ألهمته القرية فتجلت في أعماله الشعرية والإبداعية هو الشاعر الكبير محمد إبراهيم أبو سنة، والذي حصل مؤخرا على جائزة النيل فرع الآداب وهو أعلى وسام للجمهورية يحمل اسم مصر. فاتخذ منها مخيلته، ومن خصوبتها شعرًا يتدفق من المشاعر البكر الفياضة، ويقول عنها: "لقد كان الفعل الإنساني والعلاقات البشرية المصدر الأول لتفتح الشرنقة في وجداني، ويعود ارتباطي الواضح بالطبيعة إلى صورة قريتي التي لم تفارق خيالي".
فقد كانت القرية الملجأ والملاذ الذي تدفقت منه سماته الشعرية، وصفه النقاد بـ القروي الثائر، أحد أهم شعراء الستينيات، فكونت القرية له ثلاثية "الوطن ، والفن ، والشعر"
إنها الثلاثية التي تمثل صخبًا مدويًا في أعماق كل نفس شاعرة تطوف في أرض الواقع، وتتوق إلى الحرية والانعتاق في فترة زمنية حرجة استحالت فيها مصر إلى ضحية، وفقدت بريقها الوضاء، ومزقتها الأطماع، وانقضت عليها النسور تلتهمها وتقتات بقاياها.
لقد نجح شاعرنا في أن يجعل من شعره وسيلة إفراغ لمحتويات نفسه الموجوعة، نتيجة معاناة مصره، فقد نشأ في أحضانها في إحدى قراها التابعة لمحافظة الجيزة، مركز الصف عام ۱۹۳۷م، لذلك يبدو تأثره الشديد بالقرية في دواوينه جميعها ؛ بداية من ديوانه الأول "قلبي وغازلة الثوب الأزرق" عام ١٩٦٥م، مرورًا بدواوينه : حديقة الشتاء ١٩٦٩م - الصراخ في الآبار القديمة ۱۹۷۳ م - أجراس المساء ۱۹۷۵ - تأملات في المدن الحجرية ۱۹۷۹ - البحر موعدنا ۱۹۸۵ - مرايا النهار البعيد ۱۹۸۷ - رماد الأسئلة الخضراء ۱۹۹۰م - رقصات نيلية -۱۹۹۳م - ورد الفصول الأخيرة ۱۹۹۷م شجر الكلام ۲۰۰۰م - موسيقى الأحلام ۲۰۰٤م - تعالي إلى نزهة في الربيع ۲۰۰۹م.