فرق بين دلالة لفظتى (النبى) و(الرسول) ودلالة لفظتى (القول) و(النطق) فى عربية القرآن.
قبل آن نبدأ نقول عربية القرآن مختلفة عن عربيتنا هى عربية بىستخدام إلهى وليست من صنع البشر، ولسان القرآن عربى يعنى ربانى ليس من صنع البشر كما نسمى الصمغ فى حالته الطبيعية الصمغ العربى، وعربية القرآن وصفت بأنها عربية مبينى أى ربانيى تبين لغيرها ومبين من بان وهو فعل رباعى متعدى مفيد لغيره كما الكشاف الذى ينير الطريق لك فهو هنا مبين اى يبين لغيره ولا يبين لنفسه.
وعموما الموضوع الذى نريد عرضه فى مقالنا هذا بسيط للغاية لكنه ملتبس على البعض فسيدنا محمد هو إنسان بالأساس كأى إنسان لكنه نبى يتصل به وحى وينبأوه بأنباء غيبية لايعلمها احد لذلك فهو نبى (فنبى من نبأ) وهو رسول أيضا لأنه يحمل معه رسالة من الله وهو مكلف بتبليغها للناس.
قال تعالى له (قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَىٰ إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۖ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا( (110) الكهف
فسيدنا محمد هو انسان (يقول) و(ينطق) ايضا، يقول عن نفسه، يقول قوله هو كلامه هو، وينطق ايضا عن غيره عندما يحمل برسالة ليست من كلامه هو ليست من قوله هو اذا هو يقول عن نفسه وينطق عن غيره ينطق عن الله
وعلينا هنا أن نفرق هنا بين دلالة لفظتى (القول) و(النطق) فى عربية القرآن فالقول لصاحبه اما النطق فهو لغير صاحبه وفى حالة القرآن النطق للرسول والقرآن من الله طبعا
وعندما ينطق عن غيره عن الله فهو هنا محمد الرسول الذى يحمل رسالة وعندما يتكلم كلامه هو ويقول كلامه هو فهو الانسان هو محمد النبى،
وعليه لايمكن اآ يعتبر كل مايخرج من فم سيدنا محمد(ص) هو رسالة من الله ودمتم وكل مايخرج من فمه هو وحى يوحى، ولايمكن ايضا اعتبار كل كلامه كلام بشرى ايضا
علينا ان نفرق بين كلام النبى كبشر وكلامه كرسول ينطق عن الله، بين كلام النبى وكلام الله على لسان النبى
علينا ان نفرق بين (القائل) ومجرد (الناطق) بين دلالة لفظة الرسول فى المصحف ودلالة لفظة النبى فى كتاب الله
وانت عندما تصادف لفظة الرسول فهذا كلام الله ياسيدى هذا هو الدين ياعزيزى انها الرسالة الالهية
وعندما تصادف لفظة النبى فهذا كلام محمد الانسان ياسيدى، والرسول لاينطق عن هوى نفسه بل ينطق مايريده الذى ارسله بها، ينقل رسالة هى رسالة رب العالمين اما محمد النبى فهو ينطق عن هوى نفسه وفكره هو وادراكه هو وفهمه هو.
فرق بين محمد الرسول ومحمد النبى بين دلالة كل لفظة منهما فى عربية القرآن فسيدنا محمد هو نبى وهو رسول يحمل رسالة من غيره من الله.
هو محمد الانسان أولا هو النبى آى هو انسان يتصل به وحى وينبؤه آنباء غيبية لايعرفها أحد وهو الرسول الذى يحمل رسالة من رب العالمين.
لاحظ فى طول المصحف وعرضه لايوجد (اطيعوا النبى) نهائيا لا توجد آية تقول ذلك نهائيا لكن هناك طبعا (أطيعوا الرسول)
قال تعالى (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) (132) آل عمران، لاحظ آيضا لا توجد أية تقول لك (لقد كان لكم فى نبى الله أسوة حسنه)، نهائيا لاتوجد فى كتاب الله.
لكن توجد آية تقول لك ولى ولكل الناس (لقد كان لكم فى رسول الله أسوة حسنه) فالتأسي يكون بالرسالة الربانية وليس بشخص بشر مهما بلغ.
قال تعالى (لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا) (21) الأحزاب.
لاحظ أيضا أنه عندما يعاتب الله سيدنا محمد ويعدل له ويخطؤه ويعلمه وينهره تجد السياق والنظم فى الآية يرد بلفظة النبى طبعا ولايمكن أبدا أن يرد بلفظة الرسول، نهائيا.
قال تعالى (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا) (1) الأحزاب.
وقال تعالى لنبيه (وَإِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَن تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُم بِآيَةٍ ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَىٰ ۚ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ) (35) الأنعام.
قال تعالى لنبيه (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ ۖ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ ۚ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) (1) التحريم.
فرق بين محمد الرسول ومحمد النبى فرق بين دلالة لفظتى (القائل) و(الناطق) بين كلامك انت ورأيك انت والرسالة التى قد يكلفك غيرك بنقلها الى البعض.
بقى أن تدرك أن الرسول فيما يبلغ معصوم طبعا لايبلغ عن هوى نفسه، أما فيما يقول من أقواله هو وكلامه هو البشرى فهو ليس معصوم فالرسول مقام معصوم.
النبى مقام محض بشرى
بقى أن نقول إن كتاب الله جاء على اللفظ ولم يرد على المعنى أى جاء وفقا للفظ المحدد، الذى أراده الله ولم يرد على المعنى الذى فهمه النبى عندما سمعه، فالقرآن كلام الله وليس كلام النبى، القرآن كلام الله الذى نطق به الرسول فرق بين محمد (الناطق) عن غيره ومحمد (القائل) عن نفسه.