بعد مرور ما يقرب من أسبوعين على العرض العالمي الأول لفيلم علي عباسي "The Apprentice" بمهرجان كان السينمائي، وهو قصة صعود لاذعة عن دونالد ترامب في مرحلة شبابه، لا يزال العمل بدون موزع سينمائي لعرضه في الولايات المتحدة الأمريكية، على الرغم من تقييماته النقدية الإيجابية عقب عرضه الأول، وطاقم النجوم الذي يضم أسماء هامة، مثل: سيباستيان ستان، وجيريمي سترونج.
جزء من تخوف استديوهات هوليوود للاستحواذ على واحد من أهم عناوين مهرجان كان، يعود إلى قصة الفيلم التي تركز على علاقة دونالد ترامب بمعلمه السابق، المحامي المكيافيلي والمصلح السياسي روي كوهن، الذي خاض وخسر دعوى قضائية بقيمة 100 مليون دولار نيابة عنه في السبعينيات. ويتناول العمل موضوعات تشمل السلطة والفساد والخداع، ويتعمق في العلاقة والصفقة الفاوستية بين ترامب وكوهن، المدعي العام لمدينة نيويورك، والذي كثيرًا ما يُذكر لعمله مع السيناتور جوزيف مكارثي خلال فترة الذعر الأحمر الثاني.
"The Apprentice".. بين الحجب ورؤية النور
ووفق تقرير نشره موقع “فارايتي”، تشير مصادر قريبة من دوائر عقد الصفقات أن هناك العديد من المشترين المحتملين يمثلون كلاً من الموزعين المسرحيين والقائمين على البث المباشر، وتستمر العروض الجديدة في التدفق. لكن أحد هذه المصادر كشف أن أياً من الاستوديوهات الكبرى لم تقدم عطاءات، بما في ذلك استديو “Searchlight” المملوك لشركة "ديزني" أو “Sony Pictures Classics” أو “Focus” المملوكة لشركة “يونيفرسال”. حتى أن بعض الموزعين المستقلين الأكثر جرأة مثل “Neon”، التي أصدرت فيلم عباسي الأسبق "Border"، لم يعرضوا أي صفقة حتى الآن.
يعتقد فريق "The Apprentice" أن الصعوبة التي يواجهونها في تأمين صفقة التوزيع تتمثل في أن هذه الشركات تعمل بدافع الخوف، لأن إطلاق الفيلم قد يضعها في الجانب السيئ عند ترامب، وهو مكان يحتمل أن يكون خطيرًا نظرًا لأنه يتقدم حاليا على الرئيس بايدن في استطلاعات الرأي. وإذا عاد إلى البيت الأبيض، فقد ينتقم ترامب، ويستفيد من منصبه لمنع أو إبطاء الصفقات لهذه الشركات.
وأشار تقرير “فارايتي” أن العديد من موزعي الأفلام المستقلة الأكثر ثراءً مملوكون في المقام الأول للاستوديوهات الكبرى، والتي تُعد جزءًا من تكتلات إعلامية أكبر. هذا يجعلهم أكثر ترددًا في تنفيذ مشروع قد يجذب بعض الاهتمام بالجوائز وحتى مبيعات التذاكر المحترمة، لكنه سيعني تكوين عداوة لشخص قد يصبح قريبًا الرجل الأول في العالم.
ومما يزيد الأمور تعقيدًا أن مستثمر الفيلم، الملياردير وصديق ترامب المقرب دان سنايدر، يجب أن يوافق على أي عملية بيع. حيث أن شركة صهره “Kinematics” هى من قامت بعملية الإنتاج. وتقول المصادر إن سنايدر كان غاضبًا من تصوير الرئيس السابق بعد عرض جزء من الفيلم في فبراير. في حين أن النصف الأول من الفيلم يقدم ترامب أكثر لطفاً، ويصوره على أنه مناضل اجتماعي يعاني من مشاكل أبوية، فإن النصف الثاني يرى أن نجم تلفزيون الواقع المستقبلي الذي تحول إلى سياسي يتحول إلى نرجسي يفقد بوصلته الأخلاقية ويخون معلمه روي كوهن. كما تم تصويره وهو يغتصب زوجته الأولى، إيفانا، ويتعاطى الأمفيتامينات.