ونحن نحتفل بمجيء العائلة المقدسة لأرض مصر في ٢٤ بشنس أول يونيو من كل عام وهو يعتبر عيداً قومياً لكل المصريين قد يتساءل البعض لماذا جاء السيد المسيح إلى مصر ؟ وقد أجاب عن هذا السؤال كل من الباحثين القس يسطس فانوس وصديقي الأستاذ/وجيه سامي في كتابهما القيم لماذا مصر؟
١- جاء السيد المسيح إلى مصر لأنها ملجأ للأنبياء:
كثيرون من أنبياء العهد القديم جاءوا إلى مصر منهم من جاء خوفاً من جوع ومنهم من سمع الأمر الإلهي الصادر إليه بالنزول إلى أرض مصر ومنهم من بيع إلى أهلها ومنهم من جاء هارباً خوفاً من قتل أو موت وكانت مصر لكل هؤلاء ملجأ وملاذا وحصنا وشبعا وسرورا ومن هؤلاء إبراهيم أبو الآباء ويعقوب إسرائيل ثم جاء بعد ذلك يوسف والأسباط عاشوا في أرض مصر وموسى النبي الذي تعلم بكل حكمة المصريين ومريم وهارون يولدان بمصر وأرميا يتنبأ في مصر وسليمان الملك يتزوج من مصر وآخرون جاءوا إلى مصر منهم هدد الأدومي الذي تزوج منها يربعان بن نباط الذي هرب من بطش سليمان حتى الأنبياء الذين لم يأتوا إلى مصر في حياتهم جاءوا إليها أجسادا ليباركوها مثل أليشع النبي ويوحنا المعمدان في دير القديس أبو مقار ودانيال النبي الذي بكنيسة القديس يوحنا المعمدان ودانيال النبي بالإسكندرية.
٢- جاء السيد المسيح إلى مصر ليعطي للمصريين عربون المصالحة:
الله في العهد القديم أنزل على المصريين ضربات عديدة وأنزل بهم ويلات كثيرة ولكن الله رجع وسامح وغفر وبارك أرض مصر إن الغرض من سخط الرب وغضبه أن يحول الشعوب إلى كنيسة واحدة لتدعوه بشفاه الحمد ويعبدوا الرب بروح واحدة أنه يؤدب لكي يرد كل واحد إلى ميراثه وهكذا جاء الرب إلى مصر في القديم ليضربها ضربة الشفاء يسمح الله بضربها أي بتأديبها عن الضعف الذي فيها لكي تكتشف ذاتها وتدرك حاجتها إلى المخلص فترجع إليه لتجده الطبيب القادر وحده أن يشفي جراحات النفس ويرد لها سلامها جاء إلى مصر وضرب أوثانها ليجد المصريون فيه وحده سر شفائهم.
٣- جاء السيد المسيح إلى مصر لأن حكماء مصر تنبأوا عن المسيح:
ما أن سمع وادامون الأرمنتي أول شهيد على اسم السيد المسيح في أرض مصر أن الطفل يسوع وأمه نزل أرض مصر تطلع لرؤية المسيا فرآه في الأشمونيين وسجد له وتبعه وأخبر الأصدقاء عنهم من أين عرف ودامون المسيح وكيف انتظره ليراه ويسجد له عارفا أنه هو مخلص العالم ؟ إن المصريين قد لمحوا شبه السماويات وظلها فجاء الكثير من تعاليمهم متوازيا مع الناموس الذي قيل عنه أنه ظل الخيرات العتيدة أهتم المصريون بالمعرفة الروحية وأقيمت مدرسة الإسكندرية لهذه الغاية ونجد أن الحكيم نيفره الذي وجد في سنة ٢٠٠٠ ق م قال: "ستتهلل الناس في وقته ابن الإنسان الذي سيكون اسمه إلى أبد الآبدين وسيعود البر إلى مكانه ويلقي بالشر خارجا.
٤- جاء السيد المسيح إلى مصر لأنها مصدر الإشعاع العلمي ومعلمة الأمم :
لأن لمصر أثرا عظيماً على فكر حضارات الشرق القديم عموماً كم كانت عظيمة حكمة المصريين في الشرق القديم والعقلانية أصلا تقليد مصري أخذه فلاسفة الإغريق عن المصريين وعلى التوحيد المصري والعقلانية المصرية أقامت حضارة البحر الأبيض المتوسط منذ قدم الزمن إلى يومنا هذا وكانت عائلات الشرق القديم ترسل أبنائها إلى مصر للتعلم حسب التقاليد المصرية أن تأثير الديانة المصرية لم يكن مقتصراً على القطر المصري والمقاطعات المصرية فقط بل امتد إلى كثير من البلاد المجاورة مثل كريت وأوروبا وفلسطين وفينيقية وبيبلوس والكثير من البلاد.
٥- جاء السيد المسيح إلى مصر ليطرد الشيطان المقيد فيها:
جاء في سفر طوبيا قصة يجب أن نتأمل لنعرف أن مجيء السيد المسيح له المجد إلى مصر كان مجيئا لازماً لخلاص أبناء مصر من أسر الشياطين وعبوديتهم المرة والقصة ذكرت في (طوبيا ٨ : ٢- ٣) عن تقييد الشيطان أزماداوس في أعالي مصر أي في الصعيد فما أن صعد الدخان وشم الروح الشرير رائحته حتى هرب إلى أقاصي مصر العليا قيده الملاك يتضح أن رائحة الكبد الموضعة على النار جعلت الشيطان ينفر منها وجعلته يقيده في أقاصي مصر ويتضح لنا أن مجيء المسيح إلى مصر إلى بريتها ليصارع فيها الشيطان الحية القديمة ويهزمه هناك ويحل مكانه آباء البرية القديسين الذين تعطر تراب مصر بصلواتهم ونسكهم فخرجت من مصر فكر الرهبنة الذي علم العالم كله
٦- جاء السيد المسيح إلى مصر لأن في مصر صلب المسيح بالرمز:
في سفر الخروج إصحاح ١٢ كلم الرب موسى وهارون في أرض مصر وأعطاهم أمرا أن يذبحوا خروف الفصح حدد لهم كيف ومتى يذبحون وجاء في سفر الرؤيا 8" وَتَكُونُ جُثَّتَاهُمَا عَلَى شَارِعِ الْمَدِينَةِ الْعَظِيمَةِ الَّتِي تُدْعَى رُوحِيًّا سَدُومَ وَمِصْرَ، حَيْثُ صُلِبَ رَبُّنَا أَيْضًا. "(رؤ ١١ : ٨ )يعلن لنا القديس يوحنا أن المسيح قد صلب بالرمز في مصر وعجيب حقا أن يرى يوحنا الرسول وهو في عمق استعلان أسرار الله أن الفصح الذي تم في مصر يحمل صورة نافذة لصلب المسيح كأمر مقضي به على الأرض.
٧- جاء السيد المسيح إلى مصر لأن هيرودس مزمع أن يطلب الصبي ليهلكه:
واختار السيد المسيح مصر لأنها لم تكن تحت حكم هيرودس لم تخضع له إداريا بل كانت ولاية مستقله في الحكم.
٨- جاء السيد المسيح إلى مصر لأنها خلت من بعض العيوب الموجودة في الشعوب الأخرى:
ولأن موسى النبي تهذب بكل حكمة المصريين وكان مقتدرا في الأعمال وفي الأقوال فإن المصريين تعلموا بالأقوال والأفعال قد تجنبوا العيوب الموجودة في حياة الشعوب الأخرى منها تقديم الذبائح البشرية و تعدد الزوجات ووأد البنات لم يشترك المصريون في تقديم ذبائح بشرية مثل باقي الأمم فالمصريون لم يقدموا ذبائح بشرية وهناك أسطورة عروس النيل وتم ذكر عروس النيل أول ما ذكر كان مع دخول العرب مصر كان أول من كتب عن هذه القصة كان هو ابن عبد الحكم في كتابه "فتوح مصر والمغرب" قد اعتمد ابن عبد الحكم على كثير من الخرافات التي أوردها في كتابه وكثير من الأساطير غير مرتبة تاريخياً
شريعة الزوجة الواحدة المرأة في مصر الفرعونية قد نالت ما لم تنله أي امرأه أخرى في ذلك العصر في أي حضارة كانت قائمة فالمرأة في مصر كانت الأم والزوجة والملكة ولكل واحدة من هؤلاء مكانتها واحترامها ومهابتها
ونجد الحكيم بتاح حتب يوصى ابنه قائلاً :"يا ولدي إذا كنت عاقلاً فأسس لنفسك بيتاً وأحب زوجتك من قلبك املأ بطنها وأكس ظهرها وأشرح صدرها إياك أن تقسو عليها إن القسوة خراب للبيت الذي أسسته فهو بيت حياتك لقد اخترتها أمام الله فأنت مسئول عنها أمام الاله"
ومن العيوب التي خلت منها مصر وأد البنات حيث كانت هذه العادة منتشرة في الجاهلية قد وجد في النصوص الفرعونية ما يقدس المرأة ويحترمها" الزوجة الصالحة هي من الإله لمن يستحقها ".
٩- جاء السيد المسيح إلى مصر حيث عاش المصريون ظل السماويات:
حيث آمنوا بالتوحيد الذي يختلف عن الاثليث والتوحيد المسيحي والخلود والإله الواحد وعلامة الحياة للأبد عاشوا في اللاشعور الإيماني أو بمعنى عاشوا ظل السماويات إلى أن جاء النور الحقيقي الذي يضيء لكل من في الظلمة وقبلناه ربا وإلها ومخلصا هكذا عاش المصريون في ظل الخيرات العتيده كما جاء في أنشودة آتون المشهورة : "إنك تشرق جميلاً في أفق السماء يا أتون الحي يا بادئ الحياة إنك إذا أشرقت من جبل النور الشرقي ملأت كل بلد بجمالك ومحبتك أنك جميل أنك عظيم أنك تتلألأ عالياً فوق كل بلد إذا اشعتك تحيط بالأراضي كلها وبكل
شيء خلقته لأنك رع".
١٠ - جاء إلى مصر تحقيقا للنبوات :
1 وَحْيٌ مِنْ جِهَةِ مِصْرَ: هُوَذَا الرَّبُّ رَاكِبٌ عَلَى سَحَابَةٍ سَرِيعَةٍ وَقَادِمٌ إِلَى مِصْرَ، فَتَرْتَجِفُ أَوْثَانُ مِصْرَ مِنْ وَجْهِهِ، وَيَذُوبُ
قَلْبُ مِصْرَ دَاخِلَهَا. (أش ١٩ :١)
19 فِي ذلِكَ الْيَوْمِ يَكُونُ مَذْبَحٌ لِلرَّبِّ فِي وَسَطِ أَرْضِ مِصْرَ،
وَعَمُودٌ لِلرَّبِّ عِنْدَ تُخْمِهَا. (أش ١٩ :١٩ )
1 «لَمَّا كَانَ إِسْرَائِيلُ غُلاَمًا أَحْبَبْتُهُ، وَمِنْ مِصْرَ دَعَوْتُ ابْنِي
(هوشع ١١ :١)
مصر المباركة التي باركها السيد المسيح وتوجد حوالي ١٧ محطة لرحلة العائلة المقدسة وبارك أرضها وهواءها وسماءها ستظل محفوظه في قلبه .
البوابة القبطية
10 أسباب لمجيء السيد المسيح إلى أرض الكنانة
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق