ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن الرئيس الأمريكي جو بايدن سيشهد خلال زيارته إلى فرنسا الاحتفال بالذكرى الثمانين لإنزال نورمادي في نهاية الحرب العالمية الثانية، كما سيسعى إلى التأكيد على التباين بين مواقفة ومواقف الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
وأفادت الصحيفة على موقعها الإلكتروني بأن بايدن سوف يصل إلى فرنسا اليوم الأربعاء للانضمام إلى زعماء العالم في الاحتفال بالذكرى الثمانين ليوم الإنزال في نورمادي..مشيرة إلى أن الزيارة تأتي في عام الانتخابات إذ يعتزم استغلال الفرصة بمناسبة ذكرى اتحاد الحلفاء ضد الاستبدادية، من أجل تسليط الضوء على حملته وعقد مقارنة واضحة بينه وبين ترامب..مرجحة أن يحظى بايدن بترحيب أكثر ودا في فرنسا قياسا بما حظي به ترامب.
وأشارت إلى أنه من المقرر أيضا، وفقا للبيت الأبيض، أن يلقي بايدن خطابا حول الديمقراطية والحرية بعد غد الجمعة الأمر وفي اليوم التالي سوف يلتقي بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في أول زيارة دولة له إلى فرنسا كرئيس.
وذكرت الصحيفة أن احتفالات نورماندي تقام تحت عنوان (اتحاد الدول في التضحية من أجل هزيمة الاستبداد) وهو موضوع يأخذ في الاعتبار بشكل كبير رسالة بايدن في حملته ضد ترامب إذ تردد حملة بايدن إن الرئيس السابق، الذي ينكر بلا أساس خسارته في انتخابات 2020، هو شخص استبدادي من المحتمل أن يقضي على الديمقراطية في أمريكا حال فوزه في الانتخابات المقبلة..مشيرة إلى أنه من المرجح ألا يجري الحديث بشكل علني إلى حد كبير عن هذا التناقض.
وأضافت أن بايدن حول الجدل بشأن زيارة ترامب إلى فرنسا قبل نصف عقد من الزمن والتي كانت أيضا من أجل الاحتفال بيوم نورماندي إلى هجوم منتظم، مستشهدا في ذلك بتقارير تفيد بأن الرئيس السابق كان مترددا في تكريم الجنود الأمريكيين المدفونين في مقبرة فرنسية، وبحسب ما ورد فقد وصف ترامب الجنود الذين سقطوا بـ "المغفلين" و"الخاسرين".
وقد نفى ترامب بقوة هذه التصريحات غير أن بايدن تطرق مرة أخرى إلى التقارير التي أفادت بذلك خلال حفل لجمع التبرعات في ولاية كونيتيكت أمس الأول الاثنين، ووجه بايدن أيضا انتقادات لترامب لقوله إنه سيشجع روسيا على أن تفعل "ما تريده" بأعضاء الناتو ما لم تدفع تلك الدول حصتها على الدفاع.
واستطردت الصحيفة تقول: إن بايدن يصل إلى فرنسا، في الوقت الذي يشهد فيه خلافا مع الزعماء الغربيين الآخرين حول بعض مواقفه في السياسة الخارجية، لا سيما دور الولايات المتحدة في الحروب الناشبة في أوكرانيا وغزة.
وسيناقش بايدن وماكرون "الحاجة إلى وجود دعم ثابت وطويل الأمد لأوكرانيا"، وفقا للحكومة الفرنسية لكن ذلك يأتي مع تراجع الدعم العالمي للحرب التي تقترب من ثلاث سنوات بما في ذلك داخل الولايات المتحدة.
كما تعرض بايدن لهجوم سياسي في الداخل والخارج بسبب دعمه القوي للحرب الإسرائيلية في غزة حيث ارتفع عدد القتلى هناك إلى أكثر من 36 ألف شخص، وفقا لوزارة الصحة في غزة.
ومن المرجح أن تثير زيارة بايدن مقارنات مع زيارات ترامب إلى فرنسا خلال فترة ولايته الرئاسية، وكان ترامب قد زار فرنسا قبل خمس سنوات للاحتفال بالذكرى الخامسة والسبعين لعمليات الإنزال في نورماندي وألقى خطابا كرم فيه الجنود الذين ضحوا بحياتهم في هذا المكان التاريخي.
وفي ذلك الوقت تناولت تصريحات ماكرون وغيره من الزعماء الإشادة بالمؤسسات الدولية مثل حلف الناتو والاتحاد الأوروبي لكن ترامب تحدث قليلا عن الإشادة بالتحالفات التي نشأت في أعقاب الحرب العالمية الثانية، وبدلا من ذلك تمسك بالحديث عن مبدأ "أمريكا أولا".
ومن جانبه.. قال دوجلاس برينكلي، المؤرخ الرئاسي، إن بايدن لا يحتاج إلى ذكر ترامب بالاسم لإظهار التناقض الواضح مع سلفه على الساحة الدولية.
وأضاف برينكلي: "الحديث عن الكيفية التي مات بها هؤلاء الرجال وهم يحاولون القضاء على الاستبداد، سيظهر الاستنتاج بأن ترامب أخطأ خلال زيارته لكن يتعين على بايدن أن يتجنب الخلاف السياسي وسيكون من غير المناسب على الإطلاق توجيه انتقاد مباشر لسلفه في الوقت الذي يتواجد فيه على أرض مقبرة تحظى بالاحترام".
وكان ترامب قد زار باريس في عام 2018 في زيارة قصيرة تسببت في إثارة الجدل بعد أن قرر عدم التوقف -حسبما كان مخططا- لزيارة المقبرة التي دفن فيها الجنود الأمريكيون الذين شاركوا في الحرب.
العالم
واشنطن بوست: بايدن يسعى لاستغلال احتفالات نورماندي في التأكيد على تناقض سياساته مع ترامب
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق