 درجة مئوية، بنسبة 98 في المئة قبل عام 2027.
تحليل موجة الحر
كان تحليل موجة الحر هو أحدث تقرير صادر عن World Weather Attribution - وهي شبكة عالمية من الباحثين الذين يدرسون تأثير تغير المناخ على الأحداث المتطرفة - ليجدوا أن الأحداث التي لم يكن من الممكن تصورها في السابق أصبحت شائعة مع استمرار ارتفاع درجة حرارة العالم.
جرائم العنف وشهر يونيو
في دراسة " الطقس وعلاقته بجرائم العنف فى المجتمع المصرى" للباحثين بعلم الاجتماع بجامعة بني سويف طلعت إبراهيم لطفى وعلياء المفتى سيد محمود، تبين أن شهور فصل الصيف من أكثر الشهور التي تقع بها جرائم العنف، حيث تبين أن أخطر جرائم العنف وهى جريمة القتل العمد والشروع فيه تظهر بشكل واضح في شهر يونيو، كما تبين أن غالبية جرائم العنف يتم ارتكابها نهاراً في ساعات ضوء الشمس، كما أن هناك أنماطاً معينة من جرائم العنف يتم ارتكاب غالبيتها ليلاً، وذلك طبقاً لتقدير المجرم عن الوقت المناسب لارتكاب الجريمة.
الوجه البحري أكثر من القبلي
كما أوضحت الدراسة ذاتها الي نشرت في 2023 عن وجود علاقة إيجابية بين درجة الحرارة وحجم جرائم العنف في محافظات الوجه البحرى، كما تبين صغر حجم جرائم العنف في محافظات الوجه القبلى على الرغم من ارتفاع درجة الحرارة في هذه المحافظات.
وأرجع الباحثين ذلك إلى أن سوء الطقس وشدة درجة الحرارة قد تشجع الناس على عدم مغادرة المسكن، وبالتالى عدم التعرض لجرائم العنف خارج المسكن.
واتضح أن هناك بعض أنماط جرائم العنف تظهر بشكل واضح في بعض المحافظات.
الحرارة تعبث بخلايا المخ
في دراسة أجراها سانجاي سيسوديا، طبيب الأعصاب في جامعة كوليدج لندن، أشار إلى أن التأثير الأكثر مباشرة لدرجات الحرارة المرتفعة هو أنها يمكن أن تعبث ببعض الخلايا في الدماغ، لكن الحرارة الشديدة تُسبب مجموعة متنوعة من المشاكل الأخرى أيضاً، لأولئك الذين تم تشخيص إصابتهم بالصرع والفصام والزهايمر والشلل الرعاش وأمراض أخرى.
وقال "سانجاي" إن الدماغ البشري يعمل بشكل أفضل عندما تتراوح درجات الحرارة الخارجية بين 68 إلى 79 درجة فهرنهايت أي من 20 إلى 25 درجة مئوية، مشيراً الى أن هذه الحرارة هي التي "نشعر فيها بالراحة الحرارية من دون الحاجة إلى القيام بأشياء إضافية".
الاحتباس الحراري والسلوك العنيف
في دراسة نشرت على موقع Psychological science وتتحدث عن الاحتباس الحراري والسلوك العنيف، والتي أفادت بأن هناك بعض العواقب النفسية والاجتماعية لتغير المناخ، بما في ذلك العدوان والصراع العنيف.
واوضح الدراسة أنه عندما يصاب الناس بالحرارة بشكل مزعج، يزداد مزاجهم حدة، ويصبح احتمال الاعتداء لديهم أعلى، وبعد تجارب أجريت على أشخاص وضعوا في غرف متفاوتة الحرارة، وجدت أن الأماكن الأكثر حرارة تزيد من عدوانيتهم، وتسهل استفزازهم.
علم النفس: معدل الجرائم يزداد مع دخول الصيف
يقول جمال فرويز، اسشاري الطب النفسي، إن معدل الجريمة يزداد مع دخول موسم الصيف فبالرجوع للعام الماضي وما قبله في نفس التوقيت سنجد أن تغير المناخ له دور رئيسي في زيادة الجرائم.
وأوضح "فرويز" أن هرمون السعادة ينتج بشكل أساسي من 60%الي 70% من الجهاز الهضمي ومن 30% إلى 40% من الجلد، لذلك فعند غير درجات الحرارة يختل هرمون السعادة بصورة كبيرة في الصيف عن أي فترة زمنية أخرى.
وتابع اسشاري الطب النفسي: درجات الحرارة المرتفعة تؤثر في الحالة المزاجية والي تختل في فصل اليف وهذا مثبت علميا بسبب سهولة الاستثارة العصبية.
وضرب "فرويز" مثلا عن القلق النفسي والغضب الذي يصيب العقل الجمعي عند وقوع حادثة عنف قتل أو سرقة فإن هناك 99% يتأثرون بشكل طبيعي وهناك واحد بالمائة من الجمهور ينتابه القلق ويغلق على أطفاله ويمنعه من الخروج خشية وقوع نفس الحادث لذويه.
وقال فرويز أن نسبة الاضطرابات الشخصية 25% على مستوى العالم، وهناك واحد من ضمن مائة شخص يصاب باليأس ويقرر تكرار جرائم عنف عاصرها وهو اضطراب نفسي خطير لا يفكر صاحبه في التبعات القادمة والعقاب المنتظر له كالإعدام مثلا أو المؤبد.