يترقب عشاق الفلك اليوم الاثنين حدثًا فلكيًا نادرًا لا يتكرر سوى مرة واحدة في العمر، وهو ظاهرة "اصطفاف الكواكب"، التي يمكن مشاهدتها بوضوح في سماء الدول العربية. ستشهد السماء اصطفاف 6 كواكب في خط واحد، يليها القمر، في مشهد فلكي فريد يمكن رؤيته بالعين المجردة.
ماذا تعني ظاهرة اصطفاف الكواكب؟
تحدث ظاهرة اصطفاف الكواكب عندما تصطف مجموعة من الكواكب في النظام الشمسي على خط واحد كما يُرى من الأرض. في هذا الحدث النادر، ستصطف الكواكب عطارد، المريخ، المشتري، زحل، أورانوس، ونبتون، ويلحق بها القمر. هذا الاصطفاف يوفر فرصة مميزة لعشاق الفلك للاستمتاع بمشاهدة تناغم حركات الكواكب.
كيفية مشاهدة الظاهرة في الدول العربية
بحسب خبراء الفلك، يمكن للمواطنين في الدول العربية رؤية هذه الظاهرة بوضوح. يُنصح بمراقبة السماء من الشرق إلى الجنوب الشرقي قبل حوالي ساعة من شروق الشمس في موقع ذي أفق منخفض للغاية. سيكون المريخ وزحل مرئيين بالعين المجردة، بينما يمكن رؤية نبتون وأورانوس باستخدام منظار أو تلسكوب.
ترتيب الكواكب في السماء
ستصطف الكواكب في ترتيب قطري عبر السماء، حيث سيظهر كوكب زحل في الأعلى، يليه نبتون، ثم المريخ وأورانوس وعطارد، ويبدو المشتري الأقرب إلى الأفق. يقول جريجوري براون، عالم الفلك في المرصد الملكي في غرينتش: "حاول النظر من الشرق إلى الجنوب الشرقي قبل حوالي ساعة من شروق الشمس في موقع ذي أفق منخفض للغاية". وأشار براون إلى أن المريخ وزحل سيكونان مرئيين بالعين المجردة، في حين أن نبتون سيتطلب استخدام منظار أو تلسكوب لرؤيته.
تحديات رؤية بعض الكواكب
قد يكون من الصعب رؤية كوكب المشتري والزهرة وأورانوس نظرًا لقربها من الشمس، مما يصعب رؤيتها في شفق الصباح. وأوضح إيان أونيل، مسؤول التواصل العلمي بين ناسا ومختبر الدفع النفاث، أنه حتى في الظروف المثالية، فإن أورانوس قاتم للغاية ويصعب اكتشافه.
سبب حدوث الظاهرة
لتفسير هذه الظاهرة، يقول براون: "من المفيد أن نفهم بنية النظام الشمسي". وأضاف: "الكواكب في النظام الشمسي، بما في ذلك الأرض، تدور جميعها حول الشمس في منطقة رقيقة بشكل ملحوظ على شكل قرص من الفضاء". وهذا يعني أنه عندما تبدو الكواكب قريبة من بعضها البعض في السماء، فإنها تظهر في خط مستقيم تقريبًا.
استمرار الظاهرة وتوقعاتها المستقبلية
من المتوقع أن يستمر هذا المشهد الفلكي النادر حتى أواخر يونيو الجاري. وذكرت وكالة الفضاء الأميركية "ناسا" أن أفضل الأوقات لمشاهدة الظاهرة ستكون مع شروق الشمس، بشرط أن تكون السماء صافية. وأشارت الوكالة إلى أن العرض المثالي سيكون يوم التاسع والعشرين من يونيو.
تأثير الظاهرة على الأرض
أكد خبراء الفلك أنه لا يوجد تأثير لهذه الظاهرة على حياة الناس، إذ إن الكواكب بعيدة جدًا عن الأرض وتأثير جاذبيتها يكاد يكون معدومًا.
نصائح لمشاهدة الحدث
ينصح بأخذ الظروف الجوية المحلية والتلوث الضوئي في الاعتبار عند التخطيط لمشاهدة هذا الحدث. إذا لم يكن لديك فرصة لرؤية هذا العرض الفلكي، فلا تقلق، فهناك محاذاة أخرى متوقعة في أواخر أغسطس، والعديد منها متوقع في عام 2025.
يمكنك استخدام أدوات عبر الإنترنت مثل "تايم آند دايت" و"ستلاريوم"، أو تطبيق "سكاي تونايت" على الهواتف المحمولة، للعثور على تواريخ وأوقات العرض بناءً على مكان وجودك في العالم.