بتصريحات ممتعة لجمهور الزمالك، ومثيرة للجدل بين جماهير الأهلي، أطل علينا محمد مجدي أفشة، لاعب القلعة الحمراء، في حلقة نارية على طريقة «الشيخ حسني» في فيلم «الكيت كات».
قبل كل شيء، أحب أن أوجه التحية والشكر للإعلامي المحترم إبراهيم فايق لأنه لم يستغل اندفاع اللاعب وتهوره و«طيبته» في بعض الأحيان، وحاول حماية اللاعب قدر الإمكان.
جمهور الأهلي يعرف جيدًا أن محمد مجدي أفشة ليس باللاعب الذي يتعمد إثارة المشاكل، فمنذ قدومه إلى المارد الأحمر قبل خمس سنوات، لم يعتد منه على افتعال الأزمات مع الجهاز الفني أو زملائه.
في حلقة فايق مع أفشة، كنا أمام لاعب يحبس دموعه ويشعر بظلم كبير.. تختلط مشاعره لدرجة أنه يرى أن الهدف الأعظم في تاريخه، قد ظلمه، كيف لنا أن نعاقب شخصًا يشعر بالظلم لهذه الدرجة بدلًا من رفع الظلم عنه أو محاولة إنصافه واحتوائه.
نعرف أن النادي الأهلي هو نادي القيم والمبادئ وأنه لا يسامح من يتعدى هذه المبادئ، لكننا أمام موقف استثنائي لابد من إدراكه وتفهمه والتعامل معه بشكل خاص.
أفشة يحتاج إلى الاحتواء وليس العقوبة، فهو لم يكن أبدًا متمردًا، بل لاعبًا كبيرًا، أينما حل تجد الحل لديه. لاعب انضم للأهلي منذ خمس سنوات ولعب نهائي دوري أبطال إفريقيا «البطولة الأعظم في القارة السمراء» في السنوات الخمس، وفاز في أربعة منها، فكيف لنا ألا نقدر هذه القيمة؟
كيف للاعب ضحى بكل ما يعرفه جمهور الأهلي وتعرفه الإدارة جيدًا من أجل أن يلعب في ظل مبادئ النادي أن يكون متمردًا عليها أو متجاوزًا لها بشكل متعمد!؟
من الطبيعي أن يكون أفشة قد حصل على إذن من الجهاز الفني والكابتن خالد بيبو، مدير الكرة، ليظهر مع فايق ويجري هذا الحوار، ومن المعروف أن لسان أفشة كثير الزلات أو أنه لا يجيد التحدث أمام الكاميرات، فلنا أن نتخيل لاعبًا يقول «كل الخوف على اللي جاي مش على اللي بعد كده!»، فلماذا لم يأخذ النادي احتياطاته وكلف بيبو بالجلوس مع اللاعب قبل الخروج بتلك التصريحات.
أفشة لا يستحق الذبح من الإدارة أو الجماهير لأنه أعطى للأهلي الكثير وتاريخه لا يقتصر على هدف القاضية، كما أراد أن يقول، ولا أحد بالتأكيد يمكن أن ينكر أن الأهلي منحه الكثير كما يمنح كل اللاعبين.
وتكريمًا لـ«أهل التاسعة» وفي مقدمتهم أفشة، على جمهور الأهلي مساندة لاعبه، الذي بادر واعتذر قبل نهاية الحلقة عمًّا إذا كان قد صدر منه ما أغضب البعض، كما على الإدارة أن تعي أن ليس كل تصريح تجاوز، وليس كل «فضفضة» تعمد لإهدار المبادئ.. فلا تذبحوا أفشة.