قالت الإعلامية داليا عبدالرحيم، رئيس تحرير “البوابة”، ومساعد رئيس قطاع القنوات الإخبارية بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية لملف الإسلام السياسي، إن التنظيمات الإرهابية بفضل إجادتها استخدام التكنولوجيا الحديثة، تستخدم هذه التكنولوجيا للدفاع عن قضيتها الباطلة، ونشر فكرهم المتطرف والعنيف، وتعمل على تخطيط وتنفيذ أبشع المخططات الإرهابية في شتى دول العالم، كما أنها تعتمد عل "القرصنة" التي تلعب دورًا مهمًا في اختراق مواقع التواصل الاجتماعي، وبث الرعب في نفوس غير المناصرين والمناهضين لأفكار تلك التنظيمات، عن طريق استخدام الأنظمة المتطورة لإحداث أكبر قدر ممكن من الضرر، حتى وإن كانت تفتقر تلك التنظيمات الإرهابية إلى الخبرة، إلا أنها تستطيع شراءها من خلال الشبكة الخفية؛ حيث تتوفر أدوات الإجرام الإلكتروني.
وأضافت “عبدالرحيم”، خلال تقديمها برنامج “الضفة الأخرى”، المذاع عبر فضائية “القاهرة الإخبارية”، أنه إذا كانت شبكة الإنترنت السطحي مَيدانًا خِصبًا لنشر الأفكار الإرهابية؛ لتوافر آلاف المواقع والمنتديات التي تروج للفكر الإرهابي، لكن لهذه الشبكة مخاطر كبيرة على الإرهابيين تتعلق بالسرِّية وإخفاء الهُويَّة. إذ إن الكثير من مواقع الشبكة الإرهابية ووسائل التواصل الاجتماعي تراقبها وكالاتُ مكافحة الإرهاب، وغالبًا ما تُغلَق أو تُخترَق، فيلجأ الإرهابيون إلى التواصل بسرِّية باستخدام شبكة الإنترنت المظلم «Dark Web»، فما يستعمله معظم الناس هو شبكة الإنترنت السطحي المفهرسة، ولا يمكن لكل مستخدمي شبكة الإنترنت الوصول إلى الأجزاء الخفية المعروفة باسم شبكة الإنترنت العميق «Deep Web» التي تُخفي في أعماقها محتوًى خاصًّا، تُسمى شبكة الإنترنت المظلم.
وأوضحت أن الإنترنت السطحي: هو ما يصل إليه المستخدمون في نشاطهم اليومي المعتاد، وتكون متاحة باستخدام محركات البحث القياسية مثل: Google و Bing، ويمكن الدخول إليها باستخدام متصفِّحات مثل: Mozilla Firefox، وMicrosoft Internet Explorer، و Google Chrome، أما الإنترنت العميق «Deep Web»: يتكون من مواقع إلكترونية غير المفهرسة، ويتعذر الوصولُ إليه عبر محرِّكات البحث القياسية، وحجمُه أكبر من الإنترنت السَّطحي بـ400 أو 500 مرة، وبعضُ المواقع العميقة هي أسواق غير تقليدية، تُقدم مجموعةً خطِرة من المنتجات أو الخِدْمات؛ كالعقاقير غير المشروعة، والأسلحة، والسلع المقلدة، وبطاقات الائتمان المسروقة، والبيانات المخترَقة، والعُملات الرقمية، والبرمجيات الضارة، وبطاقات الهوية الوطنية وجوازات السفر المزورة.
وتعت: أما الإنترنت المظلم «Dark Web»: هو فرع من الإنترنت العميق، ويُتيح إنشاء مواقع إلكترونية، ونشرَ المعلومات، دون الكشف عن هُويَّة الناشر أو موقعه، أو الفهرسة بمحرِّكات البحث، ولا يمكن الوصولُ إليه باستخدام المتصفِّحات العادية. ويُستخدَم فيه مجموعاتٌ من العُقد الفردية والترميز القوي لحماية البيانات، وعرقلة تتبُّع النشاط الإلكتروني من قِبَل الحكومات وأجهزة الأمن، ويُستعمَل في ممارسة الأنشطة غير القانونية؛ كالاتجار بالمخدرات، وشراء الأسلحة غير القانونية، والتخطيط للعمليات الإرهابية، وقد يُوظف أحيانًا في بعض الأنشطة المشروعة، وإن تتبع المستخدمين في شبكة الإنترنت المظلم أصعب من تتبعهم في شبكة الإنترنت السطحي، ففي معظم الحالات لن يعرف زائر موقع onion هوية المضيف، ولن يعرف المضيف هوية الزائر، خلافًا لما يجري في شبكة الإنترنت السطحي؛ إذ ترتبط المواقع غالبًا بشركة أو موقع، ويمكن تحديد هوية الزوار ومراقبتهم بتقنيات التتبع المختلفة، مثل: ملفات تعريف الارتباط، وتسجيلات الحساب، وعناوين IP، والموقع الجغرافي.
