يمر اليوم أكثر من 40 عامًا على وفاة أحد عمالقة الزمن الجميل الفنان محمود المليجى، الذى رحل في مثل هذا اليوم الموافق 6 يونيو من عام 1983 بعد رحلة طويلة مع الفن والحياة، كان واحدًا من الفنانين الذين خلدوا أسماءهم فى سجلات الإبداع والرواد، حيث حصل على لقب "شرير السينما المصرية وأنتوني كوين"، لتبقى أعمالهم في ذاكرة ووجدان الملايين من كل الأجيال.
قدم الفنان الراحل محمود المليجي شخصيات مؤثرة، لكنه كان بارعًا في أداء أدوار الشر لدرجة تجعل المشاهد يتخيل أنه شرير في الحقيقة مثلما حدث في فيلم "أمير الانتقام"، ولكنه برع أيضًا في أدوار الخير ومعاناة الفلاح المصري الذي جسده في دور محمد أبو سويلم في فيلم "الأرض".
بداية الفنان الراحل محمود المليجي الفنية
بدأ الفنان محمود المليجي حياته الفنية فى بداية القرن الماضى، وانضم إلى فرقة الفنانة فاطمة رشدي حيث كان يؤدى الأدوار الصغيرة، ونجح في إثبات موهبته التمثيلية وتم ترشيحه لبطولة فيلم اسمه "الزواج على الطريقة الحديثة" بعد أن انتقل من الأدوار الصغيرة في مسرحيات الفرقة إلى أدوار الفتى الأول، إلا أن فشل الفيلم جعله يترك الفرقة وينضم إلى فرقة رمسيس الشهيرة، حيث عمل فيها ابتداءً في وظيفة ملقن براتب قدره 9 جنيهات مصرية.
محمود المليجي وفريد شوقي ثنائي فني متميز
كون الفنان الراحل محمود المليجي مع وحش الشاشة فريد شوقي ثنائيا فنيا متميزا، وأشهرها "أبو الدهب وفتوات الحسينية والنمرود والفتوة وأبو حديد وسوق السلاح ومطلوب زوجة فورًا والزوج العازب وابن الحتة والرعب ودلع البنات وابن الشيطان وعصابة الشيطان وهارب من الأيام وشادية الجبل وفتاة الميناء والنشال والمصيدة وعبيد الجسد والعملاق وسواق نص الليل ورصيف نمرة خمسة".
وقال فريد شوقي في إحدى لقاءاته التليفزيونية عن الفنان الراحل محمود المليجي قائلًا: "كان شخصًا طيبًا ومنطويًا وخجولاً بشكل كبير، بالرغم من أدوار الشر التي قدمها في كافة أعماله، له علاماته التي لا مثيل لها في السينما المصرية، وهو فنان لا يعوض ولا يستطيع أحد منافسته".
رحيل محمود المليجي
توفى الفنان الراحل محمود المليجي أثناء تصوير فيلم "أيوب" وتحديدًا مشهد الموت، كأنه اندمج وذاب فى الفن حتى الموت مع الإبداع حتى آخر نفس فى حياته.
حيث كشف المخرج هاني لاشين كواليس وفاة المليجى، فى حوارات سابقة قائلًا: "قعدنا على ترابيزة بنستعد بالمكياج وطلب قهوة، وكان المفترض طبقا للسيناريو أن يوجه المليجى حديثه لعمر الشريف ويقول: الحياة دى غريبة جدًا، الواحد ينام ويصحى وينام ويصحى وينام ويشخر، وقام بخفض رأسه كأنه نائم على الكرسى، وأصدر صوت شخير كأنه مستغرقًا في النوم".
وأضاف: "نظر الجميع إلى الفنان الكبير بدهشة وإعجاب من روعة تمثيله، وقال له عمر الشريف، "إيه يا محمود خلاص بقى اصحى"، وكانت المفاجأة أن المليجى لفظ بالفعل أنفاسه الأخيرة".