يواصل جهاز الأمن العام التابع لمليشيات هيئة تحرير الشام الإرهابية "جبهة النصرة سابقا"، اعتقال نشطاء مدينة إدلب السورية، بتهمة التحريض ضد الهيئة وضد زعيمها "أبو محمد الجولاني"، وذلك بعدما نشر مواطن من بلدة قورقانيا بريف إدلب مقطعًا مصورًا ينتقد فيه الممارسات القمعية لمليشيات الهيئة.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، اليوم السبت، بأن عناصر الهيئة اقتادت المواطن إلى جهة مجهولة، دون معرفة مصيره.
وقبل يوم، اعتقلت الهيئة الإرهابية 3 أشخاص ممن يدعون إلى تنظيم المظاهرات، في كل من مدينتي إدلب وجسر الشغور، ومنطقة جبل الزاوية، دون معرفة مصيرهم.
ووفقا لمصادر المرصد، فإن عناصر الهيئة قطعت الطرق بين المدن والبلدات في مدينة إدلب وريفها منعًا من التقاء المتظاهرين في نقطة واحدة، وسط إجراءات مشددة باعتقال كل المؤثرين في المظاهرات.
وجدد أهالي ريف إدلب الخروج في مظاهرات مسائية ضد ممارسات مليشيا الهيئة، الاثنين الماضي، وذلك بعد قرار الهيئة بتحويل الموقوفين إلى القضاء، وهو ما رفضه الأهالي، مطالبين بوقف الاعتقالات والإفراج عن الموقوفين، وإسقاط "الجولاني" زعيم الهيئة الإرهابية.
وطالب المتظاهرون العسكريين بالتزام الحياد والوقوف مع المطالب، ورفض تصويب البنادق نحو المتظاهرين أو اعتقالهم، كما اتهموا الجولاني بأنه أداة للقضاء على الثورة، وسرقة أموال المعابر، وفرض الضرائب والإتاوات بحجة التجهيز لمعركة التحرير، بحسب ما ذكر المرصد السوري.
وتعج إدلب بعدة تنظيمات إرهابية لجأت إلى المدينة بعد هزيمتها في معارك عدة أمام قوات النظام السوري، وبدورها تمارس عنفا داخليا ضد بعضها البعض، وعنفا ضد المواطنين المدنيين الذين خرجوا في مظاهرات بصورة يومية، منذ مدة، يطالبون بسقوط "أبو محمد الجولاني" زعيم الهيئة، الذي يفرض قيودا صارمة وقمعية على المواطنين.
وباتت الهيئة الإرهابية في مرمى الأسئلة والشكوك خاصة بعد مقتل أبو ماريا القحطاني، الذراع اليمنى للجولاني، في تفجير استهدف محل إقامته، وهو المتهم الرئيسي في تكوين خلية للتخابر لصالح الولايات المتحدة الأمريكية، وقد حذرت الهيئة من تنال القضية على وسائل التواصل، وحددت إقامة جبرية للمتهم واعتقال أفراد آخرين.
وفي السياق، نفذت الهيئة عملية أمنية، الخميس الماضي، ضد خلية تابعة لتنظيم داعش الإرهابي، أسفرت عن مقتل عنصر من الخلية وإصابة آخر واعتقال 3 آخرين متهمين بالانتماء لتنظيم الدولة الإسلامية، واغتيال أبو ماريا القحطاني في مقره بريف إدلب قبل شهرين.