هناك جملة دارجة يحفظها كثيرون عن ظهر قلب، تقول "لا توجد جريمة كاملة" وهو ما يشير إلى أنه مهما بلغت احترافية الجاني لا بد من ارتكابه خطأ أو هفوة تقود رجال الشرطة إلى فك اللغز، وهو الأمر الذي لم ينتبه إليه مرتكبو الجرائم ممن أطلق عليهم لقب "السفاح" على مدى العصور المختلفة، معتقدين أن حيلهم الشيطانة ستحول بينهم وبين السقوط في قبضة الأمن، فالبرغم من ذكائهم الخارق واختلاف أسمائهم وجرائمهم، إلا نهايتهم كانت خلف القضبان.
وأعادت واقعة القبض على " سفاح التجمع " والمتهم فيها تيك توكر، بقتل 3 سيدات وإلقاء جثثهن بالصحراء بين محافظتي الأسماعيلية وبورسعيد، للاذهان أبشع جرائم السفاحين التي هزت قضاياهم عرش الجريمة في السنوات الماضية.
سفاح التجمع
لا تزال قضية سفاح النساء، المعروف إعلاميا بـ سفاح التجمع لم تبح بكل أسرارها، تلك القضية التي شغلت الرأي خلال الساعات الماضية لا تزال قيد تحقيقات الأجهزة الأمنية والنيابة العامة.
وأقدم "كريم م" الذي عرف بلقب سفاح التجمع، على ارتكاب جرائم قتل متسلسة كانت ضحاياه جميعها من النساء، حيث كشف حتي الآن عن مقتل 3 سيدات، وفقا لبيان النيابة العامة، والتي بدات بالعثور على جثمان لسيدة مجهولة ملقى بطريق ٣٠ يونيو بدائرة محافظة بورسعيد، فبادرت النيابة العامة بالانتقال لمسرح الجريمة لمعاينته ومناظرة الجثمان، وتوصلت تحريات الشرطة إلى تحديد شخصيتها وشخص قاتلها الذي تعرف عليها واصطحبها لمسكنه بدائرة قسم شرطة القطامية لتعاطي المواد المخدرة، وحال وقوعها تحت تأثير تلك المواد، قام بقتلها وتخلص من جثمانها بمكان العثور عليه، فأمرت النيابة العامة بضبطه وإحضاره. ونفاذًا لذلكَ أُلقِيَ القبض عليه من مسكنه والسيارة التي استخدمها في نقل الجثمان وكذا هاتفيْه الخلوييْن.
أعترف سفاح التجمع امام جهات التحقيق، بأنه اعتاد التعرف على الفتيات واصطحابهن لمسكنه لممارسة أفعال جنسية غير مألوفة، وتعاطي المواد المخدرة معهن، ومعاشرتهن جنسيًا، وحال وقوعهن تحت تأثير تلك المواد المخدرة، يقوم بإعطائهن عقاقير مذهبة للوعي، ثم يقوم بقتلهن وتصوير تلك المقاطع باستخدام هاتفيه آنفي البيان، وأقر بواقعة قتل المجني عليها التي أيدها فحص وتفريغ النيابة العامة للهاتفيْن؛ حيث أسفر ذلك عن وجود مقاطع فيديو يظهر بها المتهم حال إتيانه أفعالًا جنسية غير مألوفة مع جثمان المجني عليها، كما أسفر عن ارتكاب المتهم لواقعة مماثلة مع سيدة أخرى، كان قد عُثر على جثمانها يوم السبت الموافق الثالث عشَر من شهرِ إبريل الماضي على جانب الطريق آنف البيان -في اتجاه محافظة الإسماعيلية-، وقد حرر عنها المحضر الرقيم 909 لسنة 2024 إداري مركز القنطرة غرب، وإذ قامت النيابة العامة بمطابقة ما أسفر عنه ذلك الفحص من صور لتلك السيدة وما بجسدها من علامات مميزة توصلت النيابة العامة لشخص تلك السيدة، وبمواجهة المتهم أقر تفصيليا بواقعة قتلها، فانتقلت النيابة العامة رفقته إلى مسكنه حيث أجرَى محاكاة تمثيلية لكيفية ارتكاب الواقعتيْن.
هذا وقد قامت النيابة العامة بحصر حالات العثور على الجثامين المجهولة، التي جرت في وقت معاصر للواقعتيْن آنفتيْ البيان، وفي محيط مسكن المتهم، فوقفت على واحدة منها -حرر عنها المحضر الرقيم 19053 لسنة 2023 جنح التجمع الأول- تتشابه معهما في ذات ظروفهما؛ حيث ثبت بتقرير الطب الشرعي؛ العثور بأحشاء المجني عليها -في تلك الواقعة- على ذات العقار الطبي الذي يستخدمه المتهم حال معاشرته للمجني عليهن والذي ضبطته النيابة العامة بمسكنه، فطلبت التحريات بشأنها فجاءت مؤكدة ارتكاب المتهم لواقعة قتل المجني عليها الثالثة، وبمواجهة النيابة العامة له أقر بارتكابها على غرار سابقتيْها. وهو ما تأكد بنتيجة الاستعلام الصادر من النيابة العامة عن الأرقام الصادرة والواردة من وإلى هاتفيْ المتهم وهواتف المجني عليهن وتحديد نطاقها الجغرافي بالتزامن مع واقعات العثور على جثامينهن، الذي بتحليله أسفر عن وجود المتهم والمجني عليهن بمسكنه وبمحل العثور على الجثامين في زمان ارتكاب الواقعات الثلاث، كما تأكد أيضًا بفحص النيابة العامة لآلات المراقبة المثبتة بمحطات تحصيل الرسوم بطريق 30 يونيو في اتجاهيه، من عبور المتهم لها تزامنًا مع تخلصه من جثمانيْ المجني عليهما الأولى والثانية.
سفاح الجيزة
سفاح الجيزة المدعو القذافي فراج، هو صاحب أشهر قضية جنائية على صفحات الحوادث بالصحف والمواقع الإخبارية، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل تحولت قصته الإجرامية إلى مسلسل درامي تحت عنوان «سفاح الجيزة»، بطولة الفنان أحمد فهمي، جسدت أحداثه كل خطايا القاتل المتنوعة بحق ضحاياه: «بين التزوير والاحتيال والقتل والسرقة»، وكأنه ليس إنساناً، بل خرج من الجحيم، فجرائمه المشهودة تجاوزت كل المحظورات والشرع والعرف والقانون، حيث عمد المتهم على قتل زوجته وامرأتين ورجل وإخفاء أجسادهم مع سبق الإصرار، وذلك بدفنهم في مقابر أعدها لذلك الغرض.
خط الصعيد
"محمد منصور" سفاح أسيوط القاتل المعروف باسم "الخط"، من أشهر السفاحين في تاريخ مصر، وعرف بالقتل والسلب والنهب دون جدوى، وكان يمنع الناس من الخروج عن منازلهم بمجرد حلول الليل خوفا من أن يلقوه ويلقوا معه حتفهم، فكان قاطع طريق يهوى الدم ولا يترك فردا يمر سليما حتى إذا أعطاه كل ما يملك، وكانت نهايته بمعركة مع الشرطة لقى فيها مصرعه وقيل إنه قتل نفسه رفضا بأن يقع تحت قبضة الشرطة.
سفاح "كرموز"
"سفاح كرموز".. بهذه الجملة اشتهر الشاب الوسيم سعد إسكندر عبد المسيح، الذي كان يجذب جميع الأنظار إليه من شدة جماله، والذي لم يتخيل أحد أن يصبح أكثر الأشخاص رعبا وإجراما في الإسكندرية، قدم سعد من بلدته بمحافظة أسيوط ليعمل مع شقيقه في أحد مصانع الغزل والنسيج، والذي كان يمتلكه شقيقه الأكبر حينها، وبعدها نشبت بينه وبين أرملة ثرية تطورت لعلاقة غرامية يتحدث عنها الجميع.
كانت السيدة تريد إرضاءه بشتى الطرق حتى أعطته كل ما تملك، وسلمت مفتاح الخزينة التي بها جميع الأموال التى تمتلكها، وفى إحدى الليالي الغرامية باغتها "السفاح" من الخلف بطعنة نافذة أنهت حياتها على الفور، وسرق المال، ونزح إلى الإسكندرية.
وكانت هذه الجريمة أول جريمة نفذها السفاح الوسيم، ثم قام بعد ذلك باستئجار مخزنًا صغيرًا في أحد أحياء كرموز وحوله مقبرة لدفن جثث ضحاياه بداخلها والتي وصلت لـ19 جريمة حتى تم القبض عليه عام 1952.
سفاح بنى مزار
هكذا أطلق على "عيد بكر" سفاح الصعيد الذى اتهم بقتل 56 ضحية من أبناء الصعيد، وتعتبر حياة "عيد" لها عدة تحولات فلم يولد سفاحا إنما تحول من مجرد سارق للأغنام والماشية لسفاح بث الرعب في قلوب أبناء الصعيد سنوات طويلة بعد أن انضم إلى المطاريد وبدأ سلسلة القتل دون رحمة ودون جدوى.
واستمر في سفك الدماء دون وجه حق حتى سقط قتيلا أثر طلقات الشرطة التى وجهت له أثناء معركة كبيرة دارت بين أفراد الشرطة والمطاريد في عملية القبض عليه.
سفاح محرم بك
مجرم بلا هوية تدرج في مراحل الجريمة حتى أصبح من أخطر رجال الإجرام في منتصف الخمسينيات من القرن الماضي، بدأ حياته الإجرامية مبكرًا بعدما تم فصله من القطاع الحكومي، لم يجد محمود أمين سليمان "السفاح"، الجديد لـ "عروس البحر المتوسط"، أمامه غير طريق السرقة واحترف سرقة الماشية والخراف، وبعدها توج سجله الإجرامي بـ14 جريمة قتل بدأت بقتل زوجته لشكه في سلوكها، قضى حياته مطاردا من رجال البوليس حتى تم تصفيته بـ17 طلقة نارية من أسلحة رجال البوليس.
سفاح روض الفرج
في الثمانينيات من القرن الماضى انتشرت أنباء في القاهرة الكبرى تحذر المواطنين من "مصطفى خضر" الذى عرف وقتها باسم سفاح روض الفرج، والذى ظل بعيدا عن قبضة القانون نحو 15 عاما، حيث بدأت سلسلة جرائمه بقتل صديقه الذى اختلف مع لأسباب مادية، ثم تلتها قتله لحبيبته لاكتشافه خيانتها، وتوالت الجرائم التى قلبت موازين الرأى العام آن ذاك، وتم إلقاء القبض عليه قبل أن يقضى على حياة الضحية التاسعة في عام 1996 وكان حبل المشنقة هو نهاية سفاح روض الفرج.
ريا وسيكنة
شقيقتان انتقلوا من إحدى محافظات الصعيد لعدد من المحافظات حتى انتقلتا إلى محافظة الإسكندرية عام 1918م، حتى تبدأ رحلة عملهم في طريق الإجرام، ليسطروا بأيديهم أبشع جرائم لـ"قتل النساء"، بعد قيامهم بتكوين تشكيلا عصابيا لخطف النساء فقط وقتلهن بعد استدراجهن لهن ثم تسقيانها شرابا فيه خمرة داخل منزل لتناول الخمور والدعارة المقننة وقتها ويقوم أحد أفراد العصابة بكتم أنفساها عن طريق منديل قماش مبلل بالمياه فتحولت قصتهم لروايات يتناولها الكتاب لتقديمها على شاشات السينمات والأعمال الدرامية، وصل عدد قتلاهم من النسًاء نحو 17 سيدة وتم إدانتهم من قبل المحكمة وتم تنفيذ حكم الإعدام عليهم عام 1921.