فى وقت تشتد فيه المعارك بين القوات الروسية والقوات الأوكرانية، وسط تفاقم الحرب الطاحنة التى تعصف بالمنطقة منذ أواخر فبراير العام قبل الماضي، يتزايد التوتر فى شرق أوروبا، مثيرًا الانتباه إلى التفاعلات المعقدة بين أوكرانيا وحلف شمال الأطلسى «الناتو».
وتمر العلاقة بين أوكرانيا والناتو بمرحلة حرجة، حيث تتأرجح الخطوات نحو انضمام أوكرانيا إلى الناتو بين التقدم والتعثر، مع تحذيرات من تصاعد الصراع وتداعياته المحتملة.
ذكرت صحيفة التلجراف البريطانية، أن أوكرانيا لن تتحرك أكثر فى طريقها لعضوية حلف شمال الأطلسى «الناتو» فى القمة السنوية لهذا العام، وسط مخاوف من احتمال جر الحلف إلى حرب مع روسيا.
وكانت ألمانيا والولايات المتحدة صريحتين فى تحذيراتهما من تقديم إطار زمنى صارم لكييف، خلال الاستعدادات للتجمع الذي يستمر يومين فى واشنطن بمناسبة الذكرى السنوية الخامسة والسبعين لتأسيس المنظمة.
تأتي هذه الخطوة فى ظل التوترات المتزايدة بين أوكرانيا وروسيا، مع مخاوف من احتمال تصعيد التوترات إلى نقطة الحرب.
وأعربت ألمانيا والولايات المتحدة بوضوح عن ضرورة أن يقدم أوكرانيا خطة زمنية ملموسة خلال الاستعدادات للاجتماع الذي يستمر يومين فى واشنطن، بمناسبة الذكرى السنوية الخامسة والسبعين لتأسيس الناتو.
وفى تصريح لصحيفة «التليجراف»، كشف مصدر مطلع على تفكير إدارة الرئيس جو بايدن عن شكوك كبيرة تحيط بقدرة أوكرانيا على المضي قدمًا نحو عضوية كاملة فى حلف شمال الأطلسى هذا العام.
وقال المصدر: «ربما لا تشعر الولايات المتحدة بنفس مستوى القلق الذى يشعر به بعض شركائها الأوروبيين، لكن هناك قلقًا متزايدًا بشأن التهديد الذي تمثله روسيا لباقي أعضاء الحلف».
وفى تصريحاته خلال لقاء عام فى برلين يوم الإثنين؛ أكد المستشار الألماني، أولاف شولتس، أنه غير متوقع حدوث انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسى فى المستقبل القريب، بحسب تصريحات نقلتها «روسيا اليوم».
وأشار شولتس إلى أن توقعات بانضمام أوكرانيا إلى الناتو كانت من بين الأسباب التى ذكرت لاندلاع الحرب، موضحًا أن قمم الناتو السابقة أظهرت عدم توقع حدوث ذلك فى المستقبل القريب، وحتى خلال الأعوام الثلاثين القادمة. وأضاف شولتس أنه قد أعلن هذا الرأى خلال زيارته لموسكو فى بداية عام ٢٠٢٢، وفى لقاءاته السابقة فى كييف.
من ناحيته؛ أوضح مساعد وزير الخارجية الأمريكى للشئون الأوروبية والأوراسية، جيمس أوبراين، أن حلف شمال الأطلسى لن يدعو أوكرانيا للانضمام خلال القمة المقررة فى يوليو، معلنًا استعداد الولايات المتحدة لتقديم دعم كبير لأوكرانيا.
ومن المتوقع أن يتسبب هذا القرار الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكي، الذى حذره نظراؤه من مطالبة التحالف بـ "المستحيل".
وتحقق روسيا حاليًا مكاسب عبر خط المواجهة، ومن المتوقع شن هجوم آخر فى أشهر الصيف.
فى العام الماضي، وصف زيلينسكى الناتو بأنه «سخيف» عندما رفض قادته توجيه دعوة إلى كييف للحصول على العضوية الكاملة فى الاجتماع الذى عقد فى فيلنيوس، ليتوانيا.
وقام كبار المسؤولين فى حلف شمال الأطلسي «بإدارة التوقعات» فى أعقاب القمة، وفقًا لمصادر الحلف، بعد أن تقرر أن الأعضاء الداعمين لانضمام أوكرانيا، بما فى ذلك بريطانيا، قد مارسوا الكثير من الضغوط حول القرار.
وتنتاب المخاوف من تصاعد الانقسامات بين الدول الأعضاء؛ نتيجة للجدل الذي أثير حول قضية عضوية أوكرانيا خلال قمة العام الماضي، حيث يُعتقد أن ذلك قد يخلق توترات جديدة داخل الحلف.