الإثنين 25 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

بوابة العرب

موسى أفشار لـ«البوابة»: وفاة إبراهيم رئيسي ضربة إستراتيجية من العيار الثقيل للنظام الإيراني

موسى أفشار
موسى أفشار
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أكد موسى أفشار، عضو لجنة الشئون الخارجية فى "المجلس الوطنى للمقاومة الإيرانية" أكبر معارضة للنظام الإيرانى فى المنفى تحت رئاسة مريم رجوى؛ أن مقتل إبراهيم رئيسى وسقوط طائرته له تأثير كبير على السياسة الداخلية والخارجية لإيران.
وأوضح فى حواره ل البوابة: أن الحادث سيؤدى إلى زيادة التوترات والانقسامات داخل النظام، مما قد يؤدى إلى مزيد من الاحتجاجات الشعبية ضد الحكم الاستبدادى ويمهد الطريق نحو انتفاضات قادمة؛ كما تحدث أفشار عن الأوضاع الداخلية والتحديات التى تواجه النظام الإيرانى وإلى نص الحوار.
هل يعتقد أن إسرائيل هى التى قتلت الرئيس إبراهيم رئيسى لأنه يدعم حماس ووراء هجوم ٧ أكتوبر، كما سبق وقتلت قاسم سليمانى قائد قوات فيلق القدس التابعة للحرس الثورى الإيران فى العراق وقتلت فى دمشق قائد الحرس الثورى فى سوريا ولبنان، محمد رضا زاهدي! فهل مقتل رئيسى ضربة قوية للنظام؟
فى الحقیقة لا توجد عندنا معلومات مؤکدة عن الجهة التى تقف وراء حادث سقوط المروحیة وهل فعلاً کان الأمر حدثًا فنیًا أم مدبرًا ... ولكن من الأهمیة بمكان أن نتوقف عند اعتراف مرشد نظام الملالى خامنئى بخطورة مقتل رئيسى على حاضر النظام ومستقبله، ولا يزال قادة هذا النظام والمتحدثون الرسميون عنه يتبعون نفس الخط بإصرار وحجم كبير من الدعاية، مما يجعل العديد من طبقات المجتمع تسخر من القيادة والقادة، مما أجبر النظام، على عكس قضية قاسم سليماني، التى أوضح الرئيس الأمريكى أنها من صنعهم، لا يوجد مثل هذا الادعاء فيما يتعلق بوفاة رئيسي، ما كان فى الحقيقة ليس كذلك. لكن الأمر واضح، لكن لا يستبعد أى احتمال، فى تناقضات نظام الملالى فى التقارير التى تصف هذه الحادثة تظهر دور الصراع الداخلى على السلطة فى النظام المنكوب بالأزمة. وفى كل الأحوال، من المتوقع أن تستر النظام فى كشف الحقيقة لن ينجح فى النهاية وستنكشف القصة خلف الستار أكثر فأكثر.
ووراء هذه الاحتمالات والآراء حول طبيعة وسبب هذه الحادثة، فإن ما كشف عن نفسه بكل وضوح هو الضعف الشديد والعجز الشديد الذى يعانى منه هذا النظام، الذي، رغم الضجة التى يصدرها حول استعراض القوة، لا يملك حتى القدرة على السيطرة على مروحية رئيسها. بعد الحادث لا يستطيع العثور على مكان الحادث، فيضطر إلى طلب المساعدة من دول أخرى مثل تركيا وأمريكا وغيرهما. فما هى كل الادعاءات حول التكنولوجيا المتقدمة وامتلاك طائرات بدون طيار متطورة ذات رؤية ليلية؟ كل هذا يدل على الضعف الشديد والعجز الذى يعانى منه النظام. 
 

كيف ترى مستقبل النظام الآن وكيف تستفيد المعارضة من الحدث؟
- للإجابة عن هذا السؤال، لا بد من العودة قليلا إلى الوراء، عندما أتی خامنئى برئيسى من خلال عملیة انتخابیة مفبرکة ووضعه فى منصب الرئاسة بدفع ثمن باهظ، ولکی تکون العملیة هذه ناجحة، أزاح حتى أقرب الشخصيات من جبهته، والسبب هو أن رئيسى كمجرم لعب دوراً رئيسيا فى مذبحة السجناء السياسيين عام ١٩٨٨ ولعب أيضاً دوراً فى قتل الناس فى انتفاضتى ٢٠١٩ و٢٠٢٢ والإعدامات الأخيرة كان الوحيد الذى كان متحالفاً مع خامنئى ومطلوباً له.
والآن، بغض النظر عن سبب وقوع هذه الحادثة ومهما كان سببها، فلا يهم نتيجة لذلك، فقد خسر خامنئى خياره الأقرب والأكثر تفضيلاً لتوحيد نظامه ولن يجد أحداً مثله مرة أخرى. وهذا هو السبب فى أن نظامه ليس له مستقبل.
وهذا يعنى أن الصراعات على السلطة ستشتعل من جديد، وقد حذر خامنئى نفسه وحذر الأطراف من الخلافات الداخلية فى رسائله المختلفة، بما فى ذلك رسالته فى افتتاح البرلمان، بهذا الخصوص.
كيف يمكن لمجتمع الإعلام الدولى أن يسهم فى كشف الحقيقة حول هذا الحادث؟
- لقد قلنا مرات عديدة إنه لا توجد ثقة فى هذا النظام، ويجب على المجتمع الدولى أن يأتى ليكشف الحقيقة حتى يتمكن الناس والعالم من فهم ما يحدث فى إيران تحت حكم الملالي. وفى هذه الحالة أيضاً، إذا أردنا توضيح الحقيقة، ينبغى أن يذهب وفد من الأمم المتحدة إلى إيران مع صحفيين دوليين لاكتشاف الحقيقة وإجراء تحقيق مستقل، لكن هذا النظام، بسبب طبيعته اللا إنسانية وحقيقة أنه تريد الحفاظ على سيادتها بأى ثمن، ولن تسمح أبداً بمثل هذا الشيء.
لدينا العديد من الأمثلة على مدار السنوات الـ ٤٥ الماضية، بما فى ذلك الحالات الأخيرة لإطلاق الحرس الثورى الإيرانى النار على طائرة ركاب أوكرانية، وقبل وبعد التحقيقات فى انتهاكات حقوق الإنسان وعمليات الإعدام، والتى أرسلت الأمم المتحدة مراراً وفداً وممثلاً خاصاً لها. للتحقيق فى الأمر، لكن النظام لم يسمح لهم أبداً بالدخول إلى إيران وإجراء تحقيقات مستقلة، لكن للأسف سياسة الاسترضاء تمنع الضغط على النظام لقبول مثل هذه الوفود المستقلة.
ما هو رد  فعل المعارضة فى إيران تجاه هذا الحادث؟
- رد فعل المعارضة الإيرانية، المتمثلة فى المجلس الوطنى للمقاومة الإيرانية، تجاه مقتل إبراهيم رئيسى وسقوط طائرته كان حافلاً بالتحليلات والتصريحات القوية.
لقد وصفت الرئيسة المنتخبة للمجلس الوطنى للمقاومة الإيرانية، مريم رجوي، وفاة إبراهيم رئيسى بأنها "ضربة استراتيجية من العيار الثقيل" للنظام الإيراني، وخاصة للمرشد الأعلى على خامنئي. السیدة رجوى أكدت أن هذه الحادثة ستؤدى إلى أزمات كبيرة داخل السلطة التنفيذية وتكشف عن هشاشة النظام. كما أشارت إلى أن وفاة رئيسى ستدفع المعارضين والمحتجين للمضى قدمًا فى نضالهم ضد النظام الدينى الاستبدادى فى إيران.
المجلس الوطنى للمقاومة الإيرانية يرى أن مقتل رئيسى يعكس الأزمات العميقة التى يعانى منها النظام، والتى تفاقمت بسبب سياساته القمعية والفساد المتفشي. ويدعو المجلس المجتمع الدولى إلى دعم الشعب الإيرانى فى مساعيه لتحقيق الحرية والديمقراطية، مشددًا على ضرورة مواصلة الضغط على النظام الإيرانى حتى يحقق الشعب تطلعاته.
 

هل تعتقد أن هذا الحادث سيؤثر على السياسة الداخلية والخارجية لإيران؟
- نعم بكل تأکید .. من المتوقع أن يكون لمقتل إبراهيم رئيسى وسقوط طائرته تأثيراً كبيراً على السياسة الداخلية والخارجية لإيران. داخلياً، سيؤدى الحادث إلى زيادة التوترات والانقسامات داخل النظام، مما قد يؤدى إلى مزيد من الاحتجاجات الشعبية ضد الحكم. الاستبدادى ويمهد الطريق للانتفاضات الكبرى. من المرجح أن تستغل المعارضة هذا الوضع لتكثيف ضغوطها ودعواتها للتغيير السياسي، خاصة مع توسع عمليات وحدات المقاومة التابعة لمجاهدى خلق الإيرانية فى الآونة الأخيرة.
خارجياً، سيتعين على إيران التعامل مع تداعيات الحادث على علاقاتها الدولية. وفاة رحیل رئيسي، الذى كان شخصية بارزة والشخص الوحيد الذى كانت مواقفه موحدة مع خامنئي، ستزيد من الضغوط الدولية على إيران بسبب ضعف النظام الداخلى والانقسامات السياسية، مما قد يؤثر على مفاوضاتها الدولية وقضاياها الإقليمية.
المجلس الوطنى للمقاومة الإيرانية يعتبر أن هذا الحادث يكشف عن هشاشة النظام ويعزز من ضرورة التغيير السياسى الجذري، مشددين على أن مقتل رئيسى يمثل ضربة كبيرة للنظام الدينى الاستبدادى وأنه سيساهم فى تحفيز المنتفضين والمعارضين على مواصلة نضالهم.
ما الخطوات التى يجب أن تتخذها المجتمع الدولى لضمان حصول التحقيقات المستقلة والشفافة فيما يتعلق بهذا الحادث؟
- للضمان حصول تحقيقات مستقلة وشفافة فى حادث مقتل إبراهيم رئيسي، يتوجب على المجتمع الدولى اتخاذ عدة خطوات حاسمة مستندة إلى مقترحات مريم رجوى وبعض النقاط الرئيسية التى أکدت علیها المقاومة الإیرانیة سابقا:
تشكيل لجنة تحقيق دولية: ينبغى للأمم المتحدة تشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة تشمل خبراء قانونيين وتقنيين، للتحقيق فى ملابسات الحادث وضمان الشفافية والحياد. هذه اللجنة يجب أن تعمل تحت إشراف مجلس حقوق الإنسان لضمان النزاهة والمصداقية، ليس فقط فى هذا الحادث بل فى حادث الطائرة الأوكرانية، كما فى حوادث أخرى مثل قتل ٧٥٠ شخصاً فى انتفاضة ٢٠٢٢، و١٥٠٠ شخص فى انتفاضة ٢٠١٩، وكذلك فى مجزرة عام ١٩٨٨، بالإضافة إلى الإعدامات الأخيرة والوضع فى السجون الإيرانية. تحقيقات شاملة ومستقلة فى هذه القضايا ستساعد فى كشف الحقائق وتحقيق العدالة للضحايا ومحاسبة المسئولين عن هذه الجرائم.
تصنيف الحرس الثورى الإيرانى كمنظمة إرهابية: يجب أن يتم تصنيف الحرس الثورى الإيرانى رسميًا ككيان إرهابى من قبل المجتمع الدولي. هذا التصنيف سيساعد فى تقييد حركته وأنشطته ويضعف من قدرته على تنفيذ عمليات داخلية وخارجية قد تؤثر على التحقيقات.
وضع النظام الإيرانى تحت البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة: يتعين على مجلس الأمن الدولى تصنيف النظام الإيرانى كتهديد للسلام والأمن الدوليين بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة. هذا الإجراء سيمكن المجتمع الدولى من فرض عقوبات صارمة وإجراءات قسرية لضمان تعاون النظام فى التحقيقات.
تفعيل آلية الزناد (الآلیة المتفق علیها ضمن بنود الاتفاق النووى عام ٢٠١٥): يجب إعادة تفعيل آلية الزناد بموجب قرار مجلس الأمن رقم ٢٢٣١ وإعادة فرض العقوبات الدولية السابقة المتعلقة بالبرنامج النووى الإيراني. هذا سيساعد فى الضغط على النظام للتعاون الكامل مع التحقيقات المستقلة.
الاعتراف بنضال الشعب الإيرانى يتوجب على المجتمع الدولى الاعتراف بشرعية نضال الشعب الإيرانى من أجل إسقاط النظام الاستبدادى ودعمه فى تحقيق الديمقراطية وحقوق الإنسان. هذا الاعتراف سيعزز من موقف المعارضة ويضغط على النظام للتعاون مع المجتمع الدولي.
باتباع هذه الخطوات، يمكن ضمان تحقيقات مستقلة وشفافة فى حادث مقتل إبراهيم رئيسى والمساهمة فى تعزيز العدالة والمساءلة فى إيران.
هل ترى أن هناك فرصة للتغيير السياسى فى إيران بسبب هذا الحادث؟
- فى الحقيقـة إن انتفاضة ٢٠٢٢ المباركة أظهرت للعیان بأن موعد سقوط نظام ولایة الفقیه بات وشیكا جدًا وبطبیعة الحال أن سقوط طائرة الرئيس الإيرانى إبراهيم رئيسى ومقتله أثار موجة من التكهنات حول مستقبل النظام الإيرانى وإمكانية حدوث تغيير سياسي. إبراهيم رئيسى كان يعتبر أحد أعمدة النظام وأحد أبرز الشخصيات المقربة من المرشد الأعلى على خامنئي، وغيابه يشكل ضربة قوية للنظام، مما يضعف قبضته الحديدية على السلطة.
یعد رحیل رئيسى فرصة ذهبية للمعارضة الإيرانية، خاصةً لمنظمة مجاهدى خلق الإيرانية، لتوسيع نشاطاتها داخل إيران وعلى الساحة الدولية. هذا الحادث يمكن أن يعزز من حركة الاحتجاجات الداخلية، ويعطى دفعة جديدة للمعارضة لاستغلال اللحظة لتكثيف جهودها فى فضح انتهاكات النظام والمطالبة بمحاكمة المسئولين عن الجرائم ضد الإنسانية.
فى الداخل، يمكن أن يتسبب غياب رئيسى فى تفاقم الصراعات الداخلية بين أجنحة النظام المختلفة، مما يزيد من احتمالية حدوث انشقاقات وتشدید الصراع بین اجنحة النظام وخاصة داخل جناح خامنه. 
على الساحة الدولية، يمكن أن تستغل المعارضة الإيرانية هذا الحادث لتعزيز علاقاتها مع الدول الغربية والدول المنطقة والمنظمات الدولية، والدفع باتجاه فرض عقوبات أشد على النظام الإيرانى ومحاكمة المسئولين عن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان. سقوط طائرة رئيسى يعطى المعارضة ورقة ضغط قوية لإبراز انتهاکات حقوق الإنسان فى إیران تحت حکم خامنئی وفساد وضعف النظام الإيراني. كما شاهدنا فى فضیحة مراسيم التأبین الذى تبنته الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث لم يشارك فيه إلا عدد قليل من الدول، مما يبين مدى استياء المجتمع الدولى من هذا النظام وتأثير نشاطات المقاومة الإيرانية.
بالمجمل، حادث سقوط طائرة إبراهيم رئيسى قد يكون له تداعيات كبيرة على المشهد السياسى فى إيران، ويمكن أن يوفر فرصة للمعارضة الإيرانية لتعزيز جهودها نحو تغيير النظام وتحقيق الديمقراطية والعدالة فى البلاد.
ما هو وجه نظركم حول دور الإعلام الدولى وتأثيره على الرأى العام العالمى فيما يتعلق بحادث سقوط الطائرة؟
- باعتقادي، يلعب الإعلام الدولى والعربى دوراً حاسماً فى تسليط الضوء على الحقيقة وكشف انتهاكات النظام الإيراني. الإعلام يمكنه تعزيز الوعى حول هشاشة الوضع فى إيران، ودعم مطالب المعارضة بمحاسبة المسئولين عن الجرائم. من خلال تغطية محايدة ومهنية، يمكن للإعلام تشكيل ضغط دولى يؤدى إلى فرض عقوبات أشد على النظام الإيراني، كما يسهم فى زيادة دعم المجتمع الدولى للمعارضة الإيرانية ونضالها من أجل الحرية والعدالة.
كيف تصف الأوضاع فى إيران فى الفترة الأخيرة؟ ما هى التحديات الرئيسية التى يواجهها الشعب الإيرانى حالياً؟ ما هو دور المعارضة الإيرانية فى دعم الشعب وتحسين أوضاعهم؟
- الأوضاع فى إيران فى الفترة الأخيرة تشهد توتراً كبيراً نتيجة للأزمات السياسية والاقتصادية المتفاقمة. التحديات الرئيسية التى يواجهها الشعب الإيرانى تشمل تدهور الأوضاع الاقتصادية، ارتفاع معدلات البطالة وفى مقدمتها قمع الحريات، وانتهاكات حقوق الإنسان. 
النظام يحاول عبثاً احتواء هذه الأزمات بعد مقتل إبراهيم رئيسي، الذى كان يشكل دعامة أساسية لخامنئى مرشد النظام.
دور المعارضة الإيرانية، وخاصة منظمة مجاهدى خلق، يتمثل فى دعم الشعب من خلال فضح انتهاكات النظام، تنظيم الاحتجاجات، وتكثيف الجهود الدولية لفرض عقوبات على النظام ومحاسبة المسئولين عن الجرائم.
وإذا نظرنا بأن هذه  کانت ضربة استراتيجية خطيرة لخامنئي، لأنه فقد الرئيس الأكثر ولاءً للنظام فى تاريخه بحیث حولت السلطة التنفيذية إلى أداة فى أيدى الحرس الثورى الإيرانى وفيلق القدس الإرهابي. واعتمد خامنئى على رئيسى وإجراءاته لتطهير المنتقدين الساخطين.
الآن عندما تفقد رئيسًا وشخصًا قمت ببناء نظام كامل حوله، فهذه مشكلة كبيرة لأنه يتعين على النظام إعادة بناء كل شيء. عليهم تغيير كل شيء وبناء كل شيء من الصفر.
كيف يمكن للمجتمع الدولى والمنظمات الحقوقية أن يقدموا الدعم للشعب الإيرانى فى هذه الظروف الصعبة؟
- أعلنت المقاومة الإيرانية، ممثلة برئيسة الجمهورية المنتخبة من قبلها السيدة مريم رجوي، مرارًا وتكرارًا بأنّها لا تسعى إلى دعم مالى أو عسكرى من الخارج، بل تسعى إلى وقوف المجتمع الدولى بجانب الشعب الإيراني، والاعتراف بحقه فى الدفاع المشروع ومقاومته الباسلة.
يُمكن للمجتمع الدولى والمنظمات الحقوقية لعب دور هام فى دعم الشعب الإيرانى من خلال إدانة قمع النظام الإيرانى للمحتجين والناشطين، وتوثيق الانتهاكات التى يتعرض لها الشعب الإيراني، والدفاع عن حقوق الإنسان ومحاسبة المسئولين عن الانتهاكات، وتقديم الدعم القانونى للمحتجين والناشطين الإيرانيين.
يُعدّ إتاحة المجال للإيرانيين وممثليهم فى وسائل الإعلام أمرًا ضروريًا لإيصال صوتهم إلى العالم وفضح ممارسات النظام القمعية. كما أنّ دعم حرية الإعلام ودعم منصات المعارضة الإيرانية يمثل رفضًا صريحًا لسياسة التكتيم التى ينتهجها النظام.
يُعدّ الدعم الدولى للشعب الإيرانى ضروريًا لضمان احترام حقوق الإنسان وتحسين الظروف المعيشية. يمكن لهذا الدعم أن يساعد فى دفع التغيير فى إيران، وبناء مستقبل أفضل للشعب الإيراني.
ما هى أبرز المشاكل الاجتماعية التى تؤثر على حياة الناس فى إيران؟
- فى إيران هناك معرکة مستعرة كبيرة بين الشعب وحكومة ولاية الفقيه، والنظام يحاول التغطية على هذه الحرب داخل إيران من خلال إثارة الحرب فى المنطقة، ولهذا قال خامنئى وقادة النظام فى كثير من الأحيان، لو لم تكن هناك حرب فى سوريا واليمن والعراق، لكان من الممكن أن نقاتل فى شوارع طهران وأصفهان وشيراز، وما إلى ذلك. لقد تضاعفت مشكلة هذا النظام مع الشعب الإيرانى فى الوضع الحالي. 
هذا النظام يشن حربا وحشيا ضد الشعب الإيراني. وتم إعدام عشرات السجناء فى الشهر الماضى وحده.
وبحسب التقرير السنوى لمنظمة العفو الدولية، فقد تم إعدام ٨٥٣ شخصاً فى إيران عام ٢٠٢٣. ويظهر هذا الرقم زيادة بنسبة ٤٨٪ مقارنة بعام ٢٠٢٢.
ويذكر فى هذا التقرير أيضًا أنه فى عام ٢٠٢٣، ستشكل إيران وحدها ٧٥٪ من إجمالى عمليات الإعدام المسجلة فى العالم. وتظهر هذه الإحصائية الصادمة تدهور أوضاع حقوق الإنسان فى إيران واستهتار النظام بحياة البشر.
ومن الأمثلة على جرائم النظام التى لا تعد ولا تحصى، القتل المروع للفتاة نيكا شاكرمى البالغة من العمر ١٦ عامًا، خلال انتفاضة ٢٠٢٢. ومؤخراً، تم الكشف عن وثائق تظهر أن العملاء السريين للحرس الثورى الإسلامى اعتدوا عليها جنسياً وقتلوها وألقوا بجثتها فى شوارع طهران. هذا المثال الصادم هو مجرد واحد من آلاف الجرائم المماثلة فى إيران التى تم التستر عليها حتى الآن. كل هذا من أجل خلق الرعب بين الناس والشباب. 
فى حين أن الشعب والمقاومة المنظمة فى إيران عازمة على إسقاط هذا النظام بأى ثمن والتخلص منه، مما يعنى أن شعوب المنطقة ستتخلص منه أيضاً.