في أحد أكبر مراكز تحصيل الضرائب في محافظة تعز باليمن، اندلعت معركة ملحمية بين الألوية التابعة لحزب (الإصلاح) وهو "ذراع الإخوان " والمحصلين الرسميين، لضريبة مبيعات نبتة القات، وبين المواطنين، وقدرت بعض الصفحة المحلية هناك أن وصل حجم الضرائب التي حياتها الإخوان من القات باكثر من 100 مليون ريال.
إذ استولت الألوية العسكرية على عدة أطقم عسكرية، وطردت المحصلين الرسميين بالقوة، ومن بين هؤلاء المحصلين، كان المتعهد عبده أحمد الجابري، الذي أبلغ عن تعرضه للاحتجاز في الشرطة العسكرية دون سبب قانوني.
وفي شكواه لمدير عام مكتب ضرائب محافظة تعز، طالب الجابري بإخلاء مسؤولياته عن عملية التحصيل وتوريد الضريبة، مؤكدًا أهمية اتخاذ الإجراءات القانونية حيال هذا الانتهاك.
و هذه المعركة ليست مجرد مواجهة بين الألوية والمحصلين، حيث كشفت مواقع إخبارية عن تغيير متعهد ضرائب القات الجابري، وإبرام عقد لمتعهد جديد، و كشف حجم الفساد ونهب الإيرادات، وثراء المسؤولين بالسلطة المحلية في محافظة تعز التابعة للإخوان .
والإيرادات الهائلة من ضريبة القات توزع بين السلطة المحلية وصندوق النشء والشباب ومصلحة الضرائب ومسؤولين نافذين، والفارق بين الحصيلة الفعلية وما يتم توريده يذهب إلى جيوب الفاسدين.
مع العلم أن أهل اليمن يعتبرون عشبة القات منشطة و لا يوجد جرم في اليمن في بيعها أو التجارة فيها أو حتى تناولها، وكل ذلك يتم بعلم المسؤولين.
ما هو القات؟
القات يعتبر أحد النباتات المخدرة و المنبهة والمنشطة وينمو في منطقة شرق أفريقيا واليمن، ويُستخدم القات بشكل كبير في اليمن، كما أنه يحتوي على مادة شبه قلوية تُسمى الكاثينون، وهذه المادة مشابهة للأمفيتامين من حيث التأثير.
أهميته بالنسبة لتعز
تحتل نبتة القات مكانة مهمة في تعز وتشكل هناك جزءًا من الثقافة والاقتصاد، إذ يُعتبر القات مصدر دخل رئيسي للمزارعين في تعز، و يحظى بطلب كبير ويمكن للمزارعين قطفه بشكل متكرر، مما يجعله مربحًا بشكل سريع.
إضافة لذلك هو يُستخدم بشكل شائع في الاجتماعات والمناسبات الاجتماعية، مثل الأفراح والمآتم.
كما يعتبر جلسات تناول القات فرصة للتواصل وتقوية العلاقات الاجتماعية، بالنسبة لهم وثقافتهم هناك.
وكشف الصحفي مرزوق ياسين، أن مسؤولين في مدينة تعز، تورطوا في رشاوي بعشرين مليون ريال، لتنفيذ حملات اعتقالات ضد باعة نبتة القات.
وقال الصحفي ياسين في منشور على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك: " ان هناك 20 مليون ريال دفعت كرشاوي لمسؤولين في تعز ، من اجل تنفيذ حملات و ملاحقات واعتقالات تستهدف المقاوتة في المدينة" .
وعلل ذلك ب:" لإجبارهم الدخول في مشروع مرباع 22 مايو الذي دشنته سلطة الجبايات مؤخرا بمناسبة عيد الوحدة، وكانت السلطة المحلية في مدينة تعز الخاضعة لسيطرة جماعة الإخوان، قد افتتحت في ذكرى مناسبة قيام الوحدة اليمنية 22 مايو، سوق ديلوكس لبيع القات".