أدِرْ ذِكْرَ مَن أهْوى ولو بمَلامِ
فإنّ أحاديثَ الحَبيبِ مُدامي
ليَشْهَدَ سَمْعِي مَن أُحبُّ وإن نأى
بطَيفِ مَلامٍ لا بطَيفِ مَنام
فلي ذِكْرُها يَحلو على كلّ صيغةٍ
وإنْ مَزَجوهُ عُذِّلي بخِصام
كأنّ عَذولي بالوِصالِ مُبَشّرِي
وإن كنتُ لم أطمَعْ بِرَدّ سلام
بِرُوحيَ مَن أتلفْتُ روحي بحُبّها
فحانَ حِمامي قبلَ يومِ حِمامِي
ومن أجلها طاب افتضاحي ولذّ لي
اط طِراحي وذُلّي بعد عزّ مَقامي
وفيها حلا لي بعْدَ نُسْكِي تهتُّكي
وخَلْعُ عِذاري وارتكابُ أثامي
أُصَلّي فأشدو حين أتلو بِذِكْرِهَا
وأطْرَبُ في المحراب وهي إمامي
وبالحَج إن أحرَمتُ لبَيّتُ باسْمها
وعنَها أرى الإِمساكَ فِطْرَ صيامي
أروحُ بقلبٍ بالصّبابةِ هائمٍ
وأغْدُو بطَرْفٍ بالكآبة هامِ
ابن الفارض