أشار تقرير لصحيفة الجارديان البريطانية، اليوم الأربعاء، إلى أن أوكرانيا أصبحت خطا فاصلا في الانتخابات الأوروبية، حيث يسعى الوسطيون للاستفادة من هذا الوضع، وعلى الرغم من أن الشعبويين يجيدون الترويج لحملاتهم الانتخابية في أوروبا، إلا أن ذلك أمر أقل سهولة بالنسبة للوسطيين.
ونوهت الصحيفة البريطانية إلى أن الناخب الأوروبي الحديث أعرب عن غضبه بشكل كبير بسبب العديد من القضايا، مثل المناخ، والمهاجرين، والسيارات الكهربائية، والتنوع الثقافي، والأسواق المفتوحة، وأوروبا، وحتى السياسة نفسها، مما يجعل من الصعب على الوسطيين العثور على دعم.
ومضت في تقريها تقول إنه في الأيام الأخيرة قبيل الانتخابات للبرلمان الأوروبي المقررة في 6-9 يونيو، أصبحت أوكرانيا، وتأثير التهديد الروسي، موضوعًا مهمًا للوسطيين وهم يحاولون صد التحدي الشعبوي من اليسار واليمين.
ولفتت الجارديان إلى أنه يمكن أن يبدو الأمر كنقطة تجمع مصطنعة فقد صوت العديد من أعضاء البرلمان الأوروبي لصالح آخر حزمة مساعدة لأوكرانيا، ولكن الارتباطات بين مصالح موسكو واليمين المتطرف، خاصة تلك الأحزاب في مجموعة الهوية والديمقراطية في البرلمان الأوروبي، يُعتبر أمرًا مثيرًا للفضول.
وأشارت إلى أنه على سبيل المثال، يسعى اليمين المتطرف في ألمانيا إلى إعادة فتح "نورد ستريم 2"، بينما يعارض الحزب القومي الجديد (توريجكنشت) مثل هذه الإجراءات. من جهة أخرى، تُعتبر الوسط أن لديها فرصة لصد الحجج مع العلم بأن التعاطف مع كييف لا يزال قويًا وأن هذه المسألة قد تقسم اليمين المتطرف، بحسب الصحيفة.
وأكدت الصحيفة أنه في نفس السياق، قام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بتسليط الضوء على الوضع في أوكرانيا في حملته الانتخابية في ليل، مشددًا على ضرورة الالتزام بالقانون الدولي لتحقيق السلام الدائم.
وأشارت إلى أن ماكرون ليس بأي حال من الأحوال الزعيم الأوروبي الوحيد الذي يميل إلى أوكرانيا للمساعدة في حشد قاعدته. وفي مختلف أنحاء أوروبا، وبطرق مختلفة وبدرجات متفاوتة، أصبحت أوكرانيا خطًا فاصلًا في هذه الانتخابات، على أمل أن تثبت أنها كعب أخيل للشعبويين.
وأوضحت أنه في لاتفيا، على سبيل المثال، اختار حزب المحافظين الجدد ليانا لانجا، الكاتبة والشاعرة اللاتفية التي قادت حركة اجتثاث الترويس على مدى العامين الماضيين، باعتبارها مرشحته الرئيسية. واختار حزب (تجديد أوروبا) إيفانا فولوتشيا، وهي أوكرانية تحمل أيضًا الجنسية البلجيكية، كمرشحة رئيسية له.
ولفتت إلى أنه في إسبانيا، كان حزب العمال الاشتراكي بقيادة بيدرو سانشيز راضيًا بالتعرض للهجوم من قبل حزب سومار اليساري داخل ائتلافه بسبب حزمة المساعدات الجديدة لأوكرانيا. وشن الائتلاف الحاكم في جمهورية التشيك هجوما ضد زعيم المعارضة أندريه بابيش بسبب تقويض دعم الحكومة لأوكرانيا من خلال طريقته وتمسكه "بالسلمية"، حتى أن وزير الخارجية، يان ليبافسكي، وصف بابيش بأنه "تهديد أمني".
وأكدت الجارديان أنه في بولندا، انتقد ائتلاف دونالد تاسك غير المستقر حزب القانون والعدالة المعارض، قائلًا إنه لا يوجد مجال للمشاعر المعادية لأوكرانيا، وأشار إلى أن الشعبويين، عندما كانوا في الحكومة، كانوا على استعداد لمهاجمة زيلينسكي لإغراء المحافظين غير الراضين عن أوكرانيا.
وذكر التقرير أن الانتخابات سلطت ضوءًا شديدا على اليمين المتطرف الألماني، إذ نفى المرشح الرئيسي لحزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف للانتخابات الأوروبية ماكسيميليان كراه، ومرشح آخر للحزب، بيتر بيسترون، الادعاءات التي تتهمهم بتلقي أموال لترويج مواقف موالية لروسيا على موقع إخباري تموله موسكو. ووافق كلاهما على وقف الحملات الانتخابية، واستقال كراه من قيادة اليمين المتطرف الألماني بعد جدل منفصل حول تصريحات قام بها حول الجيش الألماني.
وأضاف أنه على الرغم من هذا، فإن مارين لوبان، زعيمة حزب "التجمع الوطني" الفرنسي اليميني المتطرف، قد انفصلت جزئيًا عن اليمين المتطرف الألماني، لكنها ما زالت تعاني عندما تتعرض للضغط بشأن كيفية عمل "خطتها السلامية" لأوكرانيا أو علاقاتها المصرفية السابقة مع موسكو، حيث تصر على أن هذه القضايا بعيدة عن اهتمامات الناخبين العاديين.
ورأت الجارديان في ختام تقريرها أن اتباع هذه الاستراتيجية من جانب الوسطيين محفوف بالمخاطر، إذ تشير الاستطلاعات إلى أنها قد لا تكون ناجحة.