السبت 11 يناير 2025
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة لايت

على مسافة 14 مليار سنة ضوئية.. ناسا تكتشف المجرة الأبعد في الكون

JADES-GS-z14-0
JADES-GS-z14-0
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أعلنت وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) أن تلسكوب "جيمس ويب" الفضائي حقق إنجازاً علمياً غير مسبوق برصده أبعد مجرة تم اكتشافها حتى الآن، محققاً رقماً قياسياً جديداً في علم الفلك. المجرة المكتشفة، التي أطلق عليها اسم JADES-GS-z14-0، تشكلت بعد حوالي 290 مليون سنة  من الانفجار الكبير، مما يتيح نظرة فريدة على عصور الكون المبكرة.

 تفاصيل المجرة المكتشفة

مجرة  JADES-GS-z14-0 تشكلت بعد حوالي 290 مليون سنة من الانفجار الكبير، ما يجعلها واحدة من أقدم المجرات التي تم اكتشافها حتى الآن. يبلغ الانزياح الأحمر للمجرة 14.3، وهو مؤشر على مدى بُعد المجرة ومدى الزمن الذي استغرقه ضوءها للوصول إلينا، أي حوالي 13.5 مليار سنة.

هذه المجرة ليست فقط بعيدة، بل تتميز بخصائص غير متوقعة تماماً من قبل النماذج النظرية وعمليات المحاكاة الحاسوبية للكون الناشئ. من المرجح أن كتلتها تتجاوز كتلة الشمس بمئات الملايين من المرات، وهي مضيئة بشكل استثنائي نظراً لبعدها.

 

التقنية المستخدمة

تعتمد عملية تحديد المسافات الفلكية على مبدأ "الانزياح الأحمر"، الذي يقيس مدى امتداد الضوء أثناء سفره عبر الكون المتوسع. تمكن تلسكوب "جيمس ويب" من تحقيق هذا الاكتشاف بفضل أدواته المتقدمة، خاصة الكاميرا العاملة في نطاق الأشعة تحت الحمراء (NIRCam) ومطياف الأشعة تحت الحمراء القريب (NIRSpec). هذه الأدوات سمحت للعلماء بتحليل الضوء القادم من المجرة بدقة عالية وتحديد عمرها ومسافتها من خلال قياس الانزياح الأحمر.

 أهمية الاكتشاف

يعزز اكتشاف JADES-GS-z14-0 فهمنا لتطور الكون في مراحله الأولى. الضوء المنبعث من هذه المجرة استغرق أكثر من 13.5 مليار سنة للوصول إلينا، ما يعني أن الضوء الذي نراه اليوم هو من فترة قريبة جداً من بداية الكون (الانفجار الكبير حدث قبل 13.8 مليار سنة). يثير هذا الاكتشاف العديد من التساؤلات حول كيفية تكون مثل هذه المجرة الضخمة والمضيئة في فترة زمنية قصيرة نسبياً بعد الانفجار الكبير، مما يفتح آفاقاً جديدة للأبحاث المستقبلية حول نشأة المجرات والكون ككل.

 الموقع والأهمية العلمية

يقع تلسكوب "جيمس ويب" على بعد 1.5 مليون كيلومتر من الأرض، ويعمل كمرصد فضائي دولي يجري عمليات رصد يستخدمها علماء من مختلف أنحاء العالم. قدرات التلسكوب الفائقة في الأشعة تحت الحمراء تجعله أداة لا تقدر بثمن في دراسة الكون المبكر ورصد أجرام سماوية لم تكن ممكنة الرؤية سابقاً باستخدام التلسكوبات الأخرى مثل "هابل"

يواصل تلسكوب "جيمس ويب" الفضائي تقديم إنجازات علمية مذهلة، معززاً فهمنا للكون وأصوله. اكتشاف المجرة JADES-GS-z14-0 يضع العلماء على مسار جديد لفهم تكوين المجرات الأولى والتطورات الكونية المبكرة، مما يفتح آفاقاً جديدة للبحث والاكتشاف في علم الفلك.