في خّضم تصاعد هجمات الميليشيا الحوثية على السفن الأمريكية والبريطانية والإسرائيلية وجميع السفن الداعمة للاحتلال الإسرائيلي في البحر الأحمر وبحر العرب وخليج عدن وباب المندب وصولًا إلى المحيط الهندي والبحر الأبيض المتوسط، فإن بعض دول المجتمع الدولي تحاول تضيق الخناق على الجماعة الانقلابية وذلك بالسير على خطى أمريكا بتصنيفهم كـ"منظمة إرهابية"، وهو ما فعلته أستراليا التي أعلنت في 23 مايو 2024، أن الحكومة الأسترالية أدرجت الحوثيين كـ«منظمة إرهابية» لحماية حركة الملاحة الدولية.
قرار أستراليا
وقد أفاد النائب العام في أستراليا «مارك دريفوس كيه» في بيان، بأن قرار تصنيف الميليشيا الحوثية يأتي بموجب القانون الجنائي لعام 1995، موضحًا أن السبب يرجع إلى "الهجمات العنيفة التي شنها الحوثيون في خليج عدن والمنطقة المحيطة بها أدت إلى مقتل مدنيين واحتجاز رهائن وتعطيل الحقوق والحريات الملاحية في المياه المحيطة بشبه الجزيرة العربية، مما أدى إلى تقويض الأمن البحري والازدهار العالمي"، ومضيفًا بأن القرار جاء في أعقاب نصيحة من وكالات الأمن الأسترالية، قالت فيها أن الميليشيا متورطة بشكل مباشر أو غير مباشر في الإعداد للهجمات الإرهابية أو التخطيط لها أو المساعدة فيها أو تعزيزها.
توعد حوثي
وجاء قرار التصنيف بعد ساعات قليلة من إعلان زعيم الميليشيا «عبدالملك الحوثي» في 23 مايو 2024، أن عدد السفن المستهدفة حتى الآن بلغت 119 سفينة مرتبطة بالعدو الإسرائيلي والأمريكي والبريطاني، مشيرًا أن موقف الميليشيا لن يتأثر وسيكون للعمليات المباشرة لقوات الميليشيا "تأثير كبير" وأفاد بأن هناك عملية تطوير وتنسيق مستمرة مع محور المقاومة في العراق من أجل ردع العدو الإسرائيلي.
وتجدر الإشارة أن أستراليا تنضم بذلك إلى الولايات المتحدة الأمريكية، التي أعادت تصنيف الحوثيين كـ "منظمة إرهابية عالمية" أواخر يناير 2024، ردا على هجماته في البحر الأحمر وخليج عدن، وينسجم هذا القرار مع الحكومة اليمنية الشرعية التي تصنف الحوثي "جماعة إرهابية" وفقا للقوانين الوطنية، لذلك قد رحبت الحكومة في بيان للخارجية اليمنية بقرار استراليا، وقالت أنه جاء نتيجة لدعواتها المستمرة للمجتمع الدولي، بضرورة التحرك السريع، لإدراج مليشيا الحوثي في قوائم الإرهاب الدولية.
وسيدفع تصنيف أستراليا للحوثيين منظمة إرهابية، المجال أمام دول أخرى لتصنيف الجماعة التي قدمت نفسها كتهديد للأمن والسلم الدوليين، وقد يؤدي ذلك إلى فتح باب الدعم الغربي العسكري للحكومة الشرعية في حال استغلت هذه الفرصة وأعادت حشد جهودها داخل وخارج اليمن.
رد حوثي
وجاء أول رد للميليشيا على قرار التصنيف على لسان عضو المكتب السياسي الحوثي «حزام الأسد» الذي قال في تغريدة على حسابه بموقع «إكس» أن "قرار تصنيف أستراليا للحوثيين بالإرهاب يكشف عن تبعيتها العمياء للأمريكي والبريطاني، ومشددًا أن هذا التصنيف لن ينثي عزيمة القيادة الحوثية عن دعم المظلومين في غزة، ولن يوقف عزم قوات الميليشيا عن تنفيذ المرحلة التصعيدية الرابعة وما يليها، ما لم يتوقف العدوان والحصار على غزة".
فهم دولي
وحول قرار التصنيف، يقول الدكتور «محمود الطاهر» الباحث السياسي اليمني، أنه يدل على بدء فهم دولي لخطورة المليشيا الحوثية، والتأكد من أنها لا تمثل خطورة على اليمن والدول العربية فحسب، وإنما تشكل خطورة كبيرة على العالم، وهذا بحد ذاته أمر لابد أن يعيه المجتمع الدولي، وأن يتحرك لدعم الحكومة اليمنية الشرعية للقضاء على هذه التنظيمات الإرهابية.