واجهت تصريحات رئيس الحكومة الدكتور مصطفى مدبولي، اليوم، بشأن رفع سعر رغيف الخبز المدعم إلى 20 قرشا اعتبارا من أول يونيو المقبل، تحركات برلمانية من أعضاء مجلس النواب، تنوعت بين طلبات الإحاطة والأسئلة البرلمانية التي وجهت إلى كل من رئيس الوزراء ووزير المالية، ووزير التموين، ووزيرة التخطيط، ووزير الزراعة ووزيرة التضامن.
وتساءل النواب عن أسباب وآلية اتخاذ القرار، خاصة أن منظومة دعم الخبز تغطي نحو 70 مليون مستفيد بينما منظومة دعم البطاقات التموينية تغطي نحو 61.8 مليون مستفيد حيث تبلغ قيمة السلع التموينية والخبز نحو مبلغ 134.2 مليار جنيه بالمقارنة بمبلغ 83 مليار جنيه خلال العام المالي 2020/2021.
وقال رئيس الوزراء، الدكتور مصطفى مدبولي، في مؤتمر صحفي له اليوم الأربعاء، إنه تمت الموافقة على رفع سعر رغيف الخبز المدعم إلى 20 قرشا اعتبارا من أول يونيو المقبل، إذ ناقش مجلس الوزراء منظومة الخبز المدعم، الذى لم يتم تحريكه منذ اكثر من 30 عاما، موضحا أن تكلفة رغيف الخبز جنيه وربع والدولة تبيعه بـ5 قروش.
وأوضح رئيس الوزراء المصري، أن قيمة الدعم السنوي للخبز في مصر تبلغ 120 مليار جنيه، والإنتاج اليومي يصل إلى 100 مليار رغيف.
أهداف القرار
فيما أرجع الدكتور علي مصيلحي، وزير التموين والتجارة الداخلية، الهدف من رفع سعر رغيف العيش من 5 قروش إلى 20 قرشًا إلى الحفاظ على الدعم المقدم للمواطنين، من خلال ترشيد الجزء المتبقي من قيمة الدعم على البطاقات التموينية.
71 مليون مواطن يحصلون على الخبز
وذكر أن هناك نحو 71 مليون مواطن يحصل على الخبز من البطاقات التموينية، وهم من الفئات الأكثر احتياجًا والأرامل والأم المعيلة، وغيرهم.
استمرار الدعم
وأوضح أن قرار مجلس الوزراء اليوم، سيسهم في استمرار الدعم، إذ أن نسبة الدعم في وضعها الحالي تعد أكبر مما كان عليه خلال عامي 2006، و2007.
استغلال المتاح من موارد
وأكدأن قرارات اليوم من شأنها العمل على حسن استغلال المتاح من موارد، مع تقليل الفاقد من الخبز البلدي.
وأشار مصيلحي، إلى أن المواطن على بطاقة العيش له 5 أرغفة لكل فرد، مبينًا أن الرغيف سيكون تكلفته 20 قرشًا بدلا من 5 قروش في الوقت السابق، وذلك اعتبارا من أول شهر يونيو المقبل.
ومن جهته، كشف النائب فريدي البياضي عضو مجلس النواب، عن تقدمه بطلب إحاطة عاجل موجه لكل من رئيس الوزراء، وزير التموين، وزير المالية، ووزيرة التضامن الاجتماعي، بعد إعلان الحكومة اليوم عن رفع سعر الخبز المدعوم بداية من أول الشهر.
وقال النائب إن رئيس الوزراء أعلن رفع سعر رغيف الخبز المدعوم إلى 20 قرشا، اعتبارا من يونيو المقبل، بنسبة زيادة 300 بالمائة.
وأكمل البياضي: أحيط رئيس الحكومة علمًا بأن هناك ملايين من الشعب تحت خط الفقر الغذائي أي دخلهم لا يكفي للإنفاق على غذائهم، وهؤلاء بالكاد يتغذون على هذا الخبز المدعوم، وواجبنا الوطني أن نبلغكم أن الخبز المدعوم هو أمن قومي لا يجب المساس به ويجب على الحكومة التفكير عدة مرات قبل الاقتراب من سعره وكذلك قبل تحريك أسعار الخدمات الأساسية.
وأضاف البياضي: إذا كانت هناك تعليمات من مؤسسات دولية برفع الدعم؛ فمن غير المقبول ولا المنطقي أن يتم ذلك قبل زيادة المساعدات وزيادة حد الحماية الاجتماعية وتقديم دعم نقدي مناسب للأسر الأكثر احتياجاً.
وطالب النائب بمثول رئيس الحكومة في أقرب جلسة أمام مجلس النواب لمناقشة هذا الأمر وتداعياته قبل تنفيذه.
كما تقدم النائب ايهاب منصور، وكيل لجنة القوى العاملة بمجلس النواب، بطلب إحاطة موجه لكل من رئيس مجلس الوزراء، وزير التموين والتجارة الداخلية، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، وزير التضامن الاجتماعي، وزير المالية، ووزير التخطيط والتنمية الاقتصادية بشأن رفع الدعم الذي أعلنه اليوم رئيس مجلس الوزراء.
دعم السلع التموينية
وبسؤاله عن أسباب تقدمه بطلب الإحاطة ولماذا يرفض رفع الدعم، قال منصور إنه بناءًا على البيانات المذكورة في موازنة عام 2024 – 2025 والمقدمة إلى مجلس النواب في مارس 2024 ، فإن إجمالي دعم السلع التموينية 134 مليار جنيه، كميات القمح المطلوب توفيرها 8.250 مليون طن، منهم 7.671 مليون طن لتوفير 96.5 مليار رغيف سنويًا بالإضافة إلى 579 ألف طن قمح لتوفير دقيق المستودعات .
عدد المستفيدين
وأوضح النائب، أن إجمالى عدد المستفيدين برغيف العيش 69.9 مليون وبطاقات التموين 62.2 مليون مواطن ، وإجمالى دعم رغيف العيش 90.7 مليار جنيه ومنهم حوالي 20.5 % يتم استبدالها بنظام النقاط ، واحصائيات وزارة التموين إن متوسط الاستهلاك 3.97 أرغفة يوميا.
تكلفة رغيف العيش
وأكمل النائب: رئيس مجلس الوزراء صرح أن دعم رغيف العيش 120 مليار جنيه ، فى حين أن دعم الخبز المذكور بالموازنة للعام القادم 90 مليار جنيه فقط ! فمن أين اتى هذا التضارب ؟
كما أعلن أن تكلفة رغيف العيش الحكومي 125 قرشًا فى حين أن سعر البيع بالمخابز 100 قرش (شامل الربحية) !
واستكمل منصور: أذكر الحكومة أن نسبة الفقر 32.5 %، وإجمالى البطالة حوالى 8 مليون مواطن ( طبقا للاحصائيات الرسمية ) ، إجمالي العمالة غير المنتظمة المسجلين بقاعدة البيانات 1.6 مليون مواطن من إجمالي 8 مليون طبقا لتصريحات وزيرة التضامن و 12 مليون طبقا لإحصائيات سابقة.
ضغوط الحياة
وأضاف النائب: إجمالى أعداد برنامج تكافل وكرامة 5.2 مليون أسرة حوالي 22 مليون مواطن، هذا بخلاف معاناة حوالي 12 مليون من ذوي الإعاقة، توقف أغلبهم عن الاستفادة من الخدمات بسبب عدم إصدار بطاقة الخدمات المتكاملة ( صدرت لحوالي 8 % فقط )،
وكذلك أصحاب المعاشات وهم ملايين وكثيرين منهم مثقلين بأعباء الحياة من مسكن وعلاج وطعام ( مستلزمات أساسية )
الأسرة البسيطة المكونة من 5 أفراد ستزيد عليهم الأعباء بمئات الجنيهات شهريا ... كيف يتحملون تلك الزيادة في ظل الأوضاع الاقتصادية ( وهو مبلغ مساو تقريبا لمبلغ تكافل وكرامة ).
كل هؤلاء أكثر من نصف شعب مصر، فكيف يواجه هؤلاء أعباء الحياة؟
وأضاف النائب، ولاننسى كذلك مواطنين آخرين منهم على سبيل المثال لا الحصر العاملين على الصناديق والحسابات الخاصة الذين تتأخر مستحقاتهم 7 شهور.
لا أتكلم هنا على تحويل الدعم العيني إلى نقدي فتلك قضية اخرى تحتاج مناقشة ودراسة للآليات .
و تساءل النائب ، هل الحد الأدنى للرواتب يكفى الأسرة؟
علما بأن توسيع القاعدة الضريبية يوفر مليارات مخفية، و توفير مناخ جاذب للاستثمار يزيد فرص العمل ويحسن الدخل.
وأكمل النائب: الفلاح ينتج المحصول وأحيانا لا يجد له تسويق بسبب قلة عدد الصوامع أو الأسعار أو مشاكل اخرى تؤدى لخسائر كبيرة .
وتابع: كثير منا إفطاره قرص طعمية صغير في رغيف عيش كغموس وهي وجبة أساسية لملايين بيحبوا بلدهم ونفسهم يعيشوا فى ضغوط أقل.
الغذاء الرئيسي للملايين
وطالب منصور الحكومة بالقيام بجزء من دورها وعمل دراسات حقيقية وعرضها للمناقشة فمن غير المقبول في تلك الظروف أن نرفع الدعم عن رغيف العيش ، لأنه الغذاء الرئيسى للملايين .
واكمل منصور: على الحكومة تعديل اولويات الانفاق أولًا ، فهل رشدت الحكومة الانفاق فى كل القطاعات ومتبقى فقط رغيف العيش؟!
وتقدمت النائبة سناء السعيد عضو مجلس النواب، بسؤال برلماني موجه لكل من رئيس مجلس الوزراء، ووزير التموين عن زيادة رغيف الخبز المدعم ليصبح عشرين قرشًا، مطالبة الحكومة بضرورة مراعاة محدودي الدخل وموضحة ان هذا لا يتناسب مع المؤشرات المرصودة من الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء عن ارتفاع نسبة الفقر والبطالة وارتفاع الأسعار بشكل كبير في الفترات الاخيرة .
الغاء القرار
أكدت السعيد أن رفع سعر رغيف الخبز المدعم من الدولة من خمسة قروش إلى عشرون قرشًا يمثل خطورة كبيرة وزيادة للأزمات المعيشية التي يعاني منها المواطن، وطالبت السعيد بإلغاء هذا القرار وعدم المساس برغيف الخبز حفاظاً على استقرار الوضع الاقتصادي والاجتماعي للمواطنين محدودي الدخل وأكدت على ضرورة الالتزام بنصوص الدستور بتوفير الحياة الكريمة للمواطنين.