على الضفة الشرقية للنيل فى مواجهة مدينة ملوى بمحافظة المنيا تقع قرية دير البرشا التي تجمع بين عراقة الماضي وحداثة الحاضر وتتميز القرية بوجود العديد من الآثار والأديرة المسيحية البوابة رصدت أهم معالم القرية وطبيعة سكانها.
قال المفكر القبطي كريم كمال، إن دير البرشا بمنطقة عريقة في صعيد مصر تحتوي علي العديد من الآثار والأديرة المسيحية تقع شرق ملوى- محافظة المنيا و قد اطلقت كلمة البرشا على هذا المكان الذى كان جبلا ممتدا لسكنى الرهبان حيث كان يقيم القديس الأنبا بيشوى حبيب مخلصنا الصالح يسوع المسيح وهو رئيس الرهبان فى تلك المنطقة لذلك أطلقوا على المكان دير بى أرشى (دير الرئيس) وقد عاش القديس الأنبا بيشوى فى تلك المنطقة وتنيح فيها ودفن فى الكنيسة الأثرية التى تحمل اسمه حوالى 400 سنة حيث جاء إليها بعد هجومات البربر علي منطقة أديرة برية شهيت في وادي النطرون إلى أن جاء أولاده رهبان برية شيهت ونقلوه إلى وادى النطرون.
وأضاف كمال فى تصريحات خاصة لـ"البوابة"، حدث الهجوم الأول للبربر على برية شيهيت سنة 407 م. هرب الرهبان من البرية؛ ولما سأل القديس يحنس القصير الأنبا بيشوي: "هل تخاف الموت يا رجل الله؟" أجاب: "لا، لكنني أخاف لئلا يقتلني أحد البربر ويذهب إلى جهنم بسببي"، مضى الأنبا يحنس إلى جبل القلزم عند دير الأنبا أنطونيوس حيث تنيح هناك، ومضى الأنبا بيشوي إلى مدينة أنصنا (قرية الشيخ عبادة بملوي) وسكن في الجبل هناك حيث توثقت علاقته هناك بالقديس أنبا بولا الطموهي حتى طلب من الرب ألا يفترقا حتى بعد نياحتهما، وتحقق لهما ذلك وظل القديس في غربته حتى تنيح في 8 أبيب (سنة 417 م.)، وقد بلغ من العمر 97 عامًا، ودُفن في حصن منية السقار بجوار أنصنا، ثم تنيح القديس بولا الطموهي، وتولى الأنبا أثناسيوس (من أنصنا) جمع القديسين، ودفنهما معًا في دير القديس أنبا بيشوي بأنصنا (دير البرشا). وفي زمن بطريركية الأنبا يوساب الأول في القرن التاسع أُعيد الجسد إلى برية شيهيت. حاليًا بدير القديس أنبا بيشوي بوادي النطرون
وتابع يبعد دير البرشا مسافة 5ؤكم من معدية ملوى وتقع الكنيسة فى الجزء الشمالى من القرية وترجع معظم مبانى الكنيسة الحالية الى القرن 12 ميلاديا تقريبا وهى تتكون من هيكل نصف دائرى على جانبيه حجرات مستطيلة الحجرة الشمالية هى الأصلية وقد تعدل الجزء الغربى من الكنيسة بشكل يخالف القديم على الهيكل توجد كنيسة صغيرة بها ثلاثة هياكل وخورس واحد وتزين الحوائط والعقود فرسكات هندسية والكنيسة الحالية باسم الأنبا بيشوى وكانت تسمى دير النخلة وعلى الجبل المجاور توجد مغارات المتوحدون الأقباط الذين تظهر ٱثارهم من كتابات صلبان باللون الأحمر واستعمل بعضها ككنائس وذلك واضح من الحنيات الشرقية كما فى الكنيسة الأثرية بالدور العلوى مدفن لأحد الآباء البطاركة البابا يوأنس ال67 الذى تنيح أثناء إحدى الرحلات الرعوية فى النيل وكان بالقرب من هذا المكان فصلى عليه ودفن فى هذا الدير ( دير البرشا).
وأشار كمال إلى أن دير البرشا ذكر في كتابات كثير من الرحَّالة والعلماء والباحثين منهم: J. M. Vansleb (١٦٧٧-١٦٧٨)،
E.F. Jomard (١٨٢٢-١٨٢٦
. Jullien (١٨٩٤)
J. Cledat (١٩٠١-١٩٠٢)
إيفيلين وايت E. White (١٩٣٢)،
S. Clarkes (١٩١٢)
H. Munier (١٩٤٠)
واستطرد كمال يعتبر من أهم أديرة وكنائس البرشا دير القديس يحنس القصير الشهير (أبو يحنس) ويقع على الضفة اليمنى من نهر النيل في قرية دير أبوحنس الواقعة إلى الشمال من دير البرشا بخمسة كيلومترات،ترجع تسمية دير أبو حنس بهذا الاسم في الأصل نسبة إلى القديس يحنس القصير.
وقد أشار المؤرخ تقي الدين المقريزي إلى هذا الدير من أهم الآثار المسيحية حيث أطلق عليه اسم دير أبوالنعناع، كما يحتوي الدير علي مجموعة نادرة من المخطوطات المختلفة حيث برع رهبان الأديرة القبطية في كتابة وتزيين المخطوطات بأحجامها المختلفة بدقة ومهارة فائقة لتدوين تفاصيل التاريخ الكنسي والليتورجية والرهبنة القبطية وحياة الآباء بطاركة الكنيسة المصرية وتنوعت زخارف هذه المخطوطات لتتضمن كثير من الموضوعات الدينية المقتبسة من العهدين القديم والجديد إضافة إلى الأشكال الآدمية والحيوانية وأشكال الطيور وبعض الزخارف النباتية والهندسية والمعمارية والرموز المسيحية. أما اذا تحدثنا عن القديس يحنس القصير (أبو يحنس) فهو الأنبا يوحنا القصير أو الأنبا يوأنس القصير أو الأنبا يحنس القصير أو يحنس القزم، القس ببرية شيهيت. هو بخلاف أنبا يوأنس قمص شيهيت الذي من القرن السابع، وأيضًا خلاف يحنس كاما الذي من القرن التاسع والقديس يحنس القصير هو الأخ الروحي للقديس أنبا بيشوي، وقد تتلمذ كلاهما على يدي القديس الأنبا بموا القمص بشيهيت وتكشف لنا سيرة هذا العظيم بين آباء البرية بوضوح عن الخط الروحي لحياة الراهب الذي يترك العالم لا كرهًا فيه بل عشقًا في الله.
فقد انسحب قلب أبينا إلى السماويات وانشغل بالإلهيات. وفي هذا كله لم يكف عن العمل اليدوي لكي يقدم بالحب ما أمكنه للأخوة المحتاجين. ومع سموّه الروحي الفائق كان متواضعًا ومطيعًا.
هكذا ارتبط قلبه بالله واهب الحب والتواضع والطاعة ووُلد هذا القديس سنة 339 م. ببلدة طيبة بالصعيد من عائلة فقيرة، وكان أبواه تقيين جدًا وكان له أخ أكبر، صار فيما بعد راهبًا فاضلًا أيضًا. شعر يوحنا بالدعوة السماوية وهو في الثامنة عشر من عمره، فقام لفوره وذهب إلى القديس بموا، ورجا منه أن يتخذه تلميذًا له.
وإذ رأى الأنبا بموا حداثة سنّه طلب منه التريّث لعلّه لا يحتمل الجهاد وشقاء الحياة النسكية، ولكن يوأنس أجابه أنه على استعداد لطاعة معلمه في كل ما يأمره به. صلى الأنبا بموا وصام ثلاثة أيام قبل أن يقبله، وبعد هذه الأيام الثلاثة ظهر له ملاك الرب وقال له: "نِعْم ما فعلت بقبولك الشاب يوأنس تلميذًا، لأنه سيكون أبًا لجماعة كثيرة، وسيخلص كثيرون بسببه". فرح الأنبا بموا بهذه الإشارة الإلهية فرحًا عظيمًا ثم صلى وصام ثلاثة أيام أخرى ثم ألبس يوأنس الإسكيم `cxhma، وكان ذلك في عام 357 م
الطبيعة السكانية.. المسلمون والمسيحيون نسيج واحد
فرقة بانوراما برشا شاركت في فيلم رفعت عينى إلى السماء الفائز بجائزة مهرجان كان و فيلم ريش
تعتبر قرية دير البرشا وهى "إحدى القرى التابعة لمركز ملوى بمحافظة المنيا فى جمهورية مصر العربية، حسب إحصاءات سنة 2006، بلغ إجمالى السكان فى دير البرشا 14297 نسمة، منهم 6996 رجلا و7301 امرأة" و تقع قرية دير البرشا على بعد 40كم جنوب مدينة المنيا وعلى الضفة الشرقية للنيل فى مواجهة مدينة ملوى ويحدها من الشمال منطقة آثار الشيخ عبادة وهى جبانة الإقليم الخامس عشر من أقاليم مصر العليا فى الدولة القديمة والدولة الوسطى، واختارها بعض ملوك الدولة الحديثة لاستخدمها كمحاجر للحجر الجيرى لبناء معابدهم فى عاصمة الإقليم "خمنو" الأشمونين واستخدمت المنطقة فى العصر القبطى من قبل الرهبان وتختلف قرية دير البرشا عن البرشا.
وقال مايكل سمير موسى أحد سكان قرية البرشا : قرية البرشا بمركز ملوي شرقها الجبل وغربها النيل والتعداد السكاني حوالي ٦٠ ألف نصفها مسيحي والنصف الآخر مسلم ونسبة التعليم تصل لـ٨٠ % ولا يوجد لدينا قصور ثقافة في القري وبجوارنا قرية نزلة البرشا وسكانها مسلمون وبعدها قرية دير البرشا وهذه جميع سكانها مسيحيون.
وتابع “ مايكل “ فى تصريحات خاصة لـ”البوابة نيوز”، قرية دير أبوحنس أيضا سكانها يدينون بالديانة المسيحية وبعدها قرية الشيخ عبادة وسكانها مسلمون وهذه هى أسماء الخمسة قرى والتى توجد شرق النيل والبرشا هى القرية الوحيدة اللي تشمل مسلمين ومسيحيين؛ و فرقة بانوراما برشا من قرية البرشا والفرقة عدد المشتركين فيه أكتر من الذين شاركوا في فيلم رفعت عينى إلى السماء الفائز بجائزة مهرجان كان وفيلم ريش بطولة دميانة نصار الذى تم اختيارها من بانوراما برشا أما هايدي سامح التى شاركت في فيلم رفعت عيني للسماء هذه هى ابنتها وبالنسبة لقرية البرشا تشتهر بتجارة الجبنةروأغلبية سكانها يزرعون ويعملون بتربية الحيوانات .