حفظ التاريخ أسماء سيدات فضليات وزائرت للبيت الحرام أثرن بزيارتهن وبأعمالهن في تاريخ الحج عبر سنوات الإسلام، منهن أول من أمرت بكسوة الروضه الشريفة ومنهن أمرت بحفر النهر وبئر لسقاية الحجاج، وقد أردن بذلك وجه الله تعالى، فأصبح هؤلاء السيدات الصالحات قدوة لنا عبر التاريخ، وعلى المسلمين تذكرهن وتذكر أعمالهن الصالحة، وفي تلك الأيام المباركة تبرز “البوابة نيوز” ما قدمته كل سيدة من أعمال لا تنسى عبر التاريخ.
زوجة المهدي
زوجة المهدي هي" الخيزران " زوجها أمير المؤمنين المهدي الخليفة العباسي، عرفت بأنها سيدة جليلة القدر بكونها زوجة الخليفة، كانت صاحبة رأ ي رشيد إذ كان يأخذ برأيها في كل الأمور فضلا عن أنها كانت تميل دومًا للأعمال الصالحة، كبناء المساجد وإطعام اليتامى، واختتمت هذه الأعمال الصالحة بحجها إلي البيت الله الحرام، إذ تهيأت بموكبها لزيارة البيت الحرام .
وفي هذه الزيارة قامت بعملين أثناء حجها، إن دلا على شيء فإنما يدلان على عظيم حبها وإيمانها وتقربها من الله، ويتجلي عملها في أنها أمرت وهي بمكة خدامها بشراء الدور المحاطة دار الأرقم وهو "اول بيت اجتمع فيه المسلمون للصلاة" لإعادة بنائه، وأمرت بإحاطته بأسوار لمن يريد أن يمكث فيه من الحجاج للراحة بعض الوقت بمكة قبل الذهاب للمدينة، وأطلقت عليه “دار الخيزران” وأمرت بأن يسجل اسمها عليه، ثم انتقلت إلى المدينة المنورة لمتابعة الحج متجهة لزيارة صاحب الروضة الشريفة (صلى الله عليه وسلم).
كما أمرت بمن يعمل لديها بأن يكسو الحجرة الطاهرة بستائر حريرية مرصعة بالألوان الزاهية وفعلا نفذوا الفكرة، وعلى هذا صارت أول من فكر في كسوة الحجرة الشريفة ذلك “الخيزران” وبذلك قد قدمت أعمالًا لا تنسى في تاريخ الحج أرادت بها التقرب لله الواحد الأحد ذلك عن الخيزران، وهناك
زبيدة زوجة الرشيد
تردد اسمها في كتب التاريخ وأشهرها كتاب "المرأة العربية" لعبد الله عفيفي اذ يتحدث عن ما قدمته من أعمال صالحة في الحج أرادت بها التقرب لله زلفي، وهذه الأعمال من أهمها انها عزمت على ان تأمر خدامها بأن يأتوا بأكبر مهندسي الدول العربية آن ذاك لحفر نهر جار يتصل بمساقط المطر ليكون ملاذًا للحجاج بعد المشقة ووعورة الطريق، إذ أنه لم يأتِ لخاطر أحد هذه الفكرة منذ عهد إسماعيل صلوات الله عليه ومنذ عهده.
رواضتها تلك الفكرة كما بين "عبد الله عفيفي في كتابه “المرأة العربية” بسبب انها لاحظت في حجها بأن أهل مكة لم يكن لديهم مناهل يجود بها المطر والآبار تفيض بالماء وبسبب ذلك كان الحجاج فضلا عن مشقتهم في الحج يحملون قِربًا من الماء حتي يرووا ظمأهم ففكرت بأن يكون لها أثر في حجها وعمل تتقرب به إلى الله فأمرت خدامها بأن يحضروا كل المهندسين من كل أطراف الأرض آن ذاك لحفر نهر فأكدوا لها أن هذا العمل سيتكلف الكثير والكثير من الأموال فصممت وأمرتهم بالحفر مرددة كلمتها الخالده “اعمل ولو كلفك ضربة الفأس دينار” موجهة حديثها لكبير المهندسين وعنها مع الوقت اتجه المهندس ومن معه إلى الحفر إذ حفروا النهر بداية من جبال "طاو" إلي شمال عرفات وقد حفر بمدى خمسة وثلاثين كم من مكة وصار ممرًا عظيمًا بين الصخور لا ينتهي "بمني" وينحدر منه خزان عميق سموه "بئر زبيده “ وصار آن ذاك منذ ذلك الوقت بئرًا يسري فيه الماء في فرعين يذهب أحدهما إلي عرفات وينتهي الآخر إلي مسجد “نمرة” وحتى لا يضيع باقي الماء ويزيد عنه خصصت بِركة عُرفت ببركة ”ماجن "محاطة بالزروع والزهور .